صباح القدس للمقاومة العراقية، وقد امتلكت شجاعة تمزيق الاتفاقية، بعدما اكتشفت أن الاحتلال الأميركي يناور، وأنه لا يتحدث عن الانسحاب بلغة الحاضر، ويقول ان الامر هو اتفاقية تعاون والباقي تفاصيل، ولم يقتنع بعد أن عليه الرحيل، واتفاقية تعليق العمليات، مقابل تقدم المفاوضات، صارت غطاء لبقاء الاحتلال، ما يحتم العودة للقتال، ولم تتأخر المقاومة عن ترجمة القرار، وسمعنا صوت أول انفجار، يستهدف القواعد الأميركية في حقل العمر، والمقاومة تتحدى الخطر، تقول انها بدأت مرحلة جديدة، تجمع فيها استهداف الكيان، مع ضرب قوات الاحتلال في الميدان، والأميركي الذي يتصرف كعراب لكيان الاحتلال، ويقدم له كل أسباب القتل والقتال، ويخوض معارك الدفاع عن أمنه، ويجاهر بأنه من لونه، وأنه لن يسمح ان تلحق به هزيمة، ويضع ثقله كي لا تهون عنده عزيمة، هو جوهر المشاكل والأزمات، فالكيان ليس إلا قاعدة أميركية متقدمة، وقوة الكيان تقع عند أميركا في المقدمة، وهذا يعني أن نصرة فلسطين، تمر حكما برحيل الأميركيين، وأن تعافي سورية والعراق ولبنان واليمن، وتجاوز مخاطر الفتن، مشروط برحيل القواعد الأميركية، كحقيقة استراتيجية لا قضية تكتيكية، والمقاومة في العراق تحمل المسؤولية، ولو تطلب الأمر ألف عملية، وكما يمسك اليمن البحر الأحمر، ولا يتأخر، ويتحدى كل جيوش الغرب، حتى لو اقتضى الأمر نشوب حرب، فان العراق يمسك شرق المتوسط، وينفذ ما يخطط، اقفال موانئ الكيان على البحار، شرط لوضع الكيان تحت الحصار، ورسم معادلة التوازن مع حصار غزة، وفرضها على حكومة الكيان المستفزة، فالاحتلال لا يفهم الا لغة الاقتدار، ومقابلة الحصار بالحصار، والاحتلال في بلادنا واحد، ولو بعدة تسميات، ومخطئ من يتوهم أن الأميركي محايد، او يصلح للعب دور الوسيط، فهو مصدر السلاح والمال وعقل التخطيط، وبعد زمن الردع الايراني، فان الكيان يعاني، من هرب الأميركي من الحرب، ومثله جيوش الغرب، وهذه فرصة لن تتكرر، لرسم الخط الأحمر، وملاقاة المقاومة في فلسطين وسائر جبهات القتال، حتى ازالة الاحتلال، وفتح طريق الزوال، أمام الكيان المؤقت، وقد بدأ يتفتت.
#ناصر_قنديل
2024-04-23 | عدد القراءات 196