يحاول الصباح التلاعب بإنتظاراتي والتذاكي بإخفاء ساعة ظهوره فيستعل خدع الضوء والظلال وها أنا انتظره متربصا و أنهي مهام النهار مع آخر خيوط الليل لأتفرغ لرؤية أول خيوط الضوء وأقول للصباح ها أنا هنا أتقبلني صديقا ؟ بعدما فشلت في نيل ثقتك للبوح بأسرارك و ما دمت لم تراني الحبيب الذي تنبؤه بساعة القدوم و أضطررتني لملاقاتك متسللا !
فرح الضوء والألوان لا يعني حزن السواد والليل
حواري مع الصباح كان ممتعا عندما تيقن أنني أتفهم خصوصية إخفاء اسراره عني وإهتمامه بالبوح بفرحه حيث يحب و أنني لا أطعن بمصداقيته معي طالما يبيح لي ضوءه و يبيح لكل من سهر الليل ليراه ان يشاطره بعضا من فرح الألوان فللصباح مشيئة الملوك في الإختيار ولا يساءل عن أسبابه ومن إرتضى عبودية لحظة للضوء إمتلك حرية النهار كمن إرتضى مقايضة عبودية ليل كامل للحظة حرية مع الصباح ففي النهاية كل حرية تحتمل ضمنا نوعا من العبودية و حرية الأوطان التي تنشئ للمواطنين فضاء حرياتهم الفردية تتكون بتنازلهم الضمني عن اجزاء من حرياتهم الفدرية للإنضباط بقوانين دولة الوطن وما في ذلك من عبودية مضمرة وهكذا في الحب حرية الروح وعبودية العقل أو العكس أحيانا فمن أراد الحرية كلها وقع في عبوديات متعددة و نصف حرية مع نصف حرية لا يصنعان حرية كاملة بينما نصف عبودية للوطن ونصف عبودية في الحب يصنعان حرية كاملة
2014-12-17 | عدد القراءات 2056