لجماعة الرد الآن وإلا سقطت ايران وسقط المحور
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- قلتم ان الرد على اغتيال القائدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس كان دون المستوى ويشبه اللارد، حسنا هذا يعني وفق منطقكم ان ايران انتهت ومعها المحور، سؤال، هل أنجزت إيران والمحور سياسيا أهم من مصالحة حماس وسورية وعسكريا أهم من الطوفان، ألم يحدث كل هذا بعد اغتيال القائدين؟ ما يعني أن إيران والمحور لا يوقفهما استشهاد ولا خسائر والتقدم متواصل بلا توقف؟
- تقولون ان ما تقوم به إسرائيل ومن خلفها امريكا يضعهما في موقع التفوق، دعونا نضع مقياسا سهلا وبسيطا نأخذه من أقوال الاميركيين والاسرائيليين، اسيادكم الذين يفترض أن كلامهم عندما يشير إلى الضعف فيفعل ذلك مغصوبا، أليس الأميركي والاسرائيلي من يقول إن ازمتهما هي في استعادة الأسرى من غزة والقضاء على المقاومة فيها، وأن ما يؤرقهما هو عدم القدرة على إعادة مهجري شمال فلسطين المحتلة وإبعاد قوة حزب الله عن الحدود، وأن التحدي أمامهما هو ما يقوم به اليمن في البحر الأحمر، حسنا هل ستنهي غارة القنصلية وقتل القادة فيها مشكلة الأسرى وتقضي على حماس في غزة وتفتح البحر الأحمر وتعيد المهجرين الى شمال فلسطين؟ الجواب البسيط هو لا، والنتيجة هي أن العض على الأصابع مستمر والغارة لا تغير الموازين رغم الألم، مثلها مثل قتل المزيد من سكان غزة، توجع لكنها لا تغير اتجاه حرب.
- نحن نريد الرد ليس لاعتبار وهم أن عدم الرد سقوط أو ان الغارة غيرت الموازين، لأن أعظم إنجازات المحور تحققت ببركة دماء شهدائه القادة وتذكروا ان حزب الله انتصر في سورية ببركة دماء الشهيدين عماد مغنية ومصطفى بدر الدين وبعد استشهادهما وبغيابهما، وسائر الشهداء القادة، وان المحور يخوض حربا لم يعرف العرب ولا عرفت اسرائيل واميركا مثلها منذ عقود، وهي مستمرة منذ ستة شهور ببركة دماء الشهيدين قاسم سليماني و ابو مهدي المهندس، وبعد استشهادهما وبغيابهما، نحن نريد الرد لاعتقادنا أن الغارة تقدم فرصة ذهبية في قلب هذه الحرب ببركة دماء الشهداء ومظلوميتهم والشرعية التي تمنحها الشهادة لحق الرد، للتقدم خطوة في استراتيجية الربح بالنقاط نحو النصر، ولا نريد لها ان تضيع في ارضاء مشاعر انفعالية حماسية عاطفية، او ردا على غوغائية او انتهازية او عدائية، لكننا نريد الرد محكوما بهذه الروحية فقط، كي نضيف الى مأزق الأسرى وغزة والمهجرين والبحر الأحمر مأزقا جديدا.
- الرد آت لا محالة، وتذكروا أن هذه الحرب المحور هو من بدأها، وان النصر تحقق للمحور في يومها الأول 7 أكتوبر، والنصر لم يمح رغم ضراوة الحرب، ولن يمحى، وكل الحرب الممتدة خلال ستة شهور لمحوه دون طائل، كل ما فعلته أنها وفرت الفرص الجديدة لانتصارات أوسع، أضافت مأزق مهجري مستوطني الشمال إلى مأزق أسراهم في غزة، ومأزق رد الاعتبار لقوة الردع الأميركية في البحر الأحمر إلى مأزقهم في رد الاعتبار لقوة الردع الاسرائيلية في غزة وجنوب لبنان،وعبثا يحاولون وعبثا سوف يحاولون، والغارة محاولة تعويض معنوية كمثل سائر عمليات الاغتيال لرد الاعتبار لقوة الردع، ولذلك تستحق ردا، لكن الحرب تبقى في مكان آخر والمعيار يبقى في مستوى آخر، اسمه الأسرى في غزة والمهجرين من شمال فلسطين والسيادة في البحر الأحمر .
2024-04-02 | عدد القراءات 546