أبعاد وتداعيات اغتيال اسماعيل هنية في طهران
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- يستحق القائد الكبير الشهيد اسماعيل هنية ان تخصص مقالات للحديث عنه، لكن اللحظة التي ولدها اغتياله و ارتقائه شهيدا خلال زيارته الى طهران، فرضت أولوية الاجابة عن أسئلة كبرى بحجم فهم العملية ومحاولة فهم ما سوف يترتب عليها.
- بغض النظر عن التفاصيل التقنية لكيفية تنفيذ عملية الاغتيال فإن هذه التقنيات جاءت بفعل تعاون أميركي إسرائيلي، وثمة إشارات كافية لاستخلاص ذلك، منها أن العملية تمت بعد زيارة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، رغم زيارات متكررة للقائد هنية الى طهران، ومنها مغزى الكلام الذي قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تصعيد قادم على المنطقة قبل انفجار صاروخ مجدل شمس، ما يجعل عمليات استهداف بيروت وطهران وبغداد تشكل سياقا متصلا للتصعيد الذي تحدث عنه بوتين خلال زيارة نتنياهو لواشنطن.
- الأهم هو أن واشنطن التي كانت تحذر كيان الاحتلال وقادته علنا من التورط بعمل يؤدي الى مخاطر انفجار حرب مع لبنان، وتصف ذلك بتهديد أمن ومستقبل"إسرائيل" بالخطر، كما قال بيان وزارة الخارجية الأميركية، وتقول انها غير قادرة على تقديم المساندة في حال اندلاع مثل هذه المواجهة مع حزب الله كما قال الجنرال تشارلز أبرامز رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية، واذ بواشنطن تبتلع لسانها بعد تصنيع مشهد صاروخ مجدل شمس، وتقول إن ل"إسرائيل" حق الدفاع عن النفس مع استهداف ضاحية بيروت الجنوبية والقائد المقاوم فؤاد شكر، وترفض التعليق على اغتيال القائد هنية في ظهران، وهي التي امسكت على يد قادة الكيان ومنعتهم من الرد على الرد الإيراني، بل إن واشنطن تقول بلسان وزير الدفاع لويد اوستن انها سوف تقدم ل"اسرائيل" المساندة اللازمة في أي مواجهة قادمة.
- ما تسعى إليه القيادة الأميركية هو إيصال رسالة واضحة لمحور المقاومة الذي استأنف عملياته ضد الاحتلال الأميركي في سورية والعراق، ان هذه القوات ستبقى وان قواعد الاشتباك سوف تتغير اذا تم التمسك بالسعي الى اخراجها من سورية والعراق، لأن هذا الانسحاب سوف يخلق واقعا جيو استراتيجيا جديدا في المنطقة، لا تقوم قائمة للنفوذ الأميركي بعده، ويقع الكيان في دائرة تأثيره بصورة تهدد قدرة الكيان على الصمود، ولذلك أعطي نتنياهو الضوء الأخضر للقيام بعمليات تمنحه صورة النصر التي يحتاجها بديلا للفشل الميداني في الحرب، وهي عمليات تقول ان بالامكان الذهاب الى اتفاق حول غزة بعدها إذا بقيت دون رد وتوقفت الضغوط الميدانية لفرض الانسحاب الأميركي ، وأن الرد هو المخاطرة بالذهاب الى حرب كبرى.
- بعد كلام مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران والقائد الأعلى لقواتها المسلحة عن حتمية الرد العقابي على اغتيال القائد هنية في طهران واعتباره عدوانا على السيادة الايرانية، لا حاجة للنقاش حول الفرضيات، وهنا عودة الى مناخ عشية الرد على استهداف القنصلية الايرانية في دمشق، والسؤال هل سيكون هناك رد اسرائيلي على الرد بحجم يرتب الرد الأقسى الذي حذرت منه ايران يومها وحذرت واشنطن من الشراكة كي لا تكون شريكا بدفع الثمن، وإن كان ذلك كله فماذا يبقى بيننا وبين الحرب الكبرى؟
- عمليا نحو على عتبة تطورات كبرى، يمكن للتصاعد أن ينتهي معها باعادة حساب أميركي صعب، محوره التسليم بالانسحاب من سورية والعراق، او يتطور نحو مواجهة كبرى تفتح الباب لطرح مستقبل القواعد الأميركية في كل المنطقة ومعه مستقبل الكيان وقدرته على التحمل لتداعيات الحرب الكبرى بمفهوم محور المقاومة لها وهي حرب العبور وليست حرب تبادل النيران فقط؟
2024-08-01 | عدد القراءات 50