الفوضى السياسية والإنهيار الإقتصادي وجرس الإنذار
كتب ناصر قنديل
- عشية الإستعداد للإنتخابات النيابية وما تتكفل به في ظروف طبيعية بإترفاع المشاحنات السياسية وإعتماد القوى المتنافسة على لعبة وحيدة مقيتة قوامها الإستثمار على رفع منسوب الخطاب الطائفي وصولا لحد التنابذ العنصري ، يواجه لبنان إنهيارا إقتصاديا متسارعا في ظل نهج مالي يعتمد على لعبة لحس مبرد تهدف لخفض قيمة الودائع وتدفيع الناس ثمن الأزمة من ودائعها ورواتبها التي باتت تعادل أقل من 20% من قيمتها الأصلية ، وهذا العاملان يتفاعلان إجتماعيا لضخ المزيد من التوتر الذي لا يلبث أن يصبح أمنيا ، وشديد الخطورة ، فهل يقرع أحد جرس الإنذار لمواجهة الخطر؟
- سياسيا تتشظى النواة التي قام عليها تقليديا إستقرار النظام السياسي ، فالأغلبية التي إنعقدت حول المقاومة ، منقسمة على ذاتها بحروب إلغاء عبثية ، وليس فيها أحد يتكلم مع أحد ، وما عرف بشبكة الأمان السياسي التي كانت تمثلها علاقة كل من الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط برئيس مجلس النواب نبيه بري ، قد تمزقت منذ الفيتو السعودي على عودة الرئيس الحريري الى السلطة ، واحتمال مغادرته الحلبة السياسية ، وتموضع جنبلاط في تحالف إنتخابي وسياسي مع القوات اللبنانية تحت المظلة السعودية ذاتها ، التي تضغط لمحاصرة ثنائي حركة أمل وحزب الله ، ودعوة الحوار التي أطلقها رئيس الجمهورية يصعب ان تتجاوز الفيتو السعودي الذي سيترجمه ثلاثي الحريري وجنبلاط وسمير جعجع بمبررات مختلفة وتنفيذا لرغبة مرجعية موحدة ، ولو تجاوز الرئيس بري أزمة الخلاف وقام بتلبية الدعوة كما صرح علنا .
- محاور النقاش السائدة تكشف حجم الإنقسام والإستقطاب حول قضايا يعتبرها البعض خطيرة وينظر لها سواه بعين التسخيف الشامتة ، فهكذا لا يهتم فريق كبير من اللبنانيين بتصنيف حزب كبير على لوائح الإرهاب في دول الخليج بقدر إهتماماهم بإتسرضاء هذه الدول ، ولا يهتم فريق كبير من اللبنانيين لإرتياب وقلق فريق آخر من مسار التحقيق في انفجار مرفأ بيروت ، ويتعامل مع الأمر بعين التسخيف والشماتة ذاتها ، وبالمقابل توضع الدورة الإستثنائية لمجلس النواب مقابل انعقاد مجلس الوزراء فيبلغ الإنسداد مداه حتى يكتمل طوق التعطيل .
- لبنان يشبه سفينة مثقوبة ، بلا أشرعة ، وبلا قبطان ، وكل يدق مساميره ليزيد ثقوبها أملا بأن يغرق خصومه قبله ، وما أضافه أدعياء التغيير والثورة الى المشهد حامل ازميل ثقب جديد إنطلاقا من أن إغراق السفينة أملا بأن يغرقوا "كلن يعني كلن" ، ولو غرق لبنان والشعب اللبناني .
2022-01-05 | عدد القراءات 1407