الأقنعة تتساقط … والوجوه الكالحة تسفر عن سحنتها القميئة … مجرد الحديث عن التطبيع … أي تطبيع … من قبل أي نظام يدّعي أنه نظام عربي معتنق للإسلام ، بينما يقترف الكيان القاتل كل هذه الجرائم التي لم يشهد لها التاريخ مثيلًا … مجرد الحديث عن التطبيع ، أيّ تطبيع ، هو في أفضل حالات التوصيف ، سقوط أخلاقي مدوٍّ … وفي واقع الحال ، هو مشاركة معنوية وموضوعية في المجازر التي يرتكبها هذا الكيان المجرم … أما إرسال المؤن والمساعدات عبر الموانئ والطرق والدول التي تدعي انها تمتّ بأي صلة إلى المنظومتين العربية والاسلامية ، فهو انخراط بالمباشر واللامباشر في مشروع إبادة الشعب الفلسطيني … محامٍ فرنسي يشارك في التظاهرات المندّدة بجرائم الكيان الصهيوني قال ان السكوت ، مجرّد السكوت ، من قبل بعض الأنظمة في العالم على ما يجري من مجازر واستئصال كلّيّ للشعب الفلسطيني في غزة هو مشاركة في الإبادة الجماعية ، ثم أردف ، حتى نحن الذين نخرج في الشوارع مطالبين بوقف الدعم العسكري والمادي والمعنوي والإعلامي للكيان الصهيوني العنصري ، ان لم ننجح في ثني هذه الأنظمة المتواطئة عن الاستمرار في تقديم يد العون "لإسرائيل" فإننا شيئاً فشيئًا سنصبح مشاركين ومتواطئين مع هذا الكيان … لهذه الدرجة هؤلاء صادقين مع أنفسهم … هو ببساطة يقول إن لم تسفر كل هذه الاحتجاجات والتظاهرات والتنديدات في شوارع المدن الغربية … فلا فينا ولا في جهودنا … فهي جهود عالفاضي… لا تسمن ولا تغني من جوع … فهل نحن العرب والمسلمين صادقين مع انفسنا …؟ وأيّ هوة لاأخلاقية أنزلنا أنفسنا طواعيةً فيها … التطبيع في كل الأحوال ودائمًا هو سقوط أخلاقي مريع … والتطبيع والعدو المجرم يرتكب هذه الجرائم بحق شعبنا وأطفالنا ونسائنا ، هو مشاركة في جريمة الإبادة الجماعية … لا يخامرني أدنى شك في ذلك .
سميح التايه
2024-02-06 | عدد القراءات 162