– مَن يتابع القطاع الاستشفائي الحكومي والخاص والجهاز الطبي والتمريضي في لبنان يستطيع أن يتلمّس بوضوح، رغم بعض الاستثناءات التي لم تحرّكها روح المسؤولية، صوراً من الاستبسال والبطولة والنخوة والشهامة والروح الإنسانيّة والوفاء بالقسم الطبيّ ومضامينه السامية، بما يستحق التنويه برجال وسيدات المقاومة الوطنيّة والإنسانيّة لوباء كورونا.
– نشهد أطباء في خيم بلاستيكيّة أنشئت على عجل وزوّدت بمعدات الأوكسجين، وفي مواقف السيّارات، يرافقهم جهاز تمريضي شجاع وكفؤ، يمنحون المصابين الأمل بالشفاء ويقدّمون أفضل أنواع العناية الطبية، ونرى مستشفيات تضع ثقلها لتوسيع طاقاتها الاستيعابية ولو بشروط لا تتناسب مع عراقتها الأنيقة ومعايير الشكل التي راعتها طوال عقود لصورتها، فتتقدّم القضية الإنسانيّة للحفاظ على الأرواح على كل ما عداها.
– نشهد أطباء وطبيبات وممرضين وممرضات يعانون من الإصابة وحياتهم معرّضة لخطر شديد بسبب هذا الانغماس الكلي في القضيّة لا تذكرنا إلا بالروح التي تصدّى من خلالها المقاومون ببطولة وروح استشهاديّة لخطر العدو والاحتلال.
– ما يستحقه هؤلاء الأبطال ليس الثناء فقط، إذ يكفي الإجحاف الذي لقيه المقاومون بوجه الاحتلال وعسى ألا ينال مثلهم مقاومو العدو الذي يهدّدنا كما يهدد كل الحياة الإنسانية عبر العالم، والتقدير الذي يريده هؤلاء المضحُّون هو فقط معاونتهم على تخفيف درجة الخطر الزاحف بعدم تحوّل المواطنين الى عملاء الداخل لحساب هذا العدو. والعمالة هنا هي بالاستهتار والتنمّر والفوضى لينفذ الخطر من بين ثناياها ويتغلغل ويصبح عصياً على المواجهة.
– هذا الشهر فرصة ليعبر اللبنانيون للجهاز الطبي والاستشفائي عن العرفان بالجميل عبر التقيّد بالإجراءات الوقائيّة التي تشكل على بساطتها التحيّة الوحيدة ذات القيمة اللائقة بما يقدّمه لنا هؤلاء.
2021-01-15 | عدد القراءات 1694