التعليق السياسي 11/2/2024

ماذا لو قرر نتنياهو الهجوم على رفح؟

التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

- تتواصل فصول حملة دولية عربية للتحذير من قيام جيش الاحتلال بالهجوم على رفح، والتحذير الذي يلبس ثوب الحرص على السكان من مذبحة جديدة ترافقه عملية تسويق إعلامي لفرضية قدرة جيش الاحتلال على تحقيق النصر العسكري وتعويض كل الخسائر التي مني بها في فصول الحرب المستمرة منذ أربعة شهور، وصولا للقول بأن النجاح بتهجير الفلسطينيين سيكون خاتمة المشهد ليعلن الاحتلال تحقيق أهدافه كاملة.

- يتوج أصحاب النظرية تحذيراتهم بإحدى خاتمتين، الأولى من موقع الغرب والعرب المؤيدين لأميركا، وقوامها دعوة قوى المقاومة لتقديم تنازلات تتيح التوصل الى اتفاق يمنع اللجوء إلى العملية، أي عمليا تحقيق أهداف العدوان سياسيا تحت شعار قطع الطريق على الخيار العسكري، أما الثانية فتأتي من مواقع تقدم نفسها كمواقع مساندة للمقاومة وتتخذ الطرح مدخلا لإعادة إنتاج ذات الدعوة القديمة، أي انخراط محور المقاومة بحرب كبرى خشية سقوط غزة.

- المقاومة في غزة، هددت بإيقاف المسار التفاوضي إذا بدأ الاحتلال هجوما على رفح، وهي تؤكد أن ما لديها من مقدرات واستعدادات سوف يتكفل بتكرار المشهد الذي رافق الشهور التي مضت من الحرب وعنوانها، مزيد من الهزائم لجيش الاحتلال، وتقول قوى المقاومة أنها لم تستنزف الا بعض قدراتها في الشهور التي مضت، وهي قادرة على القتال لشهور إضافية، وأنه لولا الجانب الإنساني المرتبط بالمذابح التي ترافق معارك جيش الاحتلال، لكنت ترد على الذين يقولون بانتصار جيش الاحتلال، أنها تتمنى أن تقع هذه المعركة لتنهي آخر فرضيات النصر الموهوم لجيش الاحتلال.

- تقول قوى المقاومة أن خيار التهجير المقلق، ليس مقلقا، طالما أن المقاومة وقوتها بخير، وهي بخير، وإذا غادرت فئات من الشعب في ظل الحرب سوف تعود طالما بقيت المقاومة منتصرة، واستخدام هذا التهجير للتهويل على المقاومة لن يفيد لأن المقاومة ستواجه العملية العسكرية إذا وقعت، ولن تدفع ثمنها في المفاوضات كي لا تحصل، وما قام به محور المقاومة ولا يزال حقق الأهداف منه، بربط كل الجبهات بجبهة غزة، وجعل المفاوضات التي تحقق لغزة أهدافها، شرطا لبدء أي مفاوضات على أي مسارات أخرى تخص لبنان أو اليمن أو العراق.

- فليقم الأميركي والإسرائيلي بحساباتهما جيدا ويقررا ما يريانه، والمقاومة في غزة ومن ورائها المحور المتضامن معها وجوديا ومصيريا، سوف تتحمل مسؤولياتها وترسم مستقبل المنطقة ومستقبل القضية الفلسطينية، ومستقبل بقوة تضحيات شعبها ومقاوميها.

 

2024-02-12 | عدد القراءات 74