استجابة لبنان لدعوة الإضراب تستحقّ التّحيّة

– سجلت الحكومة اللبنانية بشخص رئيسها نجيب ميقاتي، الذي قد نختلف معه على أشياء كثيرة، موقفاً متقدماً يستحقّ التحية، عبر تبنّيها الدعوة العالميّة للإضراب التضامني مع غزة وشعبها بوجه حرب الإبادة والتجويع والحصار التي يخوضها كيان الاحتلال بدعم أميركي مفتوح عبّر عن نفسه في استخدام الفيتو لإسقاط مشروع القرار الإماراتي في مجلس الأمن الدولي، رغم تأييد ثلاثة عشر عضواً صوّتوا مع لإقراره، وعضو واحد هو بريطانيا اكتفى بالامتناع عن التصويت، بينما وقفت أميركا وحدها تعارض وقف النار دعماً للقتل وارتكاب الجرائم.
– لولا موقف الحكومة كان الإضراب الذي يتوحّد فيه العالم حول غزة، سوف يتحّول الى علامة من علامات الانقسام اللبناني، كما أظهرت الأصوات المعترضة على موقف رئيس الحكومة، التي تبقى مواقف إعلامية بعد قرار الحكومة السير بالإضراب، لكنها كانت سوف تعني ممارسة الاعتراض برفض المشاركة في مناطق ومؤسسات وشركات بصورة يطغى الانقسام والسجالات التي ترافقه عادة على القضيّة الأصل وهي دعم غزة وشعبها والانضمام إلى الحركة العالميّة المساندة للشعب الفلسطيني.
– قدّمت الحكومة مثالاً سوف يفتح النقاش في البلاد العربيّة التي لا تتخذ الحكومات فيها موقفاً مماثلاً، وسوف يكون موقف الحكومة اللبنانيّة حجة بيد الداعمين للإضراب في دعوة حكوماتهم للسير في الطريق ذاتها.
– منح موقف الحكومة اللبنانية زخماً للتضامن مع غزة وتقديمه عنصر إجماع وطنيّ لبنانيّ، مستفيداً من مناخ شعبي عارم يقف بقوة الى جانب غزة، وبروز مواقف للقيادات الروحيّة كان أبرزها موقف البطريرك بشارة الراعي باسم البطاركة والأساقفة الكاثوليك بإعلان التضامن مع غزة بوجه حرب الإبادة.
– يبقى هذا البلد الصغير رغم خلافاته مساحة عربيّة مميّزة، عبرت عنه الحكومة عندما أعلنت أن لبنان أول بلد عربيّ يتبنّى رسمياً الدعوة العالميّة للإضراب الشامل دعماً لغزة وشعبها.

التعليق السياسي

2023-12-11 | عدد القراءات 239