اليوم نهاية المهلة للجواب الأميركي والإيراني على العرض الأوروبي…وعملية القدس تهز أمن الكيان

اليوم نهاية المهلة للجواب الأميركي والإيراني على العرض الأوروبي…وعملية القدس تهز أمن الكيان 
غارات اسرائيلية على طرطوس من الأجواء اللبنانية …الدفاعات السورية تتصدى وثلاثة شهداء 
حزب الله : لا غاز للكيان دون الغاز للبنان …وصفي الدين : نملك خطة  لتأمين الكهرباء 24 ساعة 
كتب المحرر السياسي 
يترقب العالم كله اليوم نتائج المبادرة الأوروبية للتوصل إلى اتفاق نهائي بين واشنطن وطهران حول البرنامج النووي الإيراني ، كما صاغها مسؤول السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ، والتي تحدد لها سقف لتلقي الجواب الأميركي والرد الإيراني ينتهي اليوم ، ووفقا لمصادر متابعة لمسار التفاوض وقضايا الخلاف ترتفع أسهم التفاؤل بالعودة الى فيينا ، حيث تترقب كل من واشنطن وطهران الجهة المقابلة ، فإن قبلت إحداهما النص بصيغته سوف تقبله الأخرى ، وان طلبت إحداهما بعض التوضيحات والنقاشات فسوف تطلب مثلها الأخرى ، وهذا يعني أن النص يقع في منزلة القبول للفريقين ، كل وفقا لحساباته ، حيث تخشى واشنطن مضي طهران في برامجها الخاصة بتخصيب اليورانيوم وتخزينه ، بما يجعلها على عتبة الدول النووية العسكرية من حيث المقدرات والأهلية ، بينما تجد إيران في الضمانات التي قدمتها الصيغة الأوروبية استجابة لبعض أبرز مطالبها المتصلة بفرضية الانسحاب الأميركي من الاتفاق ، من جهة ، ومن جهة مقابلة يتيح لإيران شراكة مميزة في استثمار الفرصة التي توفرها أزمة الطاقة الأوروبية وسلم أسعار النفط والغاز المرافق .
اقليميا ايضا حدثان كبيران ، واحد هز أمن الكيان عبر العملية النوعية التي نفذها مقاوم مقدسي شاب في مدينة القدس ادت الى اصابة تسعة مستوطنين منهم ثلاثة أصيبوا بإصابات خطرة ، وتأتي العملية في أعقاب حرب غزة وما رافقها من خسائر في صفوف المدنيين ، وتجديدا لمعادلة الردع بوجه جيش الاحتلال ، وتحت تأثير الدعوة التي أطلقها الاستشهادي ابراهيم النابلسي للحفاظ على السلاح ومواصلة مسيرة المقاومة ، وقد نقل بعض شهود العيان عن المقاوم الذي نفذ العملية أنه كان يصرخ وهو يطلق النار قائلا ان الشهيد النابلسي لم يمت ، الحدث الثاني كان عبر تجديد الاحتلال للغارات على المناطق السورية انطلاقا من الأجواء اللبنانية ، مستهدفا مرفأ طرطوس ، حيث تصدت له الدفاعات الجوية السورية وأسقطت العديد من صواريخه ، لتسفر الغارات عن استشهاد ثلاثة عسكريين سوريين وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السورية .
لبنانيا ملفان راهنان مع ترجيح التريث في مناقشة الاستحقاق الرئاسي حتى جلاء مصيرهما ، الأول هو ملف الترسيم البحري الذي ينتظر عودة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت ، بعدما قام بنفي كل ما تم ترويجه عن أجوبة سلبية يحملها على المقترحات اللبنانية ، وفي ظل غموض أثارته تصريحات وزير الطاقة في الكيان عن عروض جديدة تنتظر أن تلقى القبول في لبنان ، ما أثر المخاوف من عرض التأجيل للترسيم مقابل تأجيل الاستخراج أو العودة لصيغ الاستثمار المشترك لبعض الحقول ، وهو ما يرفضه لبنان بالمطلق ، فيما عبرت مواقف قادة حزب الله عن حسم المقاومة لخيارها وفق معادلة "لا   غاز للكيان دون الغاز للبنان " ، بمعزل عن وجود الغاز في اي حقول ، قطعا للطريق على المماطلة وربط مصير الحقوق اللبنانية بمصير حقل كاريش وحده ، أما الملف الثاني فهو ملف الكهرباء ، مع وصول وفد عراقي كبير الى لبنان لادارة مفاوضات حول شكل الاستفادة العراقية من الخدمات اللبنانية لقاء كميات الفيول التي سيؤمنها العراق للبنان ، ومع بقاء عرض حزب الله لهبة الفيول الإيراني على الطاولة ، وهو ما أضاف اليه رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين ، اعلان الحزب عن امتلاكه خطة لتأمين الكهرباء 24 ساعة يوميا خلال سنتين اذا تم ابعاد التسييس والتدخلات الخارجية والداخلية للإعتبارات السياسية عن الملف ، وتم السير بمعادلة وضع المصلحة اللبنانية ماليا وتجاريا وزمنيا وفنيا في المقدمة كمعيار .

صفي الدين 
وقال السيد صفي الدين في مقابلة عبر شاشة المنار، بمناسبة "ذكرى الإنتصار في 14 آب" الى "أننا اليوم نحن اشد اطمئنانا فنحن ما زلنا نحن وقضيتنا محقة وعقيدتنا ثابتة ونحن نتعامل بواقعية ونعتمد على الله، ونحن استفدنا من تجارب الآخرين ونعلم طبيعة العدو ونقاط ضعفه وقوته وتمكنا بإلحاق الهزيمة به، ومنذ البداية حددنا الاولويات ولم نبدلها والتجربة أثبتت ان العدو الاسرائيلي لا يفهم إلا لغة القوة ونحن نعزز نقاط القوة لدينا".
وتحدث صفي الدين عن تجربة مؤسسات حزب الله الاقتصادية والاجتماعيبة ، فعرض لتجربة مؤسسة القرض الحسن الناجحة على الصعيد المالي في ظل نظام مصرفي كان يباهي بتفوقه وقد انهار وتبخرت معه ودائع اللبنانيين ، فقال عن الحملة على القرض الحسن ،  "هناك بعض الناس في لبنان مرضى وطنيا ومرضى اخلاقيا، وتساءل  إذا كان نظامكم المالي تعيس وكان هناك مؤسسة ناجحة كالقرض الحسن لماذا تهاجمونها؟  ثم أضاف "بعد ما أصيب به القطاع المصرفي ـ وبعد ما انكشف تبين ان لبنان كان يعيش في فقاعة مالية ـ هل ستقوم له قائمة؟ متى وكيف؟ هل هناك في لبنان من يشك في ان المصارف فقدت الثقة؟ اللبنانيون باتوا بحاجة الى تحديد المكان الذي يتواجدون فيه الان وان يقدموا حلولا.. لبنان القديم انتهى".
وتابع: "البنية الاقتصادية في كل المنطقة تبدلت والناس اليوم تتابع ما يحصل في العالم.. لقد تبدلت كل القواعد التي كانت تتحكم بالبنية الاقتصادية اللبنانية.. الدلال الذي كان يأتي من الخارج انتهى وعلى اللبنانيين أن يعتمدوا على أنفسهم وعلى القدرات الواقعية من نفط وسياحة وزراعة، والحلول الترقيعية مستمرون بها لتضميد الجراح ولكن هذا ليس علاجا" .
باسيل 

 

2022-08-15 | عدد القراءات 1413