تتبلور تدريجياً صورة التوازنات الجديدة على الساحتين الدولية والإقليمية، ويبدو المحور الحاسم في هذه الصورة، بعدما حسمت واشنطن أمرها بالخروج من سياسة الحروب، تفادياً للأسوأ وتسليماً بحدود قدرة القوة على صناعة السياسة، هو كيف تنظر واشنطن لحدود الشراكات التي تستطيع تقبّلها مع الخصوم الذين واجهتهم على مدار السنوات الأربع الماضية.
بين شراكات موضعية تطلعت واشنطن لتكوّن سقف اعترافها بالدورين الروسي والإيراني الجديدين، وشراكات كاملة تراها روسيا وإيران حقوقاً ثابتة غير قابلة للتفاوض، كانت سنتا الحرب الأخيرتين، منذ الاتفاق على السلاح الكيماوي في سورية، والعودة إلى التفاوض النشط مع إيران كعلامة لسلوك خط التفاهمات، بالتزامن مع حروب الأحجام والأدوار عبر التصعيد الأميركي بتفجير الأزمة الأوكرانية من جهة وحرب أسعار النفط من جهة مقابلة، وإطلاق «داعش» من القمقم التركي، والإصرار على تسوية في سورية تستثني رئيسها كرمز لسيادتها واستقلالها، وتعيد تركيبها على أساس توزعها كعكة ولاءات خارجية، تعرض نصيباً منها على كلّ من روسيا وإيران....تتمة
2015-02-12 | عدد القراءات 2646