تراجع التفاؤل بولادة قريبة للحكومة ...ولقاءات عون – الحريري متوقفة منذ الخميس
تجربة تصغير العدد وتطبيق المداورة تظهر عجزها عن بلوغ تشكيلة مكتملة
العودة لحكومة 20-24 وزيرا واعتماد توزيع تقليدي للحقائب على الطاولة
كتب المحرر السياسي
خلال ثلاثة أيام كان متوقعا أن تشهد تكثيفا للتواصل بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري ، لم يسجل أي تواصل بين الرئيسين ، مع تراجع مناخات التفاؤل بفرص ولادة قريبة للحكومة الجديدة ، وسط تحليلات تعيد ربط الملف الحكومي بمناخات إقليمية وحسابات الإنتظار للإنتخابات الرئاسية الأميركية .
على الشاشة السياسية الداخلية لم تظهر صلة للتعقيدات التي واجهت الصيغة الحكومية بمتغيرات خارجية ، بقدر ما ظهر دخول مساعي الجمع بين حكومة مصغرة ومشروع المداورة في طريق مسدود ودوران محاولات تدوير الزوايا في حلقة مفرغة ، فكلما جرت السيطرة على مشكلة تثيرها المداورة ظهرت بنتيجتها مشكلة ناتجة عن تصغير العدد ، وكلما تم التعامل مع مشكلات العدد ظهرت مشاكل جديدة في الحقائب في ظل المداورة .
مصادر على صلة بملف المفاوضات لتشكيل الحكومة قالت أن الحلقة المفرغة التي تواجه الحكومة الجديدة موضوعية ناجمة عن مجافاة صيغة الحكومة المصغرة والبعيدة عن السياسة ، ول في الشكل ، لجوهر إتفاق الطائف الذي صار دستور البلاد ، حيث الحكومة هي رأس السلطة الإجرائية ، في توقيت يشهد مفاوضات ترسيم الحدود بما لها من تأثير على الملفات الإقتصادية والسياسية والإستراتيجية ، وتوقيت سيشهد مفاوضات مع صندوق النقد الدولي ، ومفاوضات تتصل بالخصخصة ، ما يجعل الحكومة سياسية بإمتياز تحرص كل القوى على فحص توازناتها المختبئة بين تفاصيل أسماء "الإختصاصيين" ، وبالتوازي فإن هذه الحكومة التي قيل عنها أنها حكومة مهمة إصلاحية حصرية لا يمكن حصرها بها ، بسبب المسؤولية الدستورية المفتوحة للحكومة ، قيل عنها أنها حكومة مهلة معينة تمتد بين ستة وثمانية شهور ،لا يمكن حصر عمرها بمهلة وفقا للدستور من جهة ، وللمعطيات السياسية التي تقول بصعوبة البحث بحكومةغيرها بعد شهور ، ما يعني بقاء هذه الحكومة لموعد الإنتخابات النيابية ، وربما نهاية العهد الذي أنهى اربع سنوات وينتظر سنتين يسعى أن تكون الحكومة خلالهما تشبه ما يرغب بتحقيقه .
العودة لحكومة من 20-24 وزيرا باتت شبه مؤكدة وفقا للمصادر ، واعادة النظر بالمداورة كصيغة لتوزيع الحقائب اذا بقيت التعقيدات قائمة في فشل تحقيق البدائل المعروضة على الكتل النيابية للحقائب التي تولتها تقليديا بنيل رضاها كحال عرض وزارة التربية على المردة.
في حكومة ال24 وزيرا يكون التمثيل الأفضل قياسا بما رسمه إتفاق الطائف من توازنات ، حيث يتمثل الدروز بوزيرين مقابل خمسة وزراء لكل من السنة والشيعة ، وهو التوازن الأقرب للتمثيل بين المسلمين ، بينما يتمثل كل من الكاثوليك والأرمن بوزيرين مقابل خمسة موارنة وثلاثة ارثوذكس وهو التوزان الأكثر نيلا للرضى بين الطوائف المسيحية ، هذا إضافة إلى أن حكومة ال24 وزيرا تضمن إسناد حقيبة لكل وزير ب22 حقيبة ل22 وزير ، ونائب رئيس حكومة ورئيس حكومة دون حقائب .
المصادر قالت أنه ما لم يشهد اليوم تقدما يكسر الجمود على المسار الحكومي فسيكون الوقت المطلوب لولادة الحكومة طويلا خلافا لما كان متوقعا مع الإندفاعات الأولى ما بعد التكليف ، والتوقعات المتفائلة بولادة تسبق الإنتخابات الرئاسية الأميركية .
2020-11-02 | عدد القراءات 3129