- منذ قامت الجامعة العربية بتسليم ليبيا لحلف الناتو وبالسطو على مقعد سورية في مجلسها تفكك النظام العربي وبدء العد التنازلي للإنهيار وها هم القيمون عليه عاجزون عن تدارك تداعيات ما فعلت أيديهم
- تراجعت مصر عن مكانتها القيادية الطبيعية لحساب السعودية تحت ذريعتين الحاجة للمال والبحث عن مظلة توفر الرضا الأميركي وها هي القيادة السعودية للنظام العربي تنتهي بتطويق مصر
- تم جعل العداء مع إيران عنوانا للأمن القومي العربي فتوغلت تركيا في الجغرافيا العربية وأوغل كيان الاحتلال بالدم العربي وتغولت أثيوبيا حتى صارت دولة إقليمية فاعلة بقوة التحكم بمجرى نهر النيل
- لم ينتبه أصحاب القرار في مصر إلى أن مصر هي الحلقة الحاسمة في الأمن العربي وأنها لا تستطيع تجنب المواجهة مع الخطر الذي يمثله كيان الاحتلال على القضية الفلسطينية فتتقاسم معه مشاريع الغاز وتدير ظهرها لدولة عظمى هي روسيا ولا تستطيع أن تتجاهل موقع إيران وقوى المقاومة في إضعاف الكيان فتتخذهم خصوما كرمى للعيون السعودية وطلبا للود الأميركي فها هي مصر محاصرة بأمنها من ثلاثة منافذ ، حدودها مع غزة وسيناء حيث الاحتلال ومصادر مياهها حيث أثيوبيا وحدودها مع ليبيا حيث تركيا بينما وهم العداء والإستعداء لروسيا وإيران والإستخفاف بما تمثله العلاقة بسورية أسوأ سياسة لمرحلة مواجهة المخاطر
- أبسط قواعد السياسة أن المحاط بالمخاطر يوزع أثقالها ، فمن يخفض سقف المواجهة مع كيان الاحتلال بداعي عدم القدرة يدرك أنه لا يقدر على مواجهة ثلاثة دول إقليمية كبرى دفعة واحدة ، هي إيران وتركيا وأثيوبيا ، لو سلمنا بذرائع وضع إيران في مرتبة الخطر الأثيوبي والتركي ، والعقل السياسي يستدعي تحييد أحد الثلاثة أو كسبه لخوض الصراع مع الإثنين الباقيين ، فهل من حاجة للإثبات بالنسبة لمصر أن الأولوية هي مواجهة الخطرين التركي والأثيوبي وأن بوابة سورية بوجه تركيا هي الحاسمة كما بوابتها نحو إيران ؟
2020-07-17 | عدد القراءات 3871