اربع عواصم عربية : سعود الفيصل يؤكد كلام نتنياهو ... روزانا رمّال

تعرف الولايات المتحدة جيدا  و معها ايران من هي الدول المتضررة من اي اتفاق بينهما حول الاشكالية النووية التي  استطاعت ايران من خلالها اثبات شيئا واحدا و هو ان التمسك بحق امتلاك طاقة نووية سلمية خيارا و ليس ملفا  خاضعا للبازارات  و التسويات و المفاوضات و اذ بها تنجح بعد سنوات طويلة بالجلوس مع الدول الغربية وجها لوجه للحديث عن هذا الملف الذي ربما لم يكن بمقدورها البحث فيه  بوضع افضل او ظرف انسب  من اليوم لان ايران الامس لا تشبه ايران اليوم على الاطلاق هذا و بالرغم من العقوبات التي طالتها و لم يثبت  انها اثرت سلبا كما كان مفترضا بل انعكست  ايجابا في تحويل الجهود الى العمل الداخلي للاستغناء قدر الامكان عن الخارج في شتى المجالات فقوي الاقتصاد و نشطتت الصناعات خصوصا العسكرية منها .

 

ايران اليوم تحدث عنها كثيرا  كل من سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية و نتنياهو  و لكن المفارقة ان سعود الفيصل هو من اكد على كلام نتنياهو هذه المرة و بنفس الاسبوع و المفارقة ايضا ان الجملة ذاتها التي تجسد  صوريا حتى او "اخراجيا " المعنى نفسه تم استخدامها فامام الكونغرس قال نتنياهو ان " إيران تسيطر حالياً على أربع عواصم: بغداد، دمشق، بيروت وصنعاء. وإذا لم يتم وقفها، فإن عواصم عربية أخرى ستقع في أيديها "

اما سعود الفيصل قال  خلال المؤتمر الذي عقد بعد اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع  جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة   "عبرنا لكيري عن قلقنا من تدخل إيران في سوريا ولبنان واليمن والعراق"، موضحا أن إيران تستولي على العراق ومشجعة للإرهاب، وأن "أمن الخليج يبدأ بالحيلولة دون حصول إيران على النووي".

ليس مصادفة ان يكون الهاجس الاسرائيلي هو نفسه الهاجس السعودي من نفوذ ايران في المنطقة و من غير المكن الا يكون وزير الخارجية السعودي قد اضطلع جيدا على مضمون خطاب نتنياهو الذي برزت فيه لفتته حول سيطرة ايران على اربع عواصم عربية و اذ به يعيد نفس الاشارة و يؤكد للولايات المتحدة ان حلفائك في الشرق الاوسط  معهم اسرائيل تجمعهم الهواجس نفسها و يستشرفون خطر ايران اكثر من اي وقت مضى و يقدمون الاعتراض على الاتفاق المزمع توقيعه معها .

بطريقة او باخرى اكد سعود الفيصل على كلام نتنياهو و على تعاظم قدرة ايران في الشرق الاوسط هذا التعاظم بالنفوذ هو تماما  الذي دفع بالاميريكين بالتفكير بحوار مع ايران و هو الجواب الواضح على تساؤلات طرحت حول دهشة توالي جلسات المفاوضات في فيينا رغم توقع كثيرين  فشلها بداية  و اكد انه و رغم العداوة التاريخية مع هذا النظام الداعم للارهاب حسب تعبير الاميريكيين ان واشنطن  تدرك ان حلفائها  بين اسرائيليين و عرب اصبحوا اضعف من اي وقت مضى و انها بلا شك تحتاج لطرف قوي تجري معه  مفاوضات اكثر ما تحتاجه الولايات المتحدة  نفسها  خصوصا فيما يخص العراق و افغانستان و غيرها من المصالح المباشرة الذي  لا يفيد اي طرف اخر في حلحلتها سوى طهران .

اربع عواصم عربية ...

بلا حرج اكد سعود الفيصل على  كلام نتنياهو امام الكونغرس فالتقت المخاوف و مشاعر القلق نفسها من ايران  و بلا حرج ايضا تخطو الولايات المتحدة اخر خطوات مفاوضات فيينا النووية .

2015-03-09 | عدد القراءات 3751