الإنفتاح على سورية
كتب ناصر قنديل
- من المستغرب أن تكون الإشارة لأهمية وحيوية الانفتاح على سورية في برنامج عمل الحكومة المقبلة على ما قاله رئيس الكتلة القومية أسعد حردان ، فالحكومة التي ستكون معنية بمعالجة الأزمة الإقتصادية او التخفيف من وطأتها بالحد الأدنى ، تجد أمامها ملف النازحين السوريين والعبء الثقيل الذي يتركه على الإقتصاد فيما تعلن سورية مد اليد للتعاون في ايجاد حل مشترك يبدأ بمخاطبة تصدر عن الحكومتين اللبنانية والسورية نحو الأمم المتحدة والدول المانحة للنازحين ، تطلب مواصلة المساعدات المقررة للنازح في لبنان بعد عودته الى سورية ونقلها الى اقامته كعائد ، وسورية التي كانت امس تستضيف مؤتمرا مشتركا مع روسيا تحت عنوان عودة النازحين لديها من المعطيات كما لدى أطراف لبنانية مثلها ، بأن مخاطبة الدولة المضيفة وهي هنا لبنان ، ودولة النزوح والعودة وهي سورية ، للجهات الدولية سيلقى تفاعلا ايجابيا في ضوء المتغيرات الجارية على الساحتين الدولية والإقليمية .
- في الضائقة المعيشية كان اللبنانيون يتوجهون تلقائيا نحو سورية ، حيث صناعة وزراعة تحظيان برعاية الدولة بخلاف لبنان ، وحيث سلة المنتجات تغطي أكثر من 90% من السلع المستهلكة ، وبأسعار قليلة الاكلاف ، وسيكون التفاهم بين حكومتي لبنان وسورية على تسهيل تبادل السلع بالعملة الوطنية للبلدين الأثر الكبير في تخفيض الطلب على الدولار وتحسين وضع العملة الوطنية ، والأمر لا يكلف أكثر من اجراء اداري تطلبه الحكومتان من مصرفيهما المركزيين ، يتمثل بإصدار نشرة اسبوعية للتسعير المبتادل للعملتين قبالة بعضهما .
- تجارة الترانزيت التي تشكل مصدرا حيويا للإقتصاد اللبناني لها معبر وحيد هو سورية ، سواء نحو العراق او عبر سورية والأردن باتجاه دول الخليج ، وتخفيف الأعباء من طريق تجارة الترانزيت وتحسين شروطها يتوقف على تفاهم الحكومة اللبنانية مع الحكومة السورية .
- من أولى أولويات الحكومة المقبلة البدء بالتحرك نحو سورية دون الوقوع في عقدة الخوف من العقوبات ، بينما تقول المعلومات الأردنية والمصرية أن إستثناء أميركيا من العقوبات بات متاحا لنقل الغاز المصري الى لبنان عبر سورية ، بينما ما هو مطروح أقل بكثير في ميزان قواعد العقوبات الأميركية الظالمة ، وأغلبه لا يقاربها .
2021-07-28 | عدد القراءات 1521