ييستمر المناخ التفاؤلي بولادة حكومة جديدة بعد مرور أكثر من شهرين على إستقالة حكومة
الرئيس حسان دياب ، وفي ظل إنسداد سياسي عطل فرصة نجاح المبادرة الفرنسية وأسقط
فرصة حكومة الرئيس مصطفى أديب ، وفي ظل تصاعد الأزمات المعيشية والخدماتية
والإقتصادية والمالية ، من الفلتان في السعار وفقدان العديد من السلع ، وخصوصا الأدوية ،
الى تراكم النفايات وانقطاعات الكهرباء ، ونتائج تفجير المرفأ وفقدان فرص العمل وأماكن
السكن ، والتفاؤل المستجد مع تسمية الرئيس سعد الحريري رئيسا مكلفا لتشكيل الحكومة
الجديدة يتصاعد مع كسر الجليد والتقدم المحقق في الحوار بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال
عون بعد فتور ممتد على مساحة عام كامل تخللته مراحل تصعيد كان آخرها ما سبق تطليف
الحريري ، والتفاؤل تجسدت مؤشراته الأبرز بتراجع سعر صرف الدولار 30% خلال أقل
من اسبوع ، بعدما لامس الدولار سعر ال6000 نزولا من سعر لامس ال9000 ليرة .
اليوم يزور الحريري بعدبدا لللمرة الثالثة منذ تككليفه الخميس الماضي ، ووفقا لمصادر على
صلة بالملف الحكومي فإن الرئيس الحريري بات يملك في جيبه تصورا اوليا لحجم الحكومة
وتوازنات توزيع الحقائب فيها على الطوائف والكتل السياسية ، كما بيات يملك في جيبه لوائح
بأسماء مقترحة أو مرشحة لتولي بعض الحقائب ، والتصور والأسماء تعبير عن حاصل
اتلشاور الذي أجراه الحريري مع عدد من ممثلي الكتل ومع الرئيس عون بصورة خاصة ،
كما بات لدى الحريري تصورا عن العقد التي يجب حسم الموقف من كيفية التعامل معها
لتسلك التشكيلة الحكومية طريقها الى الأمام ، وابرز العقد وفقا للمصادر ، امكانية تبادل
حقيبتي الداخلية والخارجية بين الرئيسين عون والحريري ، بما يتيح توزير السفير مصطفى
أديب في الخارجية ، وكيفية تسمية الوزير الدرزي الثاني ، سواء في حكومة من 20 أو 22
او 24 وزيرا ، واستطشاف العدد النهائي للوزراء بناء على تقييم التوازنات في الساحة
المسيحية ، حيث يمكن الفرق بين الصيغ العددية ، بينما لا تاثير للفارق في المواقع المسلمة في
الحكومة ، وحسم أمر وزارة الطاقة ، لجهة طلب موافقة رئيس الجمهورية على عدم تولي
التيار الوطني الحر لتسمية وزيرها ومقايضتها على الأرجح مع وزارة الأشغال التي طالما
كان التيار يرغب بتوليها .
مساعي تشكيل الحكومة تسابق موعد الإنتخابات الرئاسية الميركية الثلاثاء القادم ، أملا بعدم
ترك الإستحقاق الأميركي يؤدي لتأجيل تلو تأجيل ، وضمور قوة الدفع التي تولدت ما بعد
التكليف .
رئيس الكتلة القومية النيابية النائب أسعد حردان أطل في حوار على قناة الميادين ، متحدثا عن
الوضع الحكومي والسياسي في لبنان والعلاقات اللبنانية السورية ، قائلا أن ما يقلق في الوضع
اللبناني هو تزامن التراجع في منسوب الأمن الإجتماعي مع إرتفاع في منسوب الخطاب
الطائفي وضعف في حضور مؤسسات الدولة ، فتصير الأولوية الكبرى هي بمنع الفراغ ،
واول عناوين ذلك هي ملء الفراغ الحكومي ، معتبرا أن وجود حكومة تملء الفراغ يتقدم على
اسم رئيس الحكومة ، وبوجود مرشح واحد هو الرئيس الحريري كان من الطبيعي القيام
بتسميته ليتحمل المسؤولية .
عن الوضع الداخلي في الحزب السوري القومي الإجتماعي ، قال حردان ان الحزب يقوم على
تداول السلطة وأن الشوائب المشكو منها في العملية الإنتخابية كان ممكنا البت بها عبر
المحكمة الحزبية لولا حل المحكمة ، عارضا التحكيم بديلا ، والمؤتمر الجامع لإنتخاب هيئات
قيادية يلتزم الجميع بشرعيتها .
2020-10-27 | عدد القراءات 15082