التعليق السياسي 18/5/2024

ملف النزوح والاتحاد الأوروبي : العين الحمراء تؤتي ثمارها

التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

- لم يفعل لبنان بعد شيئا على طريق ترجمة توصيات مجلس النواب، فيما يتسابق جماعات الجمعيات الممولة أوروبيا وأميركيا والتي تعتاش على ملف النازحين، للتنمر على التوصيات والتشكيك بمصداقية إقرارها، طلبا لرضا اسيادهم ومموليهم والحفاظ على موارد رزقهم.

- فقط كان صدور التوصية نقطة انطلاق ليشعر المعنيون في أوروبا بأن لبنان ينظر الى الملف بعين حمراء، أي أنه بات جاهزا للذهاب نحو خيارات خطيرة ما لم يتم الاصغاء اليه بانتباه واهتمام يستحقهما.

- وصلت دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بصوت مرتفع "افتحوا البحر"، وسمعها الأوربيون، وسمعوا النواب المناوئين لحزب الله وهم بين التلعثم والتأييد بصوت خافت أو المجاراة في الدعوة لموقف حازم، وشاهدوا نواب الجميعات يتبرأون من المشغل والممول و ينضمون لدعوات إنهاء ملف النزوح والضغط على أوروبا، فعرف الأوروبيون أن الأمور على نهاياتها، وأنه ما لم تيخ موقف جدي في التعامل مع هذا الوضع الجديد، فالآتي لا يبشر بالخير، والمعادلة واضحة، أيها الأوروبيون تريدون المضي بتجويع سورية، وتريدون ان يتحمل لبنان عن أوروبا تبعات القرار الأوروبي فهذا لن يحدث، تحملوا أنتم تبعات قراراتكم، واستعدوا لاستقبال عشرات الآلاف ومئات الآلاف من النازحين.

- بالأمس أعلن وزير داخلية قبرص كونستانتينوس يوانو إن بلده من ضمن ثمانية دول أوروبية تريد إعلان مناطق آمنة في أجزاء من سوريا للسماح بإعادة اللاجئين من الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن".وأوضح يوانو، أن "الحكومات الثماني تعتقد أنه بعد 13 عاما من الصراع، يحتاج الاتحاد إلى إعادة تقييم الظروف الأمنية المتغيرة في سوريا"، لافتاً إلى أنه "حان الوقت للاتحاد الأوروبي أن يعيد تحديد موقفه" بشأن سوريا.ولفت الى أنه "لم تتم استعادة الاستقرار في البلاد بشكل كامل لكن يجب علينا تسريع العمليات لاتخاذ جميع التدابير اللازمة لتهيئة الظروف التي تسمح بعودة الأفراد إلى سوريا".ودعا إلى "تقديم المزيد من الدعم المالي للبنان"، مؤكداً أنه "إذا ترك لبنان ينهار، فإن العواقب على الاتحاد الأوروبي بأكمله ستكون لا تحصى".

- وفي قبرص قالت حكومات ثماني دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، إنه يجب إعادة تقييم الوضع في سوريا للسماح بالعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم.وفي إعلان مشترك، أفاد مسؤولون من النمسا وجمهورية التشيك وقبرص والدنمارك واليونان وإيطاليا ومالطا وبولندا أنهم اتفقوا على إعادة تقييم من شأنها أن تؤدي إلى "طرق أكثر فعالية للتعامل" مع اللاجئين السوريين الذين يحاولون الوصول إلى بلدان الاتحاد الأوروبي.وذكرت الدول الثماني، التي أجرت محادثات خلال اجتماع قمة في العاصمة القبرصية، أن الوضع في سوريا "تطور بشكل كبير"، على الرغم من عدم تحقيق الاستقرار السياسي الكامل.وشهدت قبرص في الأشهر الأخيرة ارتفاعاً في عدد اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى الدولة الجزيرة من لبنان على متن قوارب متهالكة.

- هذا أول الغيث، بمجرد العين الحمراء، وإذا مضت الحكومة في تنفيذ التوصيات النيابية سوف يصبح الأعضاء ال27 في الاتحاد الأوروبي يتحدثون هذه اللغة الجديدة.

 

2024-05-18 | عدد القراءات 159