هوكشتاين يبدأ جولته وفق معادلة المقاومة : نحمي الحدود السيادية للدولة ولا نقبل التطبيع

كتب المحرّر السياسيّ
يبدأ المبعوث الأميركي لترسيم الحدود جولته على المسؤولين اللبنانيين على إيقاع قراءة أميركية إسرائيلية للكلام الذي قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول ملف الترسيم، ضمن معادلتين واضحتين، الأولى أن المقاومة التي لا تتدخل في عملية الترسيم وترتضي الحدود السيادية التي تقررها الدولة عبر مؤسساتها، ما يعني تفاهم الرئاسات والحكومة والجيش على خط معين براً أو بحراً. وعندما يحدث ذلك ستكون المقاومة معنيّة برد العدوان عن أي جزء منها. وهذا يعني أن المقاومة الآن معنية بردّ أي تعد إسرائيلي ضمن الخط 23 وإذا اعتمدت الدولة الخط 29 كحدود سيادية نهائية فستكون المقاومة معنيّة بحمايته، أما الثانية فقوامها ان اي حل تفاوضي لا يجوز أن يتضمن أية شبهة تطبيع مع العدو. وهذا هو موقف الدولة اللبنانية. ما يعني أن على هوكشتاين وإدارته ومعهما حكومة الاحتلال العودة للبحث بعروض تفاوضية للخط المعتمد في ترسيم الحدود، بدلاً من البدعة التطبيعية التي تمثلها صيغة شركة استثمارية تضم لبنان و»إسرائيل» تتولى الاستثمار المشترك عبر إحدى الشركات الأميركية للمناطق المتنازع عليها. وهذا ما رأت فيه مصادر متابعة لملف الترسيم، بعد رسالة لبنان للأمم المتحدة، حول التعديات الإسرائيلية المتمثلة بالإجراءات الأحادية في المناطق المتنازع عليها كحقل كاريش، وضعا للأمور بين حدّي انهيار المفاوضات، وهذا مستبعَد، أو تأجيلها لحين تجهيز عرض بديل للتفاوض على الخط الفاصل بين المناطق الاقتصادية الخالصة. وإذا عقدت جولة للتفاوض فهذا يعني أن الأميركي والإسرائيلي قد عرضا صيغة الاستثمار المشترك وفي جيبيهما عرض بديل لخط الترسيم المقترح.

كلام السيد نصرالله في حوار خصّ به قناة العالم في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، تطرّق الى مواضيع عديدة إقليمية ولبنانية. وكانت أبرز المعادلات التي صاغها نصرالله، ما يتصل بحسمه بأن خطر الحرب الأميركية والإسرائيلية على إيران مستبعدة، وأن الحرب الإسرائيلية على المقاومة صارت وراءنا، مضيفاً لو كان لدى «إسرائيل» نسبة 50% من احتمالات الفوز بالحرب لخاضتها منذ زمن. أما عن موازين القوى العسكرية فأكد السيد نصرالله المخاوف الإسرائيلية من شبكة الدفاع الجوي للمقاومة بقوله إنه تم تفعيل شبكات الدفاع الجوي للمقاومة بوجه الطائرات المسيّرة وقد حقق ذلك إنجازات ملموسة بردع هذه المسيّرات عن الأجواء اللبنانية بنسبة كبيرة، تاركاً مسألة تفعيل شبكات دفاع جويّ بوجه الطيران الحربي غامضة. وحول الورقة الخليجية الموجّهة للحكومة اللبنانية توقف نصرالله أمام تفاصيلها، خصوصاً ما يتصل بسلاح المقاومة داعيا لحوار لبناني خليجي أو لبناني عربي ولعدم تدخل متبادل في الشؤون الداخلية، متسائلاً هل تقبل السعودية والإمارات عدم التدخل في شؤون لبنان وسورية والعراق واليمن؟

وأكد السيد نصرالله العرض الأميركي المتجدد بالتواصل المباشر، ورفض حزب الله لهذا العرض، مضيفاً رداً على الاتهامات للحزب بوطنيّته، وتوصيفه بالإيراني، أن المقاومة هي الأشد وطنيّة لأنها قدمت إنجازات بحجم رد العدوان الاسرائيلي وتحرير الأرض من الاحتلال، وحماية لبنان من خطر الإرهاب التكفيري، فماذا قدّم الذين يتهمونها بوطنيتها غير تبعيتهم للسفارات التي يرددون دعواتها لنزع سلاح المقاومة، دون أن يبحثوا في حقيقة المصلحة الوطنية بجعل لبنان مكشوفاً أمام «إسرائيل» وتركها تستولي على ثروات النفط والغاز.

عن الانتخابات النيابية إعتبر السيد نصرالله ان انسحاب الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل من المشهد الانتخابي مؤسف وستكون له تداعيات على المشهد الإنتخابي مستبعداً أن يكون من نتائجه نمو التطرّف، لأن الطائفة السنية في غالبيتها الكاسحة حضن للاعتدال، رافضاً الدخول في ترجيحات حول اتجاه الأغلبية النيابية، لأن الأغلبية لا تحسم توازنات في لبنان، ولن تكون هناك أغلبية تتيح لطرف يتحكّم برئاسة الجمهورية التي تحتاج لأغلبية الثلثين

2022-02-09 | عدد القراءات 1678