صباح القدس

صباح القدس لصدق الوعد، ومن أصدق من محمد رعد، وقد اتخذ السيد مثالا، فعلا ومقالا، نحن لا ندخر أولادنا ونفخر بهم عندما يستشهدون، ما أعظم القول وما أصعب الفعل، هذا مجتمع لا تهزه المنون، يتحدى أعداءه أن يفعلوا المثل، ومن هنا يبدأ الانتصار، من الروح التي تقاتل كما قال العماد، روح الآباء والأولاد والأحفاد، يتساوون في الاستشهاد، ونيل مرتبة الشهادة، فهنا لا رتب ولا من يحزنون، كلهم قادة، بمرتبة أحياء عند ربهم يرزقون، الآباء لا يقدمون أولادهم، ولا يرسلونهم الى الجبهات، فالأبناء والأحفاد أسياد في جهادهم، والأهل يفتخرون بهم يستبشرون بما هو آت، هذه معادلة حياة يعيشونها، وكل يوم يبتكرونها، يصعب على من يراها من الخارج فهمها، فكيف ان كان يخشى اسمها، للمقاومة ثقافة وبيئة ومجتمع، عمره عقود من البناء، لم يكن الأبناء قد ولدوا بعد أو كانوا يومها رضع، واليوم صار الأحفاد مع أجدادهم وآبائهم شهداء، أما عن الحاج محمد رعد، رفيق الخمسين عاما من الوجدان، ابن جبل عامل، وابن لبنان، حامل هم الأمة والبلاد، صادق العهد، رفيق العماد، كتلة من الإيمان، جبل من اليقين،  عاشق لفلسطين، كتلة أخلاق تمشي على الأرض، فكر لامع، ومتحدث بارع، يشق بطن الأفكار بالطول والعرض، صديق ولا أحلى، ولا اوفى، ولا اغلى، كتلة صلابة مثقفة، وعاطفة مرهفة، وعرفان فلسفة، دمع رقراق في العبادة، وقلب مشتاق للشهادة،  تكفي كلماته المعبرة، ان كنت اعتب فلأنه سبقني، هذا القائد مفخرة، وسام عز في وطني، بهذه القلوب الهادئة، والمواقف الصعبة، تبقى المقاومة مفاجئة، تلاعب الموت على العتبة، فتثير الرعب في الأعداء، وتمنح الأمان والثقة لناسها، جيل بعد جيل تتغير الأسماء، لكنها مقاومة واحدة في أساسها، تستقبل الشهداء في عرس، تزفهم على طريق القدس، وشعارها منذ البدايات، يا قدس انا لقادمون، وأبو حسن حامل الرايات، لو كنتم تعلمون، في مسيرة واثقة من النهايات، يقودها السيد الميمون، فاخشوا قادتنا شهداء، لأن المقاومة تسقيها الدماء، واخشوهم أكثر عندما يستشهد أبناؤهم، لأن ثأر الشهداء نداؤهم، والطريق طويل، والحساب لم يقفل، مقاومة لا تعرف المستحيل، تقدم الأجمل، مبارك لها صبرها العظيم، ونصرها الأعظم، ثأر جديد وثأر قديم، يألمون ونألم، والعبرة لآخر الطريق وختام المقال، إسرائيل هذه سقطت والى زوال، نؤمن أن شهيدنا لا يموت، ويقيننا أن إسرائيل هذه اوهن من بيت العنكبوت، نبارك الشهيد عباس لأسرته الصابرة ولكل المقاومة، وهو السراج المضيء بزيت الشهادة، بيننا وبين العدو سجال حرب الأيام القادمة، ويكتب التاريخ حسن القيادة، فمن عنده مثل نصرالله، يقول له لبيك، نصر الشهداء نصر من الله، يكتب بين يديك – ناصر قنديل

2023-11-23 | عدد القراءات 238