تحدث ناصر قنديل رئيس شبكة توب نيوز ورئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية في برنامج ستون دقيقة عن خمسة محاور
المحور الاول :المشهد العراقي وتداعياته على السياسة الاميركية في المنطقة :
أشار قنديل أننا في سياق مسار أعلن فيه الاميركيون أن داعش خطر كبير وأن الحرب عليها هو عنوان السياسة الاميركية ، بعدما تيقن القادة الاميركيون من أنه لم ينجح في إضعاف وإسقاط مواقع القوة في حلف المقاومة ولكنه في المقابل أصبح مصدر خطر على كل الغرب والعالم ،وأنه لن ينجح بإسقاط سورية و العراق بل سينجح بإختراق السعودية . وتابع قنديل أنه اذا أدى صمود سورية و العراق كماهو الوضع منذ شهر تقريبا إلى يأس داعش والذي لم ينفع فيه لا إحراق الطيار الاردني ولا العملية في ليبيا بقي البحث عن الإبهار بالنسبة لداعش مشروط بإنتصارات بحجم الدخول الى الموصل وبحجم الدخول الى الرقة و البحث عن البديل لن يكون الا في الاردن طريقاً الى السعودية .
لفت قنديل أن الاميركي لايمكن أن يتحمل نقلة خطيرة في أوضاع المنطقة وبالتالي المنطقي هو المسار الذي كنا نسمعه من الاميركي بأن حملات التحالف الجوية هي لمنع التمدد و الانتشار لتطويق داعش وخلق إرباك في صفوفها لتدمير بعض المقدرات ، لكن في نهاية المطاف استئصال داعش أمر يتوقف على عمل بري .
وأضاف قنديل أن الاميركي يندب حظه مع حلفائه : السعودي المرتبك خليجياً وخصوصاً في اليمن ، و اسرائيل المردوعة من نتائج قواعد الاشتباك الجديدة للمقاومة و التي يشكل اشتراكها بالأصل في حرب من هذا النوع مصدراً للإزعاج وليس مصدراً للحلحلة . فهي مشكلة و ليست حلاً و أمريكا عاجزة عن إرسال قوات برية و حتى لو أرسلت مستشارين و نخب خاصة فإن الفصل الذي يمكن الرهان عليه لبناء قوة برية هو الجيش السوري و العراقي و الإيراني الحرس الثوري و حزب الله .
وتابع قنديل أن أمريكا تريد شرطان , الاول : هو ان القضاء على داعش يتم بيدها و يكون لها نصيب الاكبر و تحتفل بإنجازه . و الشرط الثاني هو ان تستنفذ قدرة داعش خصومها في سورية و العراق و ايران و حزب الله قبل أن تأتي لحظة القضاء عليهم . وأهم من يتوقع أن يرى امريكا ستصفق عندما يدخل الجيش العراقي و الحرس الثوري الإيراني الى صلاح الدين و الدور و العجيل و تكريت فهذا لايفرح الامريكيين لانه يقطع طريق الاستنزاف و يسرق منها راية النصر .
الذي يجري في العراق يقول ثلاثة أشياء . الاول أن الأمريكي يريد الاستنزاف فلم يكن يتوقع أن تحشد مئة ألف مقاتل لمعركة صلاح الدين منهم 20 ألف جندي عراقي و 50 ألف من الحشد الشعبي العراقي أي المجموعات المعبئة من محافظات البصرة و الناصرية و النجف و لكن القوة الضاربة و المركزية التي أغضبت أمريكا هي عصائب أهل الحق التي ترفع رايات حزب الله وصور السيد حسن نصر الله و التي تعتبرهما مرجعها السياسي و الميداني أي السيد الخامنئي هو مرجعها الديني وهو وليها الفقيه لكن لا تتخذ لها شخصية عراقية عنواناً و تتخذ من سماحة السيد للمقاومة على مستوى المنطقة. و هي الفصائل التي قاومت الاحتلال و التي استنزفت الامريكيين يعني تجربة حزب الله في لبنان تتكرر في العراق و نتيجة ذلك عندما رفعت عشائر العراق و زعمائه و شباب السنة صور السيد حسن نصر الله قالوا نحن نقاتل مع هذه المجموعات لأننا لا نخشى منها سلوكاً طائفياً و لأننا نثق بأن عمامة السيد نصر الله هي ضمانة ضد كل سلوك طائفي والنصر معها هو نصر لكل العراقيين .
و هنا أشار قنديل الى أن عمليات الذبح والحرق كانت مدروسة و ممنهجة لإلقاء الذعر في نفس الرأي العام الغربي و لتصور داعش كأنها خرافة لا يمكن لأحد أن يقضي عليها فيأتي أوباما يقوم بهذه المهمة و يعطي حزبه انتصار بالانتخابات و هنا قال السيد لن ننتظر لتكون دماء أبنائنا هي أرصدة الإنتخابات الأمريكية . حلف المقاومة أسقط من يد أوباما هذه اللعبة الخبيثة التي أريد فيها ان يقتل الآلاف من العراقيينن و السوريين حتى تأتي لحظة الاستخدام الانتخابي فنصبح مجرد أصوات في صندوق الإقتراع. أمريكا تموت بغيظها فهي من جلبت هذا العفريت و لكننا سنتكفل بإنهائه فالحرب على النصرة و داعش أُخذ بها القرار و قبل نهاية العام سنكون على موعد مع النصر .
المحور الثاني : السعودية ماذا تريد السعودية من خلال طريقة تصرفها مع الحدث العراقي ؟
أشار قنديل أن قضية السعودية هي اليمن وأن ما جرى في اليمن يشكل للسعودية تهديد لأمنها وهي ترمي بكل ثقلها لإعادة ترتيب الصورة في اليمن حيث يحاول السعوديون شراء عشائر بالمال في مدينة البيضاء من أجل إطلاق النار على المواكب الحوثية ومد الجسور مع القاعدة بالرغم من أنه تنظيم إرهابي بالاضافة لرشوة دول لتنقل سفاراتها من صنعاء إلى عدن وإنصراف المسؤولين السعوديين عن الحديث عن سوريا.
أخيرا بدؤا بالحديث عن الموضوع العراقي وأن تصعيدهم في الملف اليمني هو في الحقيقة ليخدم أهدافهم في العراق وأنه يعلم أن ما يقوم به في اليمن هو فقاعات صابون ..حيث أن إنشقاقات الضباط اليمنيين المدعومين منها لا تأثير لها بدون وجود بعد شعبي, حيث البعد الشعبي في الجنوب إلا للحراك الجنوبي وأنه قد يستقل بصيغة تجعله هو الحاكم بعيدا عن منصور هادي وأن القوة العسكرية الوحيدة في الجنوب هي القاعدة.وكل المحاولات والاغراءات السعودية لإدخال قوات مصرية الى اليمن فشلت.وأيضا جميع محاولات لاسترضاء تركيا للتدخل عسكريا لقيت المصير نفسه.
وأوضح قنديل أن كل هذه البالونات الاعلامية السعودية في اليمن والعراق هي للضغط على إيران لتقبل بالتفاوض معها.ولكن الموقف في حلف المقاومة يقول اننا لم نعد بحاجة الى الغطاء السعودي ولن نبيع دماء الناس من سنة العراق وعشائرها من أجل أن نعيدهم الى الحظيرة السعودية لانهم قوميون عرب أقحاح وقاتلوا الامريكي عندما غزا العراق وهم يقاتلون داعش اليوم ولهم الحق في هويتهم المستقلة وبالتالي القرار هو بأن يكون التعاون مع المرجعية العراقية للعشائر والشباب المقاوم بصورة تبلور قيادةعراقية وطنية قادرة بأن تكون هي الشريك في المعادلة المقبلة دون أن تمر عبر البوابة السعودية والتركية.
وقال قنديل اذا كان السعودي يريد التفاوض على ما يملكه في لبنان واليمن فيمكن التفاوض مع وكلائه كالحريري ومنصور هادي.أما في العراق وسوريا فهي لا تملك شيء للتفاوض عليه مع حلف المقاومة.فحزب الله موجود في سوريا والرئيس الاسد باق رغما عنكم والعراق لم يعد بحاجتكم.اذا فرصة السعوديين الان هي وضع العقل مكان الكيد والا سيخسرون على كل ساحات المنطقة.
القسم الثالث : الإتفاق النووي الإيراني الأمريكي و مدى تأثره بما يجري في العراق
أشار قنديل أنه لا يوجد لدى الامريكي بدائل فهو جرّب الرهان على العقوبات و الرهان على حلفائه . فالتأقلم مع هذا التغيير الجاري في جبهات المواجهة هي فرصة الامريكي الوحيدة . يعتقد الامريكي أن سورية لا تكتمل معالمهما كدولة إلا بإنهاء داعش و النصرة فأناط بالإسرائيلي حماية النصرة و بالتركي حماية داعش و بعدها يستطيع متى شاء أن ينزع الغطاء عنهما و يطلق يد الجيش السوري و من معه من القوى المُساندة لتتمكن دون التورط في حرب مع اسرائيل و تركيا ,من إعادة وحدة الجغرافية السورية وتحت هذا العنوان يُدخل جماعته الى الدولة السورية لكن ما يجري يقول للأمريكي غير ذلك فعملية الردع التي نفّذتها المقاومة وضعت قواعد اشتباك جديدة و فرضت على الإسرائيلي رؤية الجيش السوري يتقدم و يسقط مواقع النصرة و هي تخسر مقاتليها المدربين الذين من الصعب تعويضهم. كما حدث في ريف إدلب مؤخراً بتصفية قادة النصرة في عملية للجيش السوري .
و بالتالي سقطت خطة إدخال هياكل شكّلها الامريكي و أراد لها أن تبقى و لاتُزال إلا بقراره ليقبض ثمنها بتدخله في تركيبة الحكم السورية تحت عنوان إعادة هيكلة الجيش و القوى الأمنية و إدخال هذه المليشيات فيهما كما في خطة دي مستورا لتجميد القتال في مناطق متعددة في سوريا .
و هنا قرر الأمريكي خفض سقفه التفاوضي تجاه العراق و سورية و هنا سنرى العراق يفرج عن كل مخزون السلاح الذي طلبته الحكومة العراقية و سيسلم الطائرات الحربية وسيرسل الصواريخ اللازمة لطائرات الأباتشي بعد قرار الكونغرس منع تسليمها و سيعطي الامريكي كل الفرص الممكنة لمشاركة الحكومة العراقية في هذه الحرب.ليحاول أن يناقش كحليف تحصيل جزء من عائدات النصر وكذلك الامر في سورية سيخفض السقف التفاوضي و سنرى الإئتلاف ذاهب بأكمله الى موسكو . بالتالي سنرى الامريكي يسارع الى التوقيع مع إيران بضوء ما يجري في العراق و سورية .
القسم الرابع : مستقبل نتنياهو
قال قنديل أن نتنياهو يُدرك جيداً هو و كل أركان العملية السياسية في إسرائيل أنه لم يعد أي منهم مشروع سياسي يعني لا مشروع حرب , و ليس لديهم أيضاً الجرأة على الإعتراف بعدم قدرتهم على هزيمة حزب الله و سورية .
نتنياهو حاول طرح حل في ظل عدم قدرتهم على القيام بحرب أو سلم حاسمين . هذا الحل هو حرب استنزاف تؤخر تنامي قوة الخصوم و الأعداء, بدأها من الجبهة السورية كي لا يتورط بحرب مع حزب الله , فكانت عملية القنيطرة كرهان .
و راهن أن بعدها يستطيع إحياء المفاوضات الفلسطينية .لكن بفشله تغيرت معنويات الفلسطينيين و ذهب الى أمريكا و ليس بين يديه أي بديل .
وأشار قنديل أن الإنتخابات القادمة في الكنيست لن تأتي على الإطلاق بكتلة قادرة على تشكيل حكومة و سنكون أمام كنيست من 120 مقعداً موزعاً على 20 كتلة و ستكون أكبر كتلة نيابية من 20 نائباً و سيستعصي على أحد أن يحصل على أغلبية كافية لتشكيل حكومة , فتتشكل حكومة إئتلافية بالتناوب على الرئاسة بين فريقين متناقضين و ستذهب إسرائيل الى التآكل و التشظي و غياب القرار و السياسة .لأن حكومة لمّ الشمل هي حكومة بلا سياسة و بدون استراتيجية . و سنكون أمام كنيست مُمزّق , حتى بعد أشهر من محاولات تشكيل حكومة لن تنتهي إلا بصيغة إما إعادة حلّ الكنيست لإنتخابات جديدة أو حكومة جامعة يتقاسم فيها الرئاسة فريقان و لن يستطيع أحدهما بمفرده تشكيل حكومة .
القسم الخامس : الذعر الأوروبي من عودة الإرهابيين الدواعش .
تحدث قنديل أننا نسمع كلام اوروبي عالي الوتيرة عم حجم القلق و الذعر من عودة الارهابيين إليها ."فالديلي تغراف "نشرت تقارير عن أن عدد البريطانيين العائدين أكثر مما صرحت به المخابرات البريطانية و أيضاً تصريحات رئيس الحكومة الفرنسية عن تقديراتهم لعدد من يقاتلون في صفوف داعش من الاوربيين هي أكثر من ثلاثة آلاف , لكن الخطر الأكبر أنهم سيصبحون عشرة آلاف في نهاية العام .
و هنا أكّد قنديل أن التوسّع و الانتشار لفكر داعش و الذهاب اليها لا علاقة له بمشروع الخلافة و لا برغبة العودة للبلاد العربية و الإسلامية و لا بإدعاء الأوربيين أن الأزمة السورية هي السبب و تعاطفهم مع ما يجري فيها , و لا بالخلاف السني الشيعي في العراق .
وتابع قنديل الآن يعترف رئيس الوزراء الفرنسي أنهم يأتون الى العراق و سورية ليتدربوا فقط و ليمتلكوا خبرات بعيداً عن المراقبة و ليتجمّعوا و يختاروا قياداتهم و يرجعوا الى القتال في بلدهم الأصلي . فهم يستغلّون سماح الحكومات الاوروبية ليقاتلوا في بلداننا بوهم هزيمة سورية الذي أعطاهم أملاً في الإنتشار و التمدد في الجامعات للتعبئة تحت عنوان( الجاليات الإسلامية التي تتعرض للظلم والعنصرية ) و هنا نتحدث عن خمسين مليون مسلم في اوروبا يصل اليهم هذا الخطاب , فرقم عشرة آلاف قليل . لأن هذا الخطاب قادر أن يُعبىء مئة ألف ليتدربوا و يرجعوا إليهم . و خاصة إذا حُسمت الحرب هنا . فهذا هو سبب الذعر من قبل الحكومات الاوروبية .
وأوضح قنديل هنا أنه لا يواجه هذا التداعي الخطير بالأمن بل بممارسة المواطنة و حقوق الإنسان و مواجهة الثقافة العنصرية لدى بعض التيارات اليمينية الفاشية في أوروبا كحال مجلة "شارلي ايبدو "التي هي ضد كل ما هو مسلم و عربي .و يواجه هذا التداعي الخطير أيضاً بإيقاف سياسة الإنحياز لإسرائيل و إيقاف تسليم منابر المساجد للوهابية و الاتراك و القطريين .
واختتم قنديل فالسياسة و الخطة الفاشلة لهم بعمل مواجهة بين مسيحيي المشرق الهاربين من الحرب و الذبح و بين مسلمي المغرب الخاضعين للتمييز العنصري ,هذه المواجهة لن تحدث لأن مسيحيي الشرق سيعودون معززين مكرمين و سيحتضنهم مسلمو المشرق .
تحرير: ب ف
2015-03-10 | عدد القراءات 3561