مانشينت 10/7/2024

تصعيد عسكري وسياسي يطرح اسئلة حول نضج المسار التفاوضي لانتاج اتفاق

اجتماع رؤساء المخابرات اليوم لتقييم المخاطر على المفاوضات …وحماس تحذر

الهدهد 2 يكشف نقاط ضعف جيش الاحتلال في جبهة الجولان والمقاومة تستهدفها

كتب المحرر السياسي

من نقاط الاشتباك البعيدة يمكن استقراء مدى نضج ظروف اتفاق في غزة يعرف الجميع ويعترفون أنه تعبير عن تسوية تعكس موازين القوى التي نتجت عن الحرب خلال تسعة شهور، وفي خلفيتها تراكم صنعته سنوات من المواجهة بين محورين كبيرين في المنطقة والعام، محوره يضم كيان الاحتلال تقوده واشنطن، ومحور يضم إيران وسورية و قوى محور المقاومة، وأول الإشارات حملها كلام الناطق بلسان مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي على انتخاب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي دعا في حملته الانتخابية الى استئناف المفاوضات المجمدة حول الملف النووي الإيراني، حيث قال كيربي، إن الولايات المتحدة ليست مستعدة لاستئناف المحادثات النووية مع إيران في ظل الرئيس الجديد.

في جبهتين مهمتين في المنطقة، لم تكن الإشارات أفضل لجهة نضج المسار التفاوضي المفترض أن ينتج تسوية، تكون لها انعكاسات على كل المنطقة حتى لو كان موضوعها وقف الحرب على غزة، حيث شكل التصعيد على المسار اليمين السعودي من بوابة فتح ملف نقل المصرف المركزي من صنعاء والرد العنيف لزعيم حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي اشارة الى ان الأمور لا تسير كما ينبغي لها ان تكون اذا كنا في مناخ استعداد لتسوية ونجاح المفاوضات، وبالتوازي حملت المعلومات المؤكدة حول نتائج المفاوضات العراقية الأميركية حول انهاء مهمة قوات التحالف الدولي الذي يشكل واجهة للإحتلال الأميركي، أن الأميركيين لا يخفون تمسكهم ببقاء جزء من قواتهم في العراق تحت عنوان الحاجة لتخديم استمرار احتلالهم أجزاء من سورية، ومجرد التصريح بنية لابقاء في سورية، حتى لو تم الانسحاب الكامل من العراق يشير الى مناخ غير ايجابي، لا ينتج عنه سوى المزيد من التصعيد.

العودة الى ساحات التفاوض والمواجهة المباشرة حول حرب غزة، يكفي تصعيد جيش الاحتلال وارتكابه المزيد من المجازر ورد حركة حماس بالتحذير للمرة الأولى من فشل المفاوضات، لمعرفة ان المسار التفاوضي متعثر، وأن حكومة بنيامين نتنياهو لا تريد التوصل الى اتفاق نهائي يوقف الحرب بل تريد صفقة جزئية يتم فيها تبادل عدد من الأسرى وتستمر عبرها الهدنة بضعة أسابيع ثم عودة الى المواجهة ولا مانع بعدها من هدنة مشابهة لا تنهي ملف الأسرى ولا تنهي الحرب، حتى تقول الانتخابات الأميركية كلمتها الفاصلة حول مدى قدرة تل أبيب الاعتماد على واشنطن في مواصلة خيار الحرب، ولأن المسار التفاوض يترنح دون أن يسقط لأن جيش الاحتلال منهك و عاجز عن خوض حرب باتت أثمانها أكبر من قدرته على الاحتمال، يلتقي اليوم رؤساء أجهزة المخابرات في أمريكا وكيان الاحتلال ومصر وقطر للبحث عن تعويم المسار التفاوضي وتخفيض منسوب التصعيد.

تبقى جبهة لبنان هي البوصلة، حيث قلق الاحتلال من خطر الانفجار رغم كثرة الكلام عن نوايا الحرب ولو انها تحولت أخيرا إلى حديث بصوت منخفض تحول همسا بالكاد يسمع، مع ظهور قدرات المقاومة على الردع، وعدم بذلها لجهد هادف لتفادي الانزلاق إلى حرب كبرى، وقد بات معلوما أن هذه الجبهة والضغط عبرها وحده يمكن أن يجلب الكيان الى الاتفاق بسبب ضغط ملف المهجرين الذي يكبر كل يوم، وضغط انهيار صورة قدرة الردع بصورة لا يمكن تحملها في الكيان مع ما تحمله من مذلة ومهانة المستويين العسكري والسياسي، ولا يخفيها الإقدام بين فترة وفترة على عملية اغتيال لشخصية من المقاومة، حيث تتكفل مفاجآت المقاومة بتقديم المزيد من أدوات الردع والتفوق، وقد كان أمس موعدا مع الكشف عن حصاد الهدهد 2 حيث المسرح هو الجولان المحتل، وقد تضمن ت تسجيلات الطائرات المسيرة التي قامت بالمسح الجوي لمواقع قيادة و استخبارات جيش الاحتلال، وكشف التسجيل حجم التغلغل الاستخباري للمقاومة في نسيج المعلومات والجغرافيا العسكرية السرية لجيش الاحتلال، وجاءت الاستهدافات التي سبقت بث التسجيل و أعقبت بثه تؤكد أن يد المقاومة هي العليا.

 

 

2024-07-09 | عدد القراءات 58