المسيرات" تؤتي أول ثمارها بعد إثبات فشل "العسكرية الإسرائيلية " في حماية الاستخراج
عون يبشر اللبنانيين بقرب التوصل لحل قريب لمصلحة لبنان …وتوصلنا الى تفاهم مع الأميركيين
ميقاتي يخسر بالنقاط الجولة الحكومية …و أرجحية بقاء تصريف الأعمال إلا إذا إستدعى الترسيم
كتب المحرر السياسي
بخلاف ما قاله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب ، ثبت أن عملية الطائرات المسيرة التي أطلقتها المقاومة ، نحو الحقول المتنازع عليها في بحر عكا ، قد بدأت تؤتي ثمارها ، فلم تؤثر سلبا بل أثرت إيجابا على مسار التفاوض ، فالمعلومات المتواترة من أوروبا تتحدث بوضوح عن خلاصة عنوانها فشل الترتيبات العسكرية "الإسرائيلية" بتأمين سلامة الإستخراج والإستجرار للغاز الذي وقعت على شرائه أوروبا ، وأولوية الحاجة لبوليصة تأمين سياسية توفرها التفاهمات المطلوبة لتحييد فعل المقاومة ، وهي تفاهمات تمر حكما بالتسليم بمعادلة قوامها ، وقف الاستخراج من بحر عكا حتى يتم التوصل الى اتفاق نهائي يضمن للبنان الحد الأدنى الذي تبلغه الوسيط الأميركي من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وأيده رئيس مجلس النواب ، ويعتمد حصول لبنان على كامل الخط 23 وحقل قانا من جهة ، وتحرير قدرة لبنان على الإستخراج من أي تعقيدات أو عقوبات تم تهديد الشركات المعنية بها إذا قامت بالعمل في الحقول اللبنانية .
ما صدر عن رئيس الجمهورية ليل أمس يرجح هذه الكفة ، بقوله في تصريح عبر شاشة الـOTV، أن "المدة التي سنصل فيها الى حل بملف لترسيم قصيرة وأعتقد أننا وصلنا الى تفاهم مع الأميركيين الوسطاء بيننا وبين إسرائيل، وأعتقد أننا سننتهي قريبا من هذا الملف، والحل لمصلحة لبنان والجميع، عندما نصل الى نتيجة سيكون الطرفان راضيان والا يصبح أي تصرف بمثابة وضع يد"، مشيرًا إلى أنّ "الأجواء إيجابية وإن لم تكن كذلك لما أكملنا التفاوض".
من جهتها هيئة البث الإسرائيلية ، بعدما كانت تركز على حملة التنديد بعمليات المقاومة ودورها في تعقيد مسار التفاوض فاجأت جمهورها بحديث معاكس ، فنقلت عن مصدر رفيع، بأنّ "إسرائيل تتوقع تقدما كبيرا في المفاوضات مع لبنان، بشأن ترسيم الحدود البحرية".
مصادر سياسية واكبت ملف الترسيم قالت إن الأميركيين والأوروبيين وقيادة كيان الإحتلال ، محكومون بمعادلتين ، الأولى هي الحاجة الماسة والملحة للبدء باستخراج الغاز من شرق المتوسط في ظل الأزمة العالمية في سوق الطاقة وخصوصا حاجة أوروبا لتلبية احتياجاتها المتعاظمة في ظل الأزمة التي تسبب بها وقف ضخ أغلب كميات الغاز الروسي إلى دول أوروبا ، والثانية هي أن المقاومة وفقا لقراءة تجربتها تقف وراء الدولة في تحديد حقوق لبنان ، لكنها ترفض التسليم بإخضاع ما تعتبره مسؤوليتها و تفويضها ومبرر وجودها ، لجهة روزنامة وآلية حماية هذه الحقوق لحسابات السياسة اللبنانية الداخلية لإدراك المقاومة لحجم تأثير الضغوط الخارجية على هذه الحسابات ، ولذلك فإن أي رهان على تأثير المناخات السلبية في السياسة الداخلية حول عمليات المقاومة على جدول أعمال المقاومة وقرارها بمواصلة عملياتها ، هو رهان في غير مكانه ، فالشيئ الوحيد الذي يوقف المقاومة عن السير بعملياتها هو تيقنها من أن لبنان نال ما تعتبره حقوقا لبنانية خالصة ، وفقا لما تقوله الدولة اللبنانية ، ولذلك فالترجمة الوحيدة للاستعجال في استخراج الغاز من شرق المتوسط هي بالتوجه نحو الدولة اللبنانية وتلبية شروطها ، وليس التلذذ بعائدات الضغط عليها لقيام بعض مسؤوليها بالتطاول على المقاومة والتوهم بأن هذا سيخفف خطر المقاومة على خطط الإحتلال في استثمار حقول الغاز .
في الشأن السياسي الداخلي رجحت مصادر نيابية بقاء صيغة حكومة تصريف الأعمال ، في ظل تعثر ولادة حكومة جديدة بعدما خسر الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي الجولة الأولى بالنقاط ، في ظل تمسك رئيس الجمهورية بمعادلة التوازن الطائفي التي خرقتها اقتراحات ميقاتي من جهة ، وفي ظل الدعسة الناقصة لميقاتي تجاه المقاومة ، التي لم تعد على ذات الحماس لبذل مساعيها لتذليل العقبات من أمامه ، وهو ما كانت مستعدة للقيام به رغم انتقادها لتجاوزه لقواعد العلاقة مع رئيس الجمهورية ، وتقول المصادر إن العامل الوحيد الذي قد يغير هذه الوجهة ويعيد تسريع ولادة الحكومة هو احتمال تسارع مسار الترسيم والحاجة لتكريسه قانونيا لوجود حكومة كاملة المواصفات والصلاحيات دستوريا ، وليس حكومة تصريف أعمال .
2022-07-07 | عدد القراءات 1177