الحوار الجوي بين عون وبري في رحلة الكويت لامس العناوين دون الدخول في التفاصيل
الإستشارات للأسبوع المقبل ...وعقدة التكليف حريرية...والثنائي لن يبادر وسينتظر
ميقاتي مستعد وسلام ممتنع والسنيورة مستبعد والحريري معتكف...فهل يعود أديب ؟
كتب المحرر السياسي
تنطلق مصادر سياسية متابعة لتفاصيل التفاوض في الملف الحكومي من أن فشل تجربة تأليف
الحكومة مع السفير مصطفى أديب ، أنتجت عقدا لا يمكن دون تخطيها إستئناف المسار نحو
ولادة حكومة جديدة ، وربما يصعب بوجودها التوصل لتسمية رئيس مكلف بتشكيل الحكومة ،
فالفشل تم عند تعارض جوهري بين فريقين لا يكتمل المشهد الحكومي دون نلاقيهما في منطقة
وسط ، هما الغالبية النيابية في الطائفة السنية التي ينتمي إليها رئيس الحكومة والتي يتوقف
على موافقتها تسمية الرئيس المكلف ، ضمانا لإستقرار لن يتحقق بتجاهل هذه الغالبية ، ومن
بيدهم فرصة الإستناد إلى كونهم غالبية نيابية لم يفعلوا ما سمي بتجاهل هذه الغالبية في طائفة
رئيس الحكومة مع تسمية الرئيس حسان دياب الا لمنع الفراغ ، ويجمعون اليوم على عدم
تكرار التجربة خصوصا بما تعنيه من إعلان سقوط المبادرة الفرنسية ، ومواجهة تحديات
مالية وإقتصادية كبرى .
وفقا للمصادر أيضا ، تسمية رئيس مكلف جديد ترضى به الغالبية النيابية ويحظى بتأييد
الغالبية النيابية في طائفته ، يعني عمليا تفاهم يجمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون
ورئيس مجلس انلواب نبيه بري كموقعين دستوريين تمنحهما الغالبية النيابية ثقتها ، والرئيس
السابق للحكومة سعد الحريري ، وهذا التفاهم الذي يحتاج تجاوز تعقيدات الأزمة الناتجة عن
تجربة فشل تأليف حكومة السفير مصطفى أديب ، يحتاج إلى إستعداد الرئيس الحريري لفتح
باب المحادثات حول الملف الحكومي .
وتقول المصادر أن أقصر الطرق للحل هو أن يكون الحريري نفسه الرئيس المكلف ، لكن
وفقا لتفاهم على ما يضمن التأليف ، اي تفاهم على صيغة الحكومة وتوازناتها الطائفية
والسياسية والنيابية ، وهو ما يبدو بحاجة لأكثر من مزيد من الوقت ، بينما بالتوازي يتقدم
الرئيس السابق نجيب ميقاتي كمرشح ينتظر هو الآخر موافقة الحريري وتسميته لتكشيل
الحكومة ، بينما يبدو الرئيس السابق تمام سلام الذي طرحه الفرنسيون خيار بديلا في بعض
اللقاءات غير الرسمية ، متمسكا بإمتناعه عن طرح إسمه في التداول كمرشح لتولي المهمة ،
بينما إسم اللرئيس فؤاد السنيورة لا يزال مستبعدا في ظل التباعد بينه وبين قوى الغالبية النيابية
، ووفقا لهذا المشهد لا تستبعد المصادر عودة التداول بإسم السفير مصطفى اديب بعد تفاهم
الحد الأدنى لضمان تشكيل حكومة محدودة المدة الزمنية لضمان نضوج عودة الحريري
لرئاسة الحكومة .
العقدة الحريري تشكل سببا بالنسبة لثنائي حركة أمل وحزب الله لعدم المبادرة وتفضيل
الإنتظار ، كما تقول المصادر ، خصوصا في ظل البرود الفرنسي ، فهل يشكل التوصل إلى
إتفاق إطار التفاوض على ترسيم الحدود البحرية ، بين الرئيس بري والجانب الأميركي مدخلا
لمساهمة أميركية في تذليل عقدة الرئيس الحريري سعوديا ، وتوسيع هامش المبادرة الفرنسية
التي لم يعد خافيا ان الأميركي هو من أطاحها برسالته القاسية التي مثلتها العقوبات ، وفقا
لتوصيف الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون لدور العقوبات ف يتعقيد الأمور ، خصوصا أنه
كما يبدو فإن العقدة الحريرية ستحول دون تسمية رئيس مكلف سواء كان الحريري أو إسم
آخر ينتظر موافقته ؟
2020-10-06 | عدد القراءات 16070