مانشينت 5/11/2024

المنازلة بين العولمة والأمركة "على المنخار" والنزاع على الشرعية المرشح الأول

الديمقراطي "صهيوني" والجمهوري "إسرائيلي" ولا تغيير في السياسة الأميركية

قلق في واشنطن وتل أبيب من الضربة الايرانية…والحرب البرية استنفدت الفرص

كتب المحرر السياسي

يذهب الأميركيون بغير يقين نحو اختيار بين المرشحين الرئاسيين، الرئيس السابق دونالد ترامب مرشحا عن الحزب الجمهوري، ونائبة الرئيس كمالا هاريس مرشحة عن الحزب الديمقراطي، وفي المرة الثالثة لترشيح ترامب تتعادل فرص فوزه كما في المرة الأولى وخسارته كما في المرة الثانية، وتتعادل أيضا فرصة سلاسة القبول بالنتائج كما في المرة الأولى وفرصة الاحتجاج والرفض وصولا للانتفاضة، كما حدث في المرة الثانية، والتشكيك بالنتيجة حاضر في معسكري المرشحين، حيث إلقاء اللوم على حكومة الولاية التي تكون الخسارة فيها مؤلمة وحاسمة لأحد المرشحين ويكون الحاكم من الحزب الآخر.

المشهد لا يبدو مجرد عملية انتخاب تقليدية، و الناخبون هم من يصف الخيرات بعدم اليقين وعدم الرضا، وهم من يقولون ان بلدهم يذهب الى خيارات غير مطمئنة، وأنهم غير واثقين من كونهم يستطيعون فعل شيء لمنع هذا الانزلاق، والانقسام المكرر لمرة ثالثة بين نصفين يبدوان متساويين يعبر عن منازلة بين مشروعي العولمة والأمركة، الذي لخصه ترامب بمعادلة أميركا العظيمة لا أميركا العظمى، والمنازلة ليست بين شعارات بل بين معسكر الرابحين وأصحاب الغنائم من مشروع العولمة، من أصحاب ومدراء وزبائن الاقتصاد الافتراضي في المصارف و البورصات والأسواق المالية، ومن خلفهم المجمع الصناعي العسكري ومراكز الأبحاث والصحف الكبرى وقنوات التلفزة وحشد من المتضررين من محافظة وعنصرية طروحات ترامب ومعسكره، من المثليين واللاتينيين ونساء وأصحاب بشرة سوداء، بينما وراء ترامب يصطف كل الخاسرين من مشروع العولمة والحالمين بأميركا وراء المحيطات، مستشفى وجامعة و مصنع ومزرعة وشركة مقاولات و حفار نفط ، بلا مهاجرين، وغالبية بيضاء بروتستانتية، وكما هو الخليط هجين هنا هو كذلك هناك، وكما الخوف محرك فعال هناك القلق محرك فعال هناك.

المنازلة بين العولمة والامركة تصير بين الصهيونية والاسرلة فيما يتعلق بمنطقتنا والموقف من كيان الاحتلال، الذي لن يتغير شيء لجهة عدمه لا زيادة ولا نقصان، فما قدمه الرئيس جو بايدن الصهيوني سوف يواصل ترامب تقديمه كما هاريس، ولن يستطيعا تقديم المزيد، والفارق هو أن الديمقراطيين يدعمون الكيان من موقع نظرتهم لمشروع العولمة كأساس للهيمنة على العالم ومكانة الكيان في هذا المشروع، ومسؤوليتهم عن منع هزيمته، بينما ينظر أغلب الجمهوريين وخصوصا الانجيليون بعين الانتماء التوراتي ل"إسرائيل"، واعتبار الإنجيل مجرد عهد جديد والتوراة هي العهد القديم.

في واشنطن وتل أبيب من قيام إيران بضربة قاسية للكيان، تعبر عنها المواقف المتلاحقة للبنتاغون والبيت الأبيض والخارجية الأمريكية بتحذير إيران، بينما على جبهة جنوب لبنان تراجع في العمليات البرية بعد فشل هجوم الفرقة 98 في جيش الاحتلال على مدينة الخيام وبلدات كفركلا والعديسة، بما يبدو استنفادا لفرص نجاح العملية البرية.

 

 

2024-11-05 | عدد القراءات 42