صباح القدس

صباح القدس لإكمال الطوق والحصار، من تحت ومن فوق اكتمل الزنار، زنار من نار، غزة واليمن من الجنوب، ملاحم البطولة في الحروب، ولبنان وسورية والعراق وإيران من الشمال، ساحات تقاتل والى المزيد من القتال، قيل الكثير ولا زال يقال، اسرائيل سقطت، واميركا علقت، واسطورة الجيوش التي لا تقهر فرطت، ومعادلات الردع انفلقت، وجاءت أميركا إلى المصيدة، تتغندر اساطيلها تحت عيون أبي عبيدة، وتتجاهل أن يحيى سريع، يكره التطبيع، وأن اليمن بالمرصاد، لا يساوم على عزة البلاد، وأن الحرب مع اليمن خارج الزمان والمكان، أين منها حرب أفغانستان، وأين منها حرب فيتنام، فالهزيمة هنا لا تحتاج الى سنوات بل أيام، والأساطيل والمدمرات تأتي الى الكمين، كحيتان وأسماك قرش تقاتل السردين، تدور على نفسها، حتى تأكل يأسها، بينما السردين يهاجم بموجات من ملايين، يعمي العيون، ويدخل في الخشوم، والقتال فنون، والحرب علوم، ولا قيمة للجنون، ولا لعدد النجوم، وجنرالات اليمن، نالوا رتبهم من الميدان، وقد انتظروا هذه المنازلة، وجاء الكيان، يعطيهم شرف المحاولة، ليقولوا أن الشهامة لم تمت عند العرب، وأن فيهم من يتقن الغضب، ومن يرى أن الكرامة أغلى من الذهب، بينهم من يلقن الإسرائيلي درسا في غزة، و من يصيب الأميركي بالهزة، ويعرفون أصول القتال، ويعدون الرعب في الشمال، حتى إذا زلزلت الأرض زلزالها، وأزفت ساعة قتالها، بين فجر ومغرب، أغاروا على عدوهم من حيث لا يحتسب، وكتبوا مجد أمتهم، رأسهم مرفوع على طول قامتهم، وهم رغم الألم والجراح، خلاصة العرب الأقحاح، لم يخالط النفط شرايينهم، ولا عبثت الفتن والمذهبية بدينهم، بينهم من كل الطوائف، وليس بينهم خائف، ومن كل المذاهب، شيخ وراهب، ومن كل الأديان، مؤمنون بزوال الكيان، ينتظرون من الكيان لحظة الجنون، ليجعلوها ساعة يكون أو لا يكون، ويجعلوا الحرب على الوجود، وقد سقطت الحدود.

#ناصر_قنديل

2024-01-19 | عدد القراءات 103