الوظيفة المزدوجة للغارات الإسرائيلية
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- يستطيع أي مراقب ومتابع متحرر من بروباغندا التهويل بالحرب الإسرائيلية أن يكتشف بسهولة حجم الجدية في تحديد الأهداف المؤلمة للمقاومة، سواء بكوادرها ومقاتليها أو بناسها، كلما كان الاستهداف ضمن مدى جغرافي يتناسب مع قواعد الاشتباك الخاصة بمدى النيران المعتمد تصاعديا منذ فتح الجبهة قبل شهور، بينما يبدو الاهتمام بالابتعاد عن أهداف جدية ومؤلمة كلما جرى الذهاب إلى العمق اللبناني.
- باستثناء عملية اغتيال القيادي في حركة حماس الشيخ صالح العاروري، لم تتضمن غارات الغازية وبعلبك أهدافا جدية، يفترض أن طريقة اتخذا القرار باعتمادها تمت من خلال تشخيص أهمية الهدف ودراسته وأخذ مخاطر الذهاب إلى العمق للوصول اليه، واحتمالات توسع دائرة الحرب بنتيجة ذلك، لكن الذي يجري يبدو معاكسا، حيث القرار هو بتوسيع المدى نحو العمق هو الأساس، ويرافقه السعي لتفادي أهداف جدية والبحث عن أهداف جانبية منعا لتداعيات الاستهداف.
- الواضح ان الاهداف العسكرية للعمليات الإسرائيلية هي تلك الجارية على الجبهة، وأن العمليات الجارية نحو العمق ذات أهداف سياسية، تسعى للجمع بينها وبين تفادي ردود أفعال تصعيدية من المقاومة ، عبر تخفيض سقف نوعية الأهداف.
- الوظيفة السياسية للغارات الاسرائيلية في العمق، بعيدا عن الضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت، هي خلق الانطباع بجدية التهديد الاسرائيلي بالذهاب نحو الحرب على لبنان، لدى فريقين يعنيان الاسرائيلي الذي يبدو انه صار يدرك عجزه عن الذهاب للحرب، ويريد تفعيل مساعي ونشاطات هذين الفريقين املا يجني عائدات تحركاتهما بفعل توفيره منصة الايحاء بجدية التهديد بالحرب.
- الفريق الأول هو الموفدين الغربيين الذين يتناوبون على زيارة بيروت طلبا لدور سياسي لعواصمهم، تحت شعار الحرص على لبنان والتحذير من خطر حرب إسرائيلية، وطلبا لتنازلات من المقاومة عن خيارها بربط وقف النار على الحدود بوقف الحرب على غزة.
- الفريق الثاني هو الفريق اللبناني المناوئ للمقاومة الذي يتخذ من هذا التوسيع نحو العمق منصة لتنظيم حملات تحريض على المقاومة بهدف إشغالها عن الجبهة وإضعاف الوحدة السياسية والشعبية من حولها، واستنزافها في سجالات إعلامية حول جدوى مواصلة حربها.
2024-02-29 | عدد القراءات 122