زيارة الأسد إلى الصين والصمت الأميركي التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

زيارة الأسد إلى الصين والصمت الأميركي

التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

- باستثناء عدد محدود من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، لا تعليقات رسمية أميركية على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الصين، وانعقاد القمة الصينية السورية، وما تضمنته من إعلان الرئيس الصيني الانخراط في شراكة استراتيجية مع سورية، وللتذكير فقط فإن البيت الأبيض والخارجية الأميركية ومجلس الأمن القومي الأميركي ووزارة الدفاع الأميركية أصدروا في يوم واحد بيانات تنديد بـ الانفتاح العربي على سورية، عندما قرر وزراء الخارجية العرب اعادة المقعد السورية للدولة السورية وما تلاها من توجيه الدعوة للرئيس الأسد للمشاركة في أعمال قمة جدة، فهل السبب ان مجرد الإنفتاح العربي يشكل مصدر قلق لواشنطن، بينما شراكة استراتيجية للصين مع سورية، لا تعني شيئا لأميركا؟

- الأكيد أن الإهتمام بسورية أولوية أميركية، فواشنطن التي سحبت قواتها من أفغانستان، مصرة على ابقائها في سورية، حيث سورية هي البلد الوحيد في العالم الذي تتواجد فيه قوات أميركية خارج قواعد متفق عليها مع الدولة الشرعية، وسورية التي تفرض عليها وعلى من يتعامل معها اقتصاديا وتجاريا، استدعت من واشنطن اغراء تركيا بالكثير لاعادة النظر بموقفها في الاتجاه نحو المصالحة مع الدولة السورية، بينما مارست واشنطن ضغوطا شديدة على دول الخليج للامتناع عن ترجمة الانفتاح السياسي بخطوات اقتصادية، وواشنطن نفسها تسامحت مع عدم التزام السعودية ودول الخليج وتركيا ومصر بالعقوبات على روسيا، رغم حجم أهمية هذه العقوبات في رسم مستقبل الحرب في أوكرانيا وفقا للنظرة الأميركية.

- بالمقابل عندما نتحدث عن أهمية سورية، فلا حاجة للتعريف بالصين وقدرتها المالية والاقتصادية، وامتلاكها خطة الحزام والطريق، التي تمثل مشروع الصين الاستراتيجي على الساحة الدولية، واختيار سورية كقاعدة للشراكة الاستراتيجية تهديد مباشر لمنظومة العقوبات عبر اعتماد التبادل التجاري بالعملات الوطنية، وهي رسالة لتسريع التشبيك السوري العراقي، باعتباره حلقة في الحزام والطريق، ورسالة لتسريع المصالحة السورية التركية، باعتبار أن نجاح الخط التجاري عابر للبلدين مشروط بتنقية الأجواء السياسية بينهما، وضمان الأمن عبر مناطقهما الحدودية، ورسالة لدول الخليج وشركاتها للسير وراء الشركات الصينية نحو سورية، وكل هذا يعني احباط ما سعت وتسعى اليه واشنطن.

- الصمت الأميركي ليس استخفافا بما جرى، بل هو قمة الارتباك وعدم استيعاب لحجم الصفعة.

 

2023-09-27 | عدد القراءات 293