صباح القدس ولا خوف على المقاومة، فكلما توسع توغل الاحتلال، تلقى منها الضربات الملائمة، وهرب من القتال، وهذا كر وفر صممه المقاومون، يحفظونه عن غيب، لا يقيمون حسابا للمحتل ولا من يحزنون، وقد حفظوه عن ظهر قلب، كما لاقاهم في الطوفان، هش وجبان، وليس صحيحا أن القضية كانت في المفاجآت، فهذا ينفع للحظة الأولى ولا تبقى المفاجأة مفاجأة، وصوت الرصاص والصواريخ والقذائف يسمع في المستوطنات، فأين كانت الخطط المرجأة، يفهم الحديث عن الصدمة في الجيوش لأول ساعة، فهل كان صوت الرصاص إشاعة، والحقيقة ان قتلى الجيش اغلبهم في المواجهات، وقد تكلفت المقاومة شهداء بالمئات، والحصيلة كانت واضحة، تحدد من هي الجهة الرابحة، لكن ليس من يسيطر بالنار على المساحات، بل من يفرض إرادته في المواجهات، في غزة وغلافها، المقاومة تقود المواجهة ولا تخافها، والحرب في غزة ليست كسواها، لها قانون خاص وضعته المقاومة، حرية الحركة تحت الأرض قيامة قائمة، دورة حياة لا تتوقف، تذخير وتحضير وتنظيم وغرفة عمليات وتقدير موقف، حرب تخاض ببرودة أعصاب، بينما الاحتلال يعيش الرهاب، من هنا مروا، وهنا استقروا، وها هنا يربضون، وهناك يختفون، وهذه فتحة نفق، فمن يجرؤ على اقتحامها، فقد حدث وسبق، ان تفجرت بمن نفق، لأنه حاول استخدامها، حرب كر وفر، ليس للاحتلال فيها مستقر، سيركض ويلهث ويكتشف ان عليه الانسحاب، وطلب معاودة قصف الطيران، وبعد جولة جديدة يكون الجواب، أن المقاومة تسيطر على الميدان، وهذه حرب الأنفاق كما قالت فيتنام، وكما يعرف كل عارف، مقاومة لا تنام، وجيش خائف، محسومة النتائج، كما قال الطوفان، متى هدأ البحر الهائج، سوف تظهر للعيان، كم كانت الخسائر، ومن رسم الدوائر، وكيف ان المقاومة الجاهزة، قد ربحت الجائزة، صبر وبصيرة، حتى الجولة الأخيرة – ناصر قنديل
2023-11-09 | عدد القراءات 251