العالم يتغير بسرعة ولا مكان للقائد الأوحد ...... مقدمة نشرة أخبار توب نيوز بقلم سعد الله

تأتي زيارة دي ميستورا إلى دمشق لعقد سلسلة من اللقاءات الرسمية بالتزامن مع تطورات الساحة الإقليمية والدولية .

المبعوث الأممي إلى سورية يتسلح بنجاح موسكو بتحريك الجمود على الساحة السياسية والإنسانية بانتظار التعاطي مع القوى السياسية وتحريك تفاعل تلك القوى مع مبادرته.

تطورات تطال الملفات الخلافية الرئيسية بين محوري الشرق والغرب وهو ما بات واضحاً ولا يخفى على أي من المتابعين للشآن السياسي ،فحين يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لن يقبل بعالم يقوده زعيم واحد وهو الأميركي بالطبع يفعل ما يحلو له ويسمح للأخرين بالتحرك وفق مطالبه فقط ،فإنه يثبت العودة الواضحة لثنائية القطب العالمية التي أدركت حقيقتها واشنطن وتتعمد تجاهل الإعتراف بها لأسباب تبدأ عند حدود هيبتها التي لن تفرط بها ولا تنتهي عند رغبتها بالإمساك بأدواتها وحلفائها واستثمارهم حتى الرمق الأخير.

من أوكرانيا إلى اليمن مروراً بسوريا ولبنان والعراق فالغرب الذي أقر باستحالة السير في الحرب على روسيا من البوابة الأوكرانية أقر باستحالة السير في خط الحرب ولعل تصريح ميركل عن تأكدها بأن الصراع الأوكرانى لن يحل عسكريا واعتراضها على الاقتراح الأميركي بإرسال أسلحة إلى كييف وهذا ما أكده جون كيري بعدم وجود خلاف مع أوروبا بالملف الأوكراني وإقراره بالسير نحو الحل السياسي.

في سياق الحراك العالمي يبدو مفاجئاً لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف للمرة الثانية منذ وصولهما إلى  المانيا على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن خلال أقل من 48 ساعة ، أكد عقبها ظريف بالإصرار على رفع العقوبات كشرط لأي إتفاق نووي والذي تزامن مع تصريحات تؤكد إعلان قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي موافقته على الاتفاق النووي مع السداسية الذي طالما أكد أن عدم توقيع اتفاق أفضل من توقيع اتفاق سيء بالنسبة لطهران ،فتكرار الإجتماع ومسار المحادثات وتصريحات الخامنئي توحي بسير الأمور نحو إتفاق شامل يؤكد سلمية الملف النووي ويوثق حق طهران بالتخصيب ويدخل إيران نادي الدول النووية.

في المقلب الأخر من ضفة الخليج تسير الأمور في اليمن السعيد نحو حسم الخلافات السياسية والانتقال بالبلاد نحو مشاركة سياسية بعيداُ عن سيطرة أي طرف ،وفق معادلة رغبة الأطراف القادرة على الاستئثار والتفرد بالقرار اليمني وإصرارهم على المشاركة ،ما يعني تحرر اليمن من التأثير والتخريب السعودي في ساحةٍ لطالما اعتبرتها الرياض حديقتها الخلفية وملعبها الأوحد في ضغطها وحربها ضد إيران .

من اليمن إلى العراق حيث تزداد رقعة سيطرة القوات العراقية وقوى الحشد الشعبي على الأرض بعد طرد مسلحي تنظيم "داعش" من كامل محافظة ديالى بعد معركة شرسة لتصبح ديالى أول محافظة من بين أربع محافظات محررة بالكامل من التنظيم الإرهابي بجهد عراقي خالص ،حيث انكسر التنظيم بشكل سريع أمام القوات الأمنية والقوات المساندة لها من المتطوعين ،وبخسارة التنظيم ديالى تمنى تركيا بهزيمتها الثانية داعشياً بعد خسارة ورقة عين العرب كوباني في معركة مزدوجة الأبعاد أولها داعم ومنظم لداعش والثاني خسارتها معركة في حربها التاريخية مع الآكراد ومابين ديالى وعين العرب تتوالى هزائم التنظيم التركي في الحسكة والقامشلي على يد الجيش العربي السوري ووحدات حماية الشعب الكردي وقوات المقاومة الشعبية الرديفة ولعل خسارة التنظيم أكثر من 30 قرية خلال أسبوع لا يترك مجالاً للشك بتقهقر التنظيم الذي لطالما حاول بث الرعب في النفوس وصوّرته البروبغندا الأميركية التي تدور في فلكها بأنه لا يقهر فإذ به يتلقى الهزائم الواحدة تلو الأخرى والتي امتدت لنقاط نفوذ التنظيم في حمص وريفها والتي تكشف الأخبار خسائر يومية للتنظيم ، ولا يبدو حال التنظيمات الإرهابية في جنوب سورية بأفضل حال من أشقائها في الشمال والوسط فبعد الصفعة التي تلقاها العدو الإسرائلي في مزارع شبعا يدرك أنه غير قادر على التمادي أكثر بعد انتقال موازين الردع  لمحور المقاومة في اختيار توقيت ومكان عمليات الرد ولعل تصريح نتنياهو بوجوب الرد خير دليل على فشله وعجزه عن أي مبادرة على الأرض تنقذ مجموعات النصرة الجناح الإسرائيلي على الأرض السورية من التهاوي أمام ضربات الجيش العربي السوري.

تسارع التسويات على الملفات الخلافية يؤكد أن مشهد النهايات يقترب والعالم ككل والشرق الاوسط يتغير وروسيا وحلفائها يثبتون إستحالة وجود قائد أوحد للعالم فالأيام القريبة القادمة كفيلة بالكشف عن تفاصيل هذا التغير.

                   

 

 

 

 

2015-02-08 | عدد القراءات 2204