اقتصاد المحروقات في لبنان كتب ناصر قنديل

اقتصاد المحروقات في لبنان

كتب ناصر قنديل

- يقدم سوق المحروقات في لبنان فرصة نموذجية للإطلالة على المشهدين الاقتصادي والسياسي الداخلي والخارجي ، حيث تحتشد فيه عناصر تبدأ بالإصرار على استيراد كميات تفوق الحاجة المباشرة للسوق اللبنانية ، وتعمد ابقاء الباب مشرعا لتهريب يخرب الاقتصاد السوري ويستنزف دولاراته ، بينما تقنن الدولة السورية توزيع المحروقات وتسعى لاستثمار دولارات القطاع الخاص في ابناء الاقتصادي المنتج ، ويشكل التهريب فرصة للسيطرة على اموال المصرف المركزي برضا القيمين عليه لأنه يمول العملية طوعا ، وهي أموال الدولة والمودعين التي يتم نقلها بهذه الطريقة الى حسابات الموردين والتجار واصحاب النفوذ .

- تكشف الشراكات في ملكية شركات استيراد وتوزيع المحروقات جمعها بين اصحاب الكارتل واصحاب النفوذ السياسي بصورة لا تعبر بمثلها اي من القطاعات الاخرى ، باعتبار ان اغلب الاحزاب الكبرى كانت تمتلك شركاتها الخاصة لاستيراد وتوزيع المحروقات في فترة الحرب الأهلية ، فيا تكشف شبكة المحطات التي تتولى بيع المحروقات  عن شبكات الماكينات الحزبية التي نال رموزها تراخيص انشاء محطات لبيع المحروقات تلعب دورا فاعلا في تنظيم الماكينات الانتخابية وتشكل نقاط ارتكاز في التجمعات في المناسبات الحزبية .

- جرى ويجري استبعاد خيار حصر المشتقات النفطية المدعومة بكمية محدودة وفقا لبطاقة لكل سيارة بكمية لا  تتعدى مئة ليتر شهريا وضعفها لسيارات التاكسي ، وبكمية مدروسة من المازوت للمولدات وللتدفئة ، على ان يباع الباقي لمن يرغب بسعر السوق وفوقه ضريبة تعوض بعض المال المنفق على الدعم ، وهذا يتكفل بوقف التهريب وبالتالي تخفيض الكميات المستوردة الى النصف على الأقل .

- كانت تشكل فاتورة استيراد المحروقات اذا أضيف الفيول اللازم لتوليد الكهرباء ربع فاتورة المستوردات قبل الازمة ، ومع انخفاض المستوردات وارتفاع حجم وكلفة استيراد المحروقات بعد الازمة بفعل اغراء الدعم للتهريب صارت فاتورة استيراد المحروقات 60% من اجمالي المستوردات البالغة 10 مليارات دولار حسب تقديرات عام 2020  ، ويكفي تأمينها دون استنزاف السوق بالطلب على الدولار لتحقيق فائض في العملات الصعبة باعتبار مجموع عائدات التحويلات الخارجية للبنانيين والصادرات البالغة 8 مليارات دولار ، اي ضعف المستوردات دون المحروقات .

- تقول التجربة الرائدة للحصول على اتفاق مبادلة النفط الخام بين لبنان والعراق ان بالامكان توسيع نطاقها لتأمين كمية تكفي حاجات كهرباء لبنان لعام بدلا من اربعة شهور فقط ، وتأمين مثلها من دول اخرى لمقايضتها بمشتقات كالبنزين والمازوت ، أسوة بما سيجري مع الكمية الموردة من العراق لقاء كميات فيول موازية .

- مع فرص ولادة حكومة جديدة يشكل برنامج مفصل سهل وبسيط في ملف المحروقات اجابة متعددة على قضايا الدعم وتخفيض سعر الدولار وتأمين السوق بحاجاته من البنزين والمازوت وتوفير الكهرباء .

2021-07-26 | عدد القراءات 1264