مهلة شهر للترسيم كتب ناصر قنديل

مهلة شهر للترسيم
كتب ناصر قنديل
- أثار خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخير ، وما تضمنه من مواقف حول
ترسيم الحدود البحرية ، سؤالا جوهريا حول الاكتفاء بمعادلة ، منع الإستخراج من كاريش ،
بينما كانت المقاومة بشخص السيد نصرالله قد حذرت من خطر لجوء كيان الاحتلال الى
المماطلة والخداع عبر تجميد طويل للاستخراج من كاريش يتيح تفادي المواجهة مع المقاومة ،
ويضمن استمرار استخراج الغاز والنفط من الحقول الأخرى ، بينما لبنان على قارعة الإنتظار
، ووضعت المقاومة في مواجهة هذا الخطر معادلة رديفة لمنع الاستخراج من كاريش ، هي
كاريش وما بعد كاريش وما بعد ما بعد كاريش ، والواضح من كلام السيد نصرالله أول أمس ،
أن معادلة كاريش وحدها هي الفعلة وأن المعادلة الثانية لما بعد كاريش مجمدة ، فهل هذا تهاون
أمام المماطلة ، وتراجع عن المعادلة الثانية ؟
- المقاومة على بينة ومتابعة حثيثة لما يجري في المسار التفاوضي ، ولم تتغير مخاوفها من
مخطط للمماطلة والتسويف ، يقوم على اطالة الزمن التفاوضي حتى يتم استهلاك الوقت المتبقي
من ولاية رئيس الجمهورية ، مع السعي لفرض الفراغ الرئاسي بعد نهاية العهد ، عبر تشجيع
الراغبين بمنع توافر النصاب اللازم لعقد الجلسة الانتخابية ضمن المهل الدستورية ، بذرائع
شتى ، نسمعها كل يوم ، وبالتوازي تعطيل فرص وجود حكومة تحظى بالإجماع لجهة صلاحية
توليها صلاحية رئيس الجمهورية ، وهو ما ليس متوافرا في حالة حكومة تصريف الأعمال ،
فيصير تشجيع عدم تشكيل حكومة جديدة ، طريقا مختصرا لرمي لبنان في فوضى دستورية بعد
نهاية ولاية رئيس الجمهورية ، والقول إن تعطيل مسار التفاوض ، والترسيم من خلاله ، يعود
لعدم وجود جهة دستورية تقود هذا المسار لبنانيا .
- تتسم المقاومة وقيادتها ببرود الأعصاب ، وبالدقة ، وبالتمهل ، وبالبناء على الوقائع بتلاحقها
محطة تلو محطة ، وعدم حرق المراحل ، وما دامت معادلة ما بعد كاريش وما بعد ما بعد
كاريش قد أطلقت بمبادرة من المقاومة ، فلا يحق لأحد أن يزايد عليها بها ، وهي لم تكن في
بال أحد سواها قبل أن تطلقها ، أما وان التجميد في كاريش قد تحقق بفضل المقاومة ، فالمقاومة
ليست انفعالية ولا تخبط خبط عشواء ، وهي بالتوازي تمنح الخيار التفاوضي الذي يقول الكثير
من المسؤولين انه جدي ومتقدم ، فرصة الوصول الى نتائج قبل حلول أجل الاستحقاقات ، وهي
بالتوازي تدفع بقوة لتجاوز مأزق تشكيل حكومة جديدة ، وعبر التفاعل مع المسارين سيظهر
خلال مهلة شهر ما إذا كانت المماطلة هي المسار المعتمد من واشنطن ومن معها في بيروت
وتل أبيب ، أم العكس .
- خلال شهر يجب أن تتشكل حكومة جديدة ، ولا يبقى فرص للحديث أيضا عن جدية المسار
التفاوضي ما لم يكن قد أثمر بعد ، فإذا اثمر أحد المسارين لا حاجة للمقاومة أن تضع معادلة ما
بعد كاريش على الطاولة ، فإن إنتهى المسار التفاوضي الى حلول يكون كل شيء قد انتهى على
خير ، وان كان المسار التفاوضي يحتاج بعض الوقت ، وتحقق وجود حكومة دستورية كاملة
المواصفات يقطع الطريق على التحدث عن الفراغ ، لاستكمال ما يكون قد بقي منعقد تفاوضية
تحتاج عندها وقتا محدودا ، وأن طال الانتظار ، فما بعد كاريش حاضر ليعود على الطاولة ،
كما في حال تعقدت ولادة الحكومة .
- كل

2022-09-19 | عدد القراءات 983