مقدمة
حديث الجمعة بيومياته التي تنوعت وتوزعت على المعاني ، تنقل خلالها صباح القدس من موسكو وبكين الى الجزائر والضاحية الجنوبية لبيروت ويحوم دائما فوق فلسطين ويشرق منها ، ليستكشف معاني المقاومة وروحها الحية وعام جدد يولد على إيقاعها ، وفي الحديث مشاركات تنوعت وتلونت بألوان الحياة ، وفيها للشهداء يوميات وذكريات
في ذكرى الرحيل
٤ / ١ / ٢٠١٤ تاريخ يشهد لرجال الله في الكندي .....يوم سقط الشهداء صعودا الى السماء ..
في مثل هذا اليوم ...وفي كل عام ...تسجد الملائكة والشمس والقمر خشوعا امام من قدموا ارواحهم كي نحيا ....
.... .. .... .... ...
في بَلدي أمورٌ وحَكايا لاتُصدّق ، وتَخجلُ العينُ من النّظر والأذنُ السّمع .
صَدّقتُهُ وقتَ قال لي :
"أمّي ، كُنتُ أتوّسّلُ إلى الرَّب يسّوع ، إلى الله أنْ تَحصل المُعّجزَة ، ويٌتغيّر القَدّر"
وقتَ رأيتُهم في السّيارة تجرّهم الوُحُوش الكاسرة إلى الإعدّام .. صدّقتُه وقتَ قال لي :
"فَقدتُ النُطقُ شهراً كاملاً، من هَولِ ما رأَته عيوني ، وفقدت معملي في الشيخ نجار بحلب بابَ رزقي ومَعيشَة أطّفالي"
كتبتُ البَارحة : (ما أشبه اليّوم بالأمس.) .. وبكيتُ دماً لرفاقهم بالسّلاح .
اليوم : صَرخَتي بصمتٍ يسْمَعُها من في السّماء ، ويهتزُّ لها العَرشُ ، وقَرعُ أجراسِ الكَنائس ، ..ومآذن الفجر ، نعم .. رقصَ الطّير والقلبُ مذبوحاً من هولِ مارأى .
ربّما لا تُدرِكُون ، وكي لاتنسوا :
_ في مِثلِ هذا اليوم ٤ /١ /٢٠١٤ كانون الثاني رقصَ الأوغاد وتباهَوا على شاشاتِ التَّلفزَةِ والتّواصلِ الإجتماعي وهم في أقبح صورةٍ صَوّرتها البشريّة يقومون بإعدامِ حامية مستشفى الكنّدي الذين وقعوا في أسرهم ،وبأحقد وحشيّةٍ بشريّة.
حتّى رمَقِ اللحظة الأخيرة بقوا يُدافعونَ عن حَرمِ المستشفى حتى غدا من صرحٍ عظيمٍ إلى شهيد مثلهم .
أقولُ لكم ، وأُجدّدُ القول :
انظروا إلى شَعبنا العظيم ، الصّامد ، الصّابر على البَلوى انظُروا إلى أهْلنا في كلّ سُورية ، والعالم الشّريف الذين تخطّوا حدودَ الوطن
بأيديكمُ دوّنتم للتّاريخ وسَاخَتكم ، وصوّرتكم ووثّقتم خزي كفركم في عالمكم الذي غابَ عنكم فيهِ كلّ مظاهرِ الحياة والإنسانيّة ، في عالمٍ كُنتم أنتم أيّها الخَونةُ أسيادهُ .
نعم ، كُنتم أسيادَ فَنّ الذَبحِ ، والغدّر ، والبشّاعة . أشهدُ أنّكمُ أتقنتم الغدّر والوَحشيّة بأتقن وسائل خبثكم ، وليس غريباً عنكم ولا جديداً عليكمُ بعدما رأيناه ، فوحشيتكمُ بأكلِ الأكبادُ وبَقرِ البُطُون وتقطيعِ الرؤوس وشَيّها على الحطب . لأنّكم اللصُوص المأجوة لأردوغان اللص ، وإسرائيل ، وأمريكا أذنابُ الصهاينة . لأنكم قوم يأجوج ومأجوج الّذي حَكَى عَنهم القُرأن الكريّم يهبّون من كلَّ حَدبٍ وصَوب .
إيّاكم أن تظنّوا أنّنا قد ننحني .. ففي كلّ بيتٍ يولدُ بُنيان ، وفي كلّ حيٍّ عِشّتارُ الآلهة ، وفي كلّ قريّةٌ وعلى شُرفة كلّ منزلٍ آياتُ الرّحمن تُسّبحُ بحمدِ الّله وفَضلهِ .
لسنا من قال أن أبناءنا أحياءٌ عنّد ربّهم يرزقون .. هم في عزٍّ ونعيم وجنّات الخلود .
(لم تكن هذه الجريمة إلا لتتذكّر الأجيالُ القادمَةُ معدن دينكم وديدنكم)
لمْ ، ولنْ أحزن عليك ياولدي بنيان فأنت في البروجُ العُلا ، بلْ أحزنُ على نفسي ، وضعفي أمامَ حُبّك في قلبي .
أبارك لكم وقفة العز ، وقفة أنطون سَعادة ، وقفة الرّجال في وَجهِ عاصفةِ الغَدر والخيّانة.
(( أمك ياولدي ))
والدة الشهيد بنيان ونوس ( من ابطال مستشفى الكندي في حلب )
عبدالناصر الذى لا يعرفه ساويرس "
مزعج نجيب ساويرس عندما يغرد «عبد الناصر بطل النكسة»، لا يا سيدى، عبدالناصر بطل تكالبت عليه الأمم، عبدالناصر عاش بطلًا، ومات زعيمًا، وسيظل فى قلوبنا قبل عقولنا بطلًا وزعيمًا، نحن أبناء الفلاحين من نعرف من هو أبوخالد، ونلقبه بخالد الذكر.
رأيك يخصك نعم، ولكنه جارح، ويزدريه كثير من أولاد الطيبين الكادحين الشقيانين العرقانين، الذين منحتهم ثورة يوليو أملًا فى الحياة، وفتحت الطريق سالكًا ليتحصلوا على حقوقهم المهدرة فى «بلاط الملك»، من قال لهم خالد الذكر جمال عبدالناصر، «ارفع رأسك يا أخى فقد مضى عهد الاستعباد».. فرفعوا الرؤوس عاليًا ليبصروا حقهم فى الحياة.
عاتب عليك وحزين ومثلى كثير، من تلقى تعليمه بالمجان، وجلس جنبًا إلى جنب مع أولاد الأكابر، كان فى أفواههم ملعقة ذهب، وفى فمى طعم الحياة حلو المذاق، عيش بالأمل، متى كان التعليم لأولاد الفلاحين حقًا، متى كان التوظيف لأولاد العمال أملًا، متى كان لنا نصيب من الحياة، متى كان أجدادنا (نحن) محسوبين كبشر لهم حقوق وعليهم واجبات؟.
ومثلى كثير، منهم من تحصل والده على «خمسة أفدنة» بعقد تمليك أخضر، أول مرة فلاح مصرى يملك طينًا، قبلها كان شايل الطين، وطين البرك على كعابه المشققة من لفحة أرض الهجير، ويخدم فى الوسية، وزوجته تخدم فى بيوت «أصحاب الطين» خدمة العبد للسيد، كان يزرع وغيره يحصد حبات العرق من على جبينه، أخيرًا أكل والدى مما زرعت يداه، وكفاه «ابن البوسطجى» سؤال اللئيم.
ومثلى كثير، منهم من تحصل والده العليل على معاش، جنيهات تقِمن صلبه، وربى أولاده من حلال، وعاش على سيرة الثورة مخلصًا، إنها ثورة شعب ولا تزال، ويقص علينا الجد الطيب ما تيسر من مرور طيف ناصر على الزراعية، كانت الناس تتوق للرؤية، وترفع أكفها سلامًا وتحية، وناصر كالمارد يطل على الكل، تنط من عينيه الفرحة، وهو بين أهله وناسه، بنى وطنه بين الأحباب، يشتمم رائحة العرق المنسابة على سلسلة الظهور المنحنية فى الحقول الخضراء.
ومن غيرى بفخر يترحم على ناصر العزة والكرامة، وكنت نسيًا منسيًا فى عزبة قصية فى مدينة مختفية من على خارطة القطر الكبير، فشب عن الطوق فإذا بناصر يخبره من القبر، يا بنى إن التعليم حق لكم كالماء والهواء، وإن المصريين جميعا أمام القانون سواء، وما نيل المطالب بالتمنى، ولكن تأخذ الدنيا غلابًا.
مَنحنى «ابن البوسطجى»، مَنح «ابن الفلاح» جواز مرور إلى العاصمة الكبيرة، وكانت العاصمة ووظائفها حكرًا على أبناء الأعيان، صار «ابن البوسطجى» فينا رمزًا كريمًا، نتقفى أثره فى المشوار الصعيب، وصار اسمًا منقوشًا على القلوب فى الصدور، وصار بيت شعر مغنى، ويا جمال يا مثال الوطنية.
حمدي رزق
تصلح لبلادكم فاقرأوها
يسقي الفلاح البصل و السلاطة بمياه الصرف الصحي القذرة .. فتكبر ليبيعها و يقبض أرباحها .. و من أرباحه يشتري من عند مربي الدواجن دجاجة تم حقنها بالديميتري المادة المسمنة سريعا و المسرطنة ..
وبدوره مربي الدواجن يذهب مهرولا عند جزار لشراء قطعة لحم (لا يأكل الدواجن لأنه يعرف كيف يتم تسمينها) .. لكن هذا اللحم تم تسمينه و نفخه هو الآخر بالكورتيكويد و حفظه بمادة حفظ الجثث ليظهر جديدا ..
أما هذا الجزار فيذهب جريا إلى مسمكة المدينة (على أساس أنه اللحم الوحيد الآمن) فيشتري سمكا تم صيده بالمتفجرات و رشه بالأمونياك ليظهر جديدا .. و معه بصل و سلاطة من عند الفلاح الأول فيكون من الطبيعي أن يتسمم ..
فيلتقي الثلاثة عند الطبيب .. و هناك يصادفون ميكانيكيا مكسور الأطراف لأن سيارته فقدت توازنها في طريق تم تصميمها عوجاء لسرقة جزء من أموال المشروع .. أما مهندس تلك الطريق فهو نفسه معهم مكسور الوجه حيث تعرض لحادث سببه أن الميكانيكي أهمل تثبيت برغي في سيارته سابقا ..
و آخر صاحب مطعم مصاب بمرض معدي خطير لأن الحلاق الذي قصده لم يعقم أدواته .. أما الحلاق فهو نفسه جاء متسمما إثر استراحة غداء عند نفس صاحب المطعم الأول هذا الذي لم يغسل أدواته منذ تدشين محله ..
و أثناء الإنتظار عند الطبيب تبدأ محاضرة طويلة بين الأشخاص السبعة و مناقشة جادة عنوانها:
هل يملك الطبيب ضميرا أم لا !!!
و بعد الخروج من عند الطبيب يقومون بصلاة الإستسقاء فلا ينزل المطر (يحدث لأول مرة في الجزائر !)
ما يحدث للجزائر حاليا يشبه قصة موسى عليه السلام حين صلو صلاة الإستسقاء و لم ينزل المطر .. فنادى موسى ربه فأجابه: "بينكم رجل يرتكب المعاصي منذ 40 سنة و لن ينزل المطر إلا إذا خرج هذا الرجل منكم" .. فنادى موسى قومه: "يا بني إسرائيل هناك رجل منكم يرتكب المعاصي منذ 40 سنة لن ينزل المطر إلا إذا غادرنا هذا الرجل" .. و بسرعة تفطن الرجل المعني أنه هو المقصود و شعر بخجل و خوف أنه إذا غادر سيفتضح أمره و إذا بقي سيموتون جميعا عطشا .. فأعلن توبته سرا بينه و بين الله .. فنزل المطر فتعجب موسى و سأل ربه: "كيف نزل المطر و لم يخرج أحد من المدينة" .. فأجابه ربه أن الرجل قد قرر التوبة سرا .. فقال موسى يا رب دلني عليه حتى نفرح به فأجابه ربه: "يا موسى هذا الرجل ارتكب المعاصي 40 سنة و لم أفضحه فكيف أفضحه الآن و قد تاب؟"
على كل شخص الآن يحس نفسه معنيا أن يصلح نفسه بنفسه و بين نفسه (من غشنا فليس منا) .. و السبب (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم) ..
كاتب من الجزائر
ذكريات وحنين
منذ يومين كتبت
ان شهر شباط فيه
اقصى فرح القلب
وفيه وجع
حتى نزف روحي
هذا بوح الروح بحبر القلب
-سيدي الوالد
لك في التضحية والفداء
فلسفة لكأن الله خلق لك
الأخلاق والقيم...
في مثل هذا اليوم/٩/٢/٢٠١٤
نال أهلي
شرف الشهادة مع كوكبة
من شهداء قريتي
" معان"
الواقعة في الريف الشمالي لمحافظة حماة...
والدي الشهيد:
إبراهيم موسى الناصر
والدتي الشهيدة
فطوم ميهوب
اختى الشهيدة:
وصال إبراهيم الناصر
السلام على أرواحهم
وعلى أرواح الشهداء
منارات تضيء الأرض
حتى ملكوت السماء
الله يشفي الجرحى
ويرجعوا الأحبة المفقودين
والأسرى سالمين
انحني لقامات السنديان
ولال الشهداء الذين
-( ناداهم البرق فاجتازوه وانهمروا....
عند الشهيد تلاقى الله والبشر.
ناداهم الموت فاختاروه أغنية....
خضراء ما مسها عود ولا وتر).
حسن ابراهيم الناصر
نسيان وذاكرة وقصيدة
حبوبُ النسيان.
كنت أصطحبُ أبنائيّ للدكان،
أطلي ذاكرتَهم بالذهان،
يطالبونني بما لا طاقةَ لي عليه،
أمنحُهم زخرفةَ الزمان،
موسيقى النوم قبل الاحلام،
ألونُ صباحَهم بالقبلات،
ارقص، أروي كان يا ماكان،
لكني رغم ما فات
أُسائلُ نفسي كيف ينامُ طفلٌ
في بلاديّ
جائعاً أو عطشان.؟
- -
تهزُنا أشياؤنا العابرةللزمن ،
نكتشفُ معها ما كنا عليه،ما فتكت به الأيام من ارواحِنا.
أعاد لي الفايس بوك هذه الكلمات من ٢٠١٩.
كُتبت بإنفعالٍ عاطفي وشجن .
كم نكتشف غباءَ العواطفِ مع إنقشاعِ الرؤية.
"يغطي الأبيض أوسعَ المساحات،
وحدُهما عيناك تضيئان في عتمةٍ،
قلوباً لا تعرفُ الصَفاء.
وحدُها يدُك تسلكُ طريقَها إلى السماء.
في الليلِ نرى فجراًيتدلى، من شمسِ نهار،
لا يعرفُ إلا الحب دليلاً،
لا يعرفُ إلا الرأفة
سبيلَ،
لزمنٍ لم يأتِ بعد
ولا شيءَ يحضرُ
سوى الانتظار".
- -
لا يحتمل الشعر
كلَّ هذا العناء
تكفيه الأمطار
مشردو الأرض
أوراق الأشجار
عند الناصيةِ المُغني
تلك العصافير المُهاجرة
شريدةَ الأوطان.
-- -- -- -- --
للقصيدةِ مَعنى
هرمت طفولتيّ
حرقوا منزليّ
رموا ثيابيّ
فتتوا كتبيّ
رماديّ أحرفُ القصيدة
دلال قنديل ياغي
لم يعطني الله
لم يعطني الله
أقدام راقصة باليه
ولست رشيقة بما فيه الكفاية
لأدور سبع مرّات حول نفسي
قبل أن يقرقش الموت جمجمتي
أقول يقرقش ولا أقول يأكل
لأني لست شاعرة
لأني لست أبالي
ولأني أعرف أن الموت سيكون أسعد وهو
يقرقش جمجمتي
بدل أن يأكلها كما نأكل حياتنا بضجر ومن دون صوت .
لم يعطني الله
وطناً ثابتاً أيضاً
يليق بأقدامي البليدة
ولا حتى نافذة
أكتب فوقها اسمي كي لا يسرقها أولاد الشوارع
أشرب كأس الله
وأحاول أن أفهم الثقب الطويل في جوربي
ثقب على شكل شارع
ربما هو رسالة من الله
أكتب أحياناً
محاولة مني بالرد عليه
وأحياناً أخرى
أقفل الثقب بطلاء أظافري
نقطة
حمراء
على فخذي
في رسالة مبهمة
بيني وبين الله
لولا رينولدز
هويتي
كلّما مرّت السنون، زادت المسافات في ذاكرتي اتّساعا، إلا تلك الأشياء التي تعلّمتها من أبي وحفرت في ذاكرتي خرائط المعرفة، كلّما مرّ عليها الزمن طعنت بالضوء وتقلّصت المسافات بيني وبينها لتصير أقرب من حاضري إليّ.. ومن تلك الأشياء التي تركت بصماتها في مخيّلتي وذاكرتي، مقطع من رسالة كان قد أرسلها أبي إلى أمي من بلاد الاغتراب ( باريس) شاكيا لها مرارة الغربة والحنين .. وقد قال في ختام رسالته التي كانت منذ حوالي ١٦ عاما:
"وملامحي العربية تأبى أن تُمسحَ عن جبهتي السّمراء فسِرتُ في شوارع باريس منتصب القامة كأحدِ الأمراء ..فما أحزنني على واقع العروبة المرير و قد جعلني الغربُ في قبضته مستسلما كالأسير.. في لحظة تأمّل سرت في شوارع صيدا القديمة لأحيي صديقاً بنيّةٍ سليمة.. في لحظة تأمّل نظرت إلى أسوار القلعة البحرية فخلتُ بابها يقول لي بكلّ سخرية.. "أهلاً بك أيّها القادم من باريس.. كيف وجدت برج إيفل في عالم الفراديس وكيف وجدت علوّه بالإرتفاع والمقاييس؟ إسمع يا هذا.. برج إيفل يزيدني علوّاً وارتفاعاً لكنه معرض للزلازل والهزّات أما قلعتي فخالدة مع لبنان والأرزات..أنا موطىء قدمٍ لأبطال الزّمان، أنا صورة عزّ ومجد للبنان.. تعالَ.. تعال يا بنيّ ولا تخجل من الحاضر وليبقَ وجهك إلى العلاء شامخا ...أتعلم من يجلس على حافتي هناك؟ إنه معروف.. ما زال يرمق الصيادين في عرض البحر بعطف وحنان..
وإذا بي أستيقظ من تأمّلاتي على أغنية: "شدو الهمة الهمة قوية مركب ينده ع البحرية ، يا بحرية هيلا هيلاااا... "
كلّما شعرت بالحنين إلى وطني يا أبي، أرحل إلى غربتك فأجده
ناريمان علوش
التلذذ بمضارع الممنوحات..
خلال عصور وعقود طويلة من تاريخ البشرية، ظلّ البشر يسعون خلف السعادة باستماتة إلّا أن أغلبهم لم يحصل عليها، وكأنما السعادة شبح نطارده أو محض سراب نركض وراءه دون أدنى سبيل إلى إدراكه وكأنما كلما حاول الشخص الإمساك بالسعادة أصبح الأمر أكثر صعوبة.والغلبة لمن يتعاطى مع البلايا كتمرينات قفز حواجز.
يبدو الأمر جلياً أن هناك قانون عام يحكم الحياة نفسها . يبدو أنه لا يهم مقدار حاجتك للشيء والسعي خلفه .إذ كثير ما تندثر الأشياء من أيدينا بمجرد أن نلاحقها ونستميت في الحفاظ عليها. فهناك مثل قديم يقول:" من يخشى فقدان من يحب يخسره لسبب أو لآخر ".
من يخاف من الخيانة يتعرض لها ومن لا يثق في الناس يكون الناس عند ظنّه تماماً.
بينما تطارد السعادة بحرقة وظمأ شديدين فأنت تعلن دون وعي منك أن هناك شيئاً منقوصاً في حياتك وبأنك تفتقر إلى الوفرة. وهذا الإحساس بالنقص يجد انعكاساً له فيغدو واقعاً ملموساً لأنك أثناء سعيك يكون تركيزك محصوراً فيما لا تملكه لا فيما تملكه وبالتالي تتسع دائرة الشيء الذي تركز عليه ألا وهو النقص.
أما في الجانب الآخر نجد على العكس تماماً. الناس الذين يشعرون بالسعادة من الداخل دون حاجة إلى سبب خارجي فأولئك من نشعر بأنهم يجذبون كل ما هو جميل في حياتهم، ذلك لأنهم ووببساطة إن بحثوا عن السعادة فهم يبحثون عن مزيد وينطلقون من إحساس بالوفرة لا بالنقص ،هم سعداء من الداخل وهذا سيؤدي إلى عدم منعهم من الحصول على المزيد من السعادة مما يجعلهم أفضل الشركاء وأفضل الأصدقاء على الإطلاق.
ويمكن بالتالي تعميم هذه القاعدة على كل شيء حولنا تقريباً إذ لن تنجح في حياتك إذ كنت تنطلق من إحساس بالفشل والكآبة والعوز المادي ،لأن هذا الإحساس كفيل بإعاقتك عن التقدم وبذل الطاقة اللازمة لتحقيق ما تطمح إليه.ولهذا نجد أنه من المهم جداً ألّا تركض خلف السعادة بل اتركها تأتي طواعية وستأتيك بصور وأشكال لا حصر لها.
ينتصر في الحياة من لا يزهد في القيم الجمالية التي تحيط به، فالبعض كلما خذلهم الشتاء بوابل الدمع لإفساد محصولهم، صبروا حتى حصاد موسم ربيع البسمات.
والغلبة لمن يعجز سارق الفرح عن فشل محافظ مباهجه.
فالحكيم ليس بحاجة لمفاجأة ضخمة ليندفع منسوب سعادته لشاهق، بل يعاود شحن طاقته كناقة لا تحتاج سوى لجرة ماء وبعض العشب لتستكمل رحلة الحياة الشاقة.
الحكيم من يستشعر منحنى الضياء حال سطوعه لا التحسر عليه بُعيد انقطاع النور.
السعادة مجانية تحتاج إلى فطنة، إلى محبة الذات قبل محبة الآخر ، إلى الرضا والقناعة أن القادم أجمل
صباح برجس العلي
صباحات
4-2-2022
صباح القدس للوقائع والحسابات ، وقد نجح فرض الإرادات ، وبدأوا يعيدون النظر بالحماس للإنتخابات ، وقد حسمت الأرقام ، أكاذيب ما روجوا في الإعلام ، فلن يحصلوا على أغلبية ، والناس ليست غبية ، لتمنح تصويتها للمنافقين ، ولا للإنتهازيين ، وقد رأتهم يسرقون الإعانات ، ويضعون أيديهم على المساعدات ، وينفذون أوامر السفارات ، والأصوات ليست صدقة ، تمنح للمرتزقة ، وقد حاروا وداروا ، وأنشأوا منصات ليختاروا ، وكلما وقع الإختيار ، وأقاموا الإختبار ، جاءت النتيجة نفسها ، الناس تعبر عن يأسها ، والمؤيدون للمقاومة جبهة متراصة ، لا تخترق صفوفهم رصاصة ، بينما جبهة الأعداء ، رخوة كاللبن ، كالحال بين صنعاء ، وجبهة عدن ، وهذا هو العراق ، مؤشر الأسواق ، يقولون لا جدوى من التغيير ، ولا من دق النفير ، فقوى المقاومة حقيقة ثابتة ، وخيارات المواجهة متهافتة ، فيكف الحال في لبنان ، حيث صمام الأمان ، بتماسك البيئة الحاضنة ، وبمواقف متضامنة ، والمقاومة فائض أصوات ، وليست فقط فائض قوة ، تحمي التحالفات ، وتردم حيث يلزم كل فجوة ، وجبهة الخصوم تفكك ووجوم ، وصراخ عن الهجوم ، وتحت الطاولة بحث بالتأجيل ، تحت شعار لا انتخابات في ظل السلاح ، لكن البديل ، كوابيس وأشباح ، حيث لاأفق ، ولا ضوء في آخر النفق ، فالمقاومة قوية ، ذهبتم للإنتخابات ، أم هربتم من اجرائها ، بيدها الأغلبية ، وعندها الأصوات ، وتتحكم بأجزائها ، فاحتاورا ، واختاروا ، بقاء السلاح والأغلبية والرئاسة ، أو خسارة الإنتخابات وخطر الإكتساح والفشل في السياسة ، واعلموا ان مشغليكم بدأوا من الآن يستعدون ، للقول لكم ، أخذتم فرصتكم ، ونحن مضطرون للتعامل مع النتائج ، وليس مع ثور هائج ، فاشل ، لا يملك حاصل ، ويتحدث عن التغيير ، ثم يتوسل للتأخير ، فقد كسدت بضاعتكم ، وفسدت شفاعتكم ، وخططكم فاشلة ، مهما كررتم المحاولة
5-2-2022
صباح القدس لتزامن المناسبات ، وما تحمله رمزية الإيحاءات ، ففي السادس من شباط ثورة الأحرار ، واسقاط السابع عشر من أيار ، وقاعدة ثابتة لزحف المقاومة الى الحدود الجنوبية ، وفتح الطريق بين بيروت والشام ، وطرد المارينز والقوات الأجنبية ، اعلان حرب على المحتل وللداخل مد اليد للسلام ، وفي السادس من شباط عام الفين وستة ، كان اللقاء في كنيسة مار مخايل ، ليشكل محطة ملفتة ، لاقفال الباب لحرب القبائل ، واعلان الوحدة وراء المقاومة ، بنداء السيد والعماد ، لأولوية حماية البلاد ، وترجمة شعار كلنا للوطن ، بمواجهة الإحتلال والفتن ، واجتماع المناسبتين في يوم واحد ، دليل وحدة المعاني ، وما بينهما من تباعد ، يكشف لنا لماذا نعاني ، وقبل القاء التهم على الأعداء ، وهم متهمون حكما ، لكن فلنفتش عن أصل البلاء ، كلما اصدرنا حكما ، فكيف يستقيم تفاهم الحزب والتيار ، مع خصومة التيار وأمل ، فيما بين أمل والحزب وحدة قرار ، منهج مشترك للعمل ، وكيف تكون الإنتفاضة التي تشارك في روحها أهل المقاومة ، طريقا لإنهاء الحرب الأهلية ، لو لم يستكملها في أيام قادمة ، تفاهم السيد والجنرال على المبادئ الوطنية ، وقد آن الأوان ليدرك التيار وتدرك الحركة ، ان المناسبتين خير وبركة ، وان تكاملهما مدخل لتأسيس شركة ، تبغي الربح للوطن ، وليس للحسابات الطائفية ، والا ستبقى الفتن ، تأكل الروح الوطنية ، ومثلما على التيار ان يقتنع بنهاية نظام الطوائف ، على الحركة أن تستمع ، للدعوة للخروج من حلف ما بعد الطائف ، لا عودة للصلاحيات الطائفية تحت شعار الإحباط ، هذا ما يجب ان يعرفه التيار ، ولا تحمى المقاومة بحلف مع الحريري وجنبلاط ، هذا ما يجب ان تحسمه أمل في عمق القرار ، بل ان تحول الثنائيتين الى ثلاثية ، وحده يحمي القضية ، ووحده يؤمن الأغلبية ، ويضمن الفوز المشترك في الإنتخابات ، ويضمن التحكم بالرئاسات ، وموقع قوة في المفاوضات ، وان الطريق بين المناسبتين أقصر للجميع ، وأن بديل التلاقي تشتت الصفوف أمام حلف التطبيع
7-2-2022
صباح القدس للجزائر ، صخرة المواقف والشعب الثائر ، ردت الإعتبار ، لمضمون القرار ، وقالت لا لإسرائيل كعضو ولو مراقب ، فالإتحاد الأفريقي وفي لروح عبد الناصر وهو غائب ، وضربت الجزائر بيدها على الطاولة ، أمام تخاذل عربي يكرر المحاولة ، وتمويل الخليج ، والصراخ والضجيج ، حتى أثبتت الجزائر أنها دولة التخطيط ، تعرف كيف تخيط ، بمسلة وابرة ، الحكمة والعبرة ، وخلال شهور ، قلبت الأمور ، وجاء التصويت ، بدون تتويت ، ليقدم درسا في السياسة ، كيف تصان المواقف بكياسة ، وكيف تكون الدول المتزمة بفلسطين ، صلبة كعرين ، يحميه أسود ، يدافعون عن الوجود ، وأسقطت الكلام عن موجة التطبيع التي لا ترد ، وعن سطوة اسرائيل على افريقيا كقدر ، وقالت ان طبق الإنتقام لا يؤكل الا اذا برد ، وأن الأمم الحية قرار تحضر متى حضر ، وبغياب الجامعة ، المنشغلة بالأحذية اللامعة ، وبتسويق الهزيمة والخذلان ، ظهرت الجزائر بذاتها أمة ، ووحدها قمة ، ترد الإعتبار للثوابت في الوجدان ، وتستعيد صورة ثورة المليون شهيد ، وها هي اليوم تردد وتعيد ، لا تصدقوا الاكاذيب ، ولا تقبلوا التعليب ، فليس هناك ما لا يقبل التغيير ، اذا الاحرار قرروا التحرير ، واول التحرير تحرير القرار ، من رهبة الاستعمار ، وكسر الخوف والثبات والمثابرة ، فالسياسة ليست مقامرة ، ورغم جدار التطبيع وتفذلك أبو الغيط ، خرقت الجزائر بعزمها هذا الحيط ، وطردت اسرائيل من الاتحاد الافريقي ، وقالت الجزائر للأمة أفيقي
8-2-2022
صباح القدس لولادة عالم جديد ، لا ينقسم الى أسياد وعبيد ، فيه للدولة المستقلة ، فرصة لبناء دولة ، حيث تتراجع الهيمنة ، وينشأ توازن يحمي الإستقلال ، وتتغير الأزمنة ، مع تحقق الإنتقال ، من زمن القطب الواحد ، الى تعدد الأٌقطاب ، بعدما طال التواجد ، في ظل شريعة الغاب ،وتوازن الأقوياء نعمة ، يريح كاهل الضعفاء ، ووحدتهم نقمة ، بمعزل عن الأسماء ، فكيف وان روسيا والصين ، دول تحمل مشاريع الإستقلال والتنمية ، ووحدة الدب والتنين ، لا تحتاج الى تسمية ، فيكفي تقليم أظافر التسلط على بلادنا ، واتاحة المجال لأولادنا ، لبناء دول ليست تابعة ، والمضي في بناء اقتصاد الانتاج والمتابعة ، في خط الاستقلال ، وافساح المجال ، لخيار المقاومة ، في رسم اللوحة القادمة ، ويكفي ان تنشغل اميركا عنا بصراع الأقوياء ، وتتفرغ لمواجهة الحلف الجديد ، وان تصير لدى الدول خيارات للإنتقاء ، لمن نبيع النفط وممن نشتري الحديد ، ومع نهضة اقتصاد الصين ، والتكامل مع روسيا في سوق الطاقة ، نحن أول المعنيين ، بالإستفاقة ، الى ان فرصة آسيا للنهوض ، والتحول الى قوة عالمية ، بات من المفروض ، أن تكون خطوة آنية ، وطالما ان إيران في قلبها ، قد فرضت توازن القوة ، وهي تمضي في دربها ، تردم الفجوة ، فتصعد قمم التقنيات الجديدة ، في النووي والنانو والعلوم الفريدة ، وتستند الى قوة يصعب قهرها ، ولمن يريد في العالم استقرارا تحدد مهرها ، هاتوا فلسطين ، وازيلوا كيان الإحتلال ، واعلموا علم اليقين ، ان اسرائيل الى زوال
9-2-2022
صباح القدس لاطلالة السيد ، على قناة العالم ، يتابعها المعارض والمؤيد ، في كل العالم ، من تشعره بالفرج ومن تسبب له الضيق ، فهي شغل الناس الشاغل للعدو والصديق ، وبين يديه ترسم المعادلات ، وتحدد المآلات ، والمقاومة لم تعد رد فعل على الإحتلال ، بل مالك الحبر في كتابة المقال ، وقد صار العدو يرقب أفعالها ، ويعترف بأنها تملك المبادرة ، بيدها اطفاء النار واشعالها ، وفي كل استحقاق حاضرة ، وقد لخص السيد المشهد الراهن ، بأن المقاومة خيار واضح لا يراهن ، وان زمن الحرب عليها صار وراءها ، وانها تصيغ المعادلات بنارها وارائها ، فعلى الأميركي الرحيل ، والردع مفروض على اسرائيل ، وجديد المعادلات ان المقاومة اليوم تستقوي ، بدخول شبكة الدفاع الجوي ، وقد فعلتها ضد المسيرات ، ولا يعلم أحد متى تشمل كل انواع الطائرات ، فتكسر التوازن لصالحها ، وهي تستكمل تفوق تسلحها ، وبعد الصواريخ الدقيقة ، صار سلاح الدفاع الجوي حقيقة ، وتستمر المفاجآت ، والمقاومة شعب لا يخشى الإنتخابات ، ولا يقبل الإدعاءات ، فالوطنية أفعال لا أقوال ، فهاتوا افعالكم واليكم الأفعال ، انهينا التهديد بالقتال ، بطرد الإحتلال وانهاء الإرهاب ، فماذا انجزتم يا أولي الألباب ، وعن اي وطنية تتحدثون ، وانتم في عدائكم للمقاومة تابعون ، قالها أجنبي بالأصل وانتم خلفه ترددون ، وسعيا لرضاه تطلبون ، فهل الوطنية تبعية للأجنبي ، ام هذا تعريفها المشبوه والغبي ، وللخليج الداعي لعدم التدخل ، تقول المقاومة قبلنا فأوقفوا تدخلاتكم ، والأمر يحتاج للتمهل ، قبل أن تتوهموا انتصاراتكم ، ولخصوم الداخل بمقياس الوطن ، الم تقولوا للمقاومة تكفلي بالأعداء واتركوا لنا الإقتصاد ، فقد فعلت المقاومة ما عليها فماذا فعلتم بالبلاد ، وكلكم الذين لم تشاركوا بالمقاومة ، في اليمين واليسار ، تنعمتم بعائد تضحياتها العارمة ، وفشلتم في صناعة الإستقرار ، حكما وحاكمين ومعارضة ، لم تبنوا دولة وقد حفظت لكم المقاومة الوطن ، وجئتم ترمون بلاءكم عليها وتهددونها بالفتن ، وفي كل حال سيقول الشعب كلمته الفاصلة ، والإنتخابات في موعدها حاصلة ، فلنر ما تقول الصناديق ، في حجم العدو والصديق ، ومستقبل المنطقة بات بيد محور المقاومة ، والحسم للأيام القادمة ، أنظروا لليمن ، وكيف تغير الزمن ، ولسورية الأسد ، كيف استعيد البلد ، وفي العراق ، لن ينفع النفاق ، أما فلسطين ، فيكفي سقوط التطبيع ، ودماء المقاومين ، لا تشتري ولا تبيع
2022-02-11 | عدد القراءات 3274