أميركا : مشاركة إستثنائية في الإقتراع تقارب 80% ويوم إنتخابي سلس دون حوادث أمنية
ترامب يتراجع عن إعلان الفوز أملا بنيله ...وسيطرة ديمقراطية على المجلسين
مسار حكومة ال18 يتبلور اليوم بحسم الطاقة والعدل ...والباقي ليوم الجمعة
كتب المحرر السياسي
كتب المحرر السياسي
مفاجآت أميركية من العيار الثقيل في اليوم الإنتخابي الطويل الذي حبس معه الأميركيون ومعه كل العالم أنفاسا تترقب منذ مدة ما وصفت بأصعب إنتخابات رئاسية وأكثرها إنفتاحا على الإحتمالات الخطرة ، وصولا لوصفها بالمفصل التاريخي والحاسم أميركيا وعالميا ، المفاجأة الأولى بإرتفاع نسبة المقترعين الى نسب قياسية قاربت ال80% في عدد من الولايات ، وثاني المفاجآت كانت بسلاسة العملية الإنتخابية بصورة مخالفة للتوقعات التي تحدثت عن مواجهات وأحداث أمنية ، وصولا للمخاوف من محاولات لتعطيل العملية الإنتخابية في عدد من اقلام الإقتراع ، سواء من قبل مناصري الرئيس دونالد ترامب في ولايات متأرجحة يمكن أن تذهب بتصويتها لصالح المرشح جو بايدن ، كحال ويسكنسون او بنسلفانيا أو ميشغن ، أو من قبل المجموعات المتطرفة من مناهضي ترامب في بعض الولايات التي يراهن على ترجيح كفته فيها كحال فلوريدا ، واليوم السلس كان شاملا بهدوئه على مدى ساعات الإقتراع ومساحة الولايات الأميركية .
المفاجأة الثالثة كانت في تراجع الرئيس الأميركي ، ولو بطريقة مواربة ، عن نيته إعلان فوزه قبل نهاية فرز الأصوات ، وعزمه على البقاء في البيت الأبيض مهما كانت النتيجة ، متذرعا بتوجيه تهم التزوير لخصومه من حكام الولايات المؤيدين للحزب الديمقراطي ، فقد ألغى ترامب ما كان مقررا من بيان إعلان فوزه ، وتحدث عن الإنتظار للنتائج داعيا لتسريع إصدارها ، بالتزامن مع نبرة أكثر هدوءا من نبرته التي رافقت الحملة الإنتخابية ، وقد ترافق ذلك مع مؤشرات نقلتها حملة ترامب عن زخم إنتخابي لصالحه في اللاويات المتأرجحة يعدل الإختلال الذي بدا أن منافسه قد راكمه على مدى الحملة الإنتخابية ، حيث تحدثت حملة ترامب عن تصويت لذوي الأصول الأفريقية والأسبانية في لوريدا وميشغن لصالح ترامب ، خلافا للتوقعات بمنح تصويتهم لبايدن ، وقالت بعض التحليلات أن ترامب وظف تهيدادته بالتمرد لتحفيز البعض على إنتخابه تفاديا لأزمة مفتوحة تدخلها أميركا بخسارته للإنتخابات ، بينما قالت تحليلات جمهورية أن الإنتخابات تحولت لدى قطاع الشباب الذي يفترض أنه رصيد للمرشح الديمقراطي ، إلى تصويت على الإغلاق او فتح البلاد في ظل كورونا ، حيث بايدن يدعو للإغلاق وترامب يجاهر برفضه ، وحيث الشباب الباحثون عن فرص عمل يخشون الإغلاق بقوة ويمنحهن تصويتهم لصالح تنشيط الإقتصاد ولو كان ذلك على حساب الإجراءات الصحية الوقائية .
فرضية فوز ترامب بالتوازي مع فرضية فوز بايدن تسيران بالتوازي جنبا الى جنب ، لفتح الطريق نحو إنتظار النتائج حتى يوم الجمعة ، حيث الفوز الكاسح بالمجمع الإنتخابي لأي من المرشحين وارد كما الفوز الهش ، لأن الفوارق ستكون ضئيلة بعدد الأوصات بين المرشحين سواء في الولايات التي ستحسم النتائج وتتقدمها فلوريدا وميشيغن ووسكنسون وبنسلفانيا وأريزونا وتكساس وكارولينا الشمالية وفرجينيا وأيوا ، أو حتى على المستوى العام بعدما تحسنت أرقام ترامب خلال الأيام الثلاثة الأخيرة لتقلص الفارق بينه وبين بايدن ، وفي ظل فارق ضئيل على المستوى الوطني وفي الولايات الحاسمة لا يعني الفوز بعدد مرتفع من ممثلي المجمع الإنتخابي فوزا كاسحا لأي من المرشحين ، بينما تبدو نتائج الإنتخابات لصالح إنتاج أغلبية ديمقراطية في مجلسي الشيوخ والنواب شبه محسومة ، ما يعني أنه إذا فاز بايدن فسيكون أمامه فرصة ممارسة الحكم براحة شديدية ، مستندا الى هذه الأغلبيةفي المجلسين ، وإذا فاز ترامب فعليه اتساكن مع أغلبية لخصومه تسيطر على مجلس الشيوخ الذين كان بسانده باغلبية جمهورية .
يوم الجمعة أيضا يبدو مهما في مسار الحكومة اللبنانية التي ستتبلور تشكيلتها اليوم ، مع حسم أمر وزارتي الطاقة والعدل ، في اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري ، بعدما حسم عدد الوزراء ب18 وزيرا ، كما تقول مصادر تابعت إجتماع الرئيسين أول أمس ، وكما تؤكد البيانات الصادرة من القوى المعنية بزيادة العدد الى ال20 وزيرا وهي القوى المعنية بالتمثيل الدرزي ، التي بدا حسم الأمر في خلفية مواقف صدرت عن الحزب الديمقراطي وتصريحات لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي ، بينما يشكل حسم وزارتي الطاقة والعدل تأسيسا لتفاهم بين الرئيسين يتيح توقع نجاح لقاء الجمعة المتوقع بينهما بالبت بسائر السماء والحقائب في التشكيلة الحكومية .
2020-11-04 | عدد القراءات 3044