نقاط ع الحروف 29/7/2024

مجدل شمس شوكة في عين الاحتلال

ويد المقاومة هي العليا بوجه العدوان

نقاط على الحروف

ناصر قنديل

- إذا كان الصاروخ الذي أصاب بلدة مجدل شمس في الجولان العربي السوري المحتل متعمدا، فإن العقل يقول بأن المتهم الوحيد هو كيان الاحتلال، لأن حزب الله ليس لديه الا الأسباب التي تجعله يحب هذه المدينة العربية السورية المقاومة التي رفضت الجنسية والجندية في كيان الاحتلال وجيشه وقاومت ولا تزال تقاوم، وكل تاريخها مقاومة وأغلب ابنائها مؤيدون لدولتهم السورية وخيار المقاومة وسيدها، بينما ليس لدى الاحتلال الا الأسباب التي يجعله يكره مجدل شمس ويحقد عليها، وقد كانت ولا تزال شوكة ف يعين الاحتلال، وان قال حزب الله انه حزين نصدقه، وإن قال الاحتلال أنه إذا ذهب للتصعيد فلأنه يريد الانتقام لمن سقطوا في مجدل شمس نفهم قطعا انه يكذب.

- حزب الله الذي أوقف عملية اعدام العميل عقل هاشم لوجود مدنيين، والذي لم يستهدف خلال شعرة شهور من الحرب مدنيا في مستوطنات الكيان وهو لا يعترف أن بين المستوطنين مدنيين، لا يمكن اتهامه باستهداف مدنيين عرب وفي مدينة ذات هذا التاريخ العريق بمقاومتها، بينما جيش الاحتلال فكل تاريخه قائم على الإجرام، ومذكرات قادته تحكي قصص التفجيرات التي تسببوا بها لتجمعات اليهود لدفعهم إلى الهجرة نحو فلسطين، وتحقيقات الشرطة في الكيان كشفت أن جيشه كان وراء قتل مستوطنين في غلاف غزة بقذائف الدبابات ورشاشات وطائرات الأباتشي يوم طوفان الأقصى، وقتله للمدنيين من أطفال ونساء في غزة يفوق كل وصف لجرائم الحرب.

- اذا كانت الاصابة عن طريق الخطأ، فإن العقل يقول ان المصدر الوحيد للصاروخ هو كيان الاحتلال وجيشه، لأن حزب الله الذي لم يطلق الا صواريخ وطائرات لم تخطئ هدفا منذ عشرة شهور، يخضع رماياته لتدقيق وعناية استثنائيتين للحرص على عدم اصابة مستوطنين لانه لا يريد خسارة الحرب على الرأي العام الغربي، ويحصر ضرباته حيث يتجمع الجيش وقياداته وقبته الحديدية، ومرابض المدفعية دون أن يخطئ بمتر واحد، كيف يمكن أن يخطئ بعدة كيلومترات فيصل صاروخ بالخطأ الى الحدود بين الجولان المحتل والجولان المحرر، أم جيش الاحتلال فهو قال انه قتل ستة عشر جنديا من جنوده بالخطأ في غزة وأنه قتل أسراه بالخطأ، وإذا كان الخطأ ليس ناجما عن ارتباك التسديد فمصدر الخطأ الوحيد هو صواريخ الدفاع الجوي التي تسقط ارضا على نقاط لا يمكن التحكم بها إذا فشلت باصابة الهدف الجوي الذي أطلقت لملاحقته، والمقاومة منذ أسبوعين لم تطلق صواريخ ضد طائرات الاحتلال، بينما يطلق جيش الاحتلال من القباب الحديدية عشرات الصواريخ على صواريخ المقاومة وطائراتها المسيرة، وخلال الشهور العشرة اعترف جيش الاحتلال بعشرة مرات على الأقل أصابت صواريخ القبة الحديدية أهدافا مدنية في مدنه ومستوطناته.

- إذا كان الإنكار هو تهرب من المسؤولية عن الحادث أو تلاعب بالحدث وسعي لتوظيفه، فإن العقل يقول ان الذي تنطبق عليه مواصفات الكذب والتوظيف والإنكار تهربا من المسؤولية هو الكيان وليس حزب الله، لأن تاريخ حزب الله يقول انه يتحمل تبعات أفعاله وعندما يخطئ يعتذر ويعترف ويتحمل المسؤولية، ويوم لم يسكن لديه صواريخ دقيقة في حرب تموز 2006 وأصاب بيتا عربيا في عكا، اعترف واعتذر وقرر الامتناع عن توجيه نيرانه إلى كل الأماكن التي يمكن أن يتواجد فيها العرب الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 48، بينما نظرية الإنكار ترافق جيش الاحتلال في كل العمليات التي يريد التهرب من مسؤولية القيام بها او التي يسعى لتوظيفها وها هو قد بدأ بالتوظيف.

- يعرف الكيان قيادة وجيشا أن الحرب الكبرى فوق قدراته وطاقاته حتى لو خاضتها أميركا معه، وهو يرغب بتوظيف الحادث لجولة تصعيد منسقة مع الأميركي لأهداف تفاوضية هي حصيلة زيارة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، بعيدا عن خطاب الحرب الكاذب الذي ألقاه نتنياهو أمام الكونغرس، فالحرب فوق قدرات الحلف الأمريكي الإسرائيلي، لكن التفاوض فرض تقسيم أدوار، تسلمت أميركا طلبات تفاوضية من نتنياهو مهمتها محاولة تجويف نصر المقاومة من أي اتفاق حول غزة من وضوح النصر البائن، وتلويثه وتشويشه لمنع استثماره، وفتح طريق التلاعب بعائداته، مثل السعي لربط الانسحاب الشامل بنشر قوات عربية ودولية في بعض نقاط غزة، وإبعاد الأسرى القادة المحررين عن الضفة الغربية، وفتح الطريق لإقامة كانتونات خارجة عن نطاق سيطرة المقاومة في غزة بعد نهاية الحرب، وبقدر ما يستدعي طرح هذه الطلبات إجراء المفاوضات على صفيح ساخن، فان فصل مسار اتفاق غزة عن سعي محور المقاومة لفرض انسحاب القوات الأميركية من سورية والعراق وتعطيل مسار التلاقي السوري التركي، مصلحة أميركية تحتاج التصعيد الاسرائيلي لطرحها على الطاولة، والاسرائيلي يدرك الارتباط العضوي بين امنه الاستراتيجي وبقاء الاحتلال الأميركي في سورية والعراق وتعطيل المصالحة السورية التركية.

- أليس هذا ما قصده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكلامه عن مخاطر تصعيد في المنطقة ومنها سورية، خلال استقباله الرئيس السوري بشار الأسد، وتعمده قول ذلك أمام الإعلام، والكلام قبل حادثة مجدل شمس التي تم تصنيعها او استغلالها لصناعة هذا التصعيد؟

 

 

2024-07-29 | عدد القراءات 78