ما بعد موسكو خيارت الحسم في إدلب واليرموك ..... مقدمة نشرة أخبار توب نيوز بقلم سعد الله الخليل

بعيداً عن النتائج والتوصيات والقرارات والخطوات التنفيذية التي عادة ما يخرج عنها أي لقاء أو مؤتمر والتي تعلم الأطراف المشاركة غيرها يقين العلم أن جزءاً كبيراً مما صدر يبقى حبراً على ورق وربما لا يخرج لقاء موسكو 2 التشاوري في موسكو بين وفد الحكومة العربية السورية ووفود المعارضات من هذا السياق من حيث النتائج الملحوظة , إلا أن اللقاء كما وصفه رئيس وفد الحكومة الدكتور بشار الجعفري قد شهد أجواء حافلة بالنقاشات وأفضت الى قواسم مشتركة وتبادلا مثمرا وجديا وعميقا للآراء والافكار وهو ما أكده أيضاً أطراف في المعارضة السورية المشاركة في اللقاء.

اللقاء والنقاش وتلاقي الأفكار والإجماع كلها نتائج تحسب للملتقى كخطوة في كسر جليد الأزمة السورية والتقدم في مسار التسوية السلمية للأزمة السورية بالتزامن مع مكافحة الإرهاب الذي أجمع المشاركون على وجوب دعم جهود مكافحة الإرهاب كأولوية سورية ضامنة لأي تسوية حيث يدرك المجتمعون في سورية أن لا جدوى لأي عمل سياسي دون الحد من نفوذ المجموعات الإرهابية المتطرفة والتي لا تفرق بين معارض ومؤيد.

على الأرض ثمة تطورين بارزين يقدمان النموذح الأنقى لصحة تلك الرؤية في كل من إدلب ومخيم اليرموك ففي إدلب أنهت جبهة النصرة هرطقة ما يسمى المعارضة المسلحة المعتدلة والتي دأب منظروها لتلميعها كمن يرش على الموت سكر محاولاً تسويق حلاوته , وفي مخيم اليرموك وضع دخول تنظيم داعش المخيم بتسهيل شقيقته النصرة حداً لمحاولة جناح حماس العسكري والمسمى أكناف بيت المقدس السيطرة على المخيم والتضيق على باقي الفصائل الفلسطينية بل والاشتباك معها في بعض الأحيان ما دفعها للتقارب مع الفصائل مرغمة بعد إعدام داعش قيادات الأكناف.

حاولت عناصر حماس الأكناف والمتورطين في الدم الفلسطيني والسوري ممارسة لعبة التذاكي الحمساوية المعتادة بتسليم أنفسهم للدولة بما يوفر عليهم عبء مواجهة داعش والنصرة من جهة ويبعد قيادتها السياسية ايضاً عن حرج مع رعاتها الجدد في قطر والسعودية وتركيا.

لعبة التذاكي لم تمر على القيادة العسكرية التي رفضت العرض ووضعتهم أمام مسؤوليتهم بالدفاع عن المخيم ووفرت لهم الدعم اللوجستي أسوة بباقي الفصائل الفلسطينية ، وللتذكير فإن القيادة السياسية لم تسمح يوماً لحماس في ظل العلاقات المتينة مع دمشق بناء معسكرات تدريب خاصة بل كانت تدرب كوادرها في معسكرات الجبهة الشعبية , القيادة العامة والتي ساهمت حماس في اقتحامها مع المجموعات الإرهابية في بداية أحداث ريف دمشق .

إجماع الفصائل الفلسطينية قوبل بدعم سياسي فلسطيني وسوري على وجوب إنهاء معاناة المخيم بعد تعثر وإجهاض كل محاولات الحل السلمي وإطلاق عملية عسكرية تدفع بالجيش السوري لاقتحام المخيم بما يتماشى مع طموح أعداء سورية لاستثمارها وتصويرها إجتياح سوري للمخيمات.

في ظل الإرادة السورية الدائمة بدعم الفلسطينيين للحفاظ على هويتهم وحقهم في العودة تدرك القيادة السورية السياسية والعسكرية خطورة التورط في المخيمات الفلسطينية وهو ما دفعها وسيدفها للبقاء خارج المخيمات دون أن تترك الفصائل وحيدة في معركتها والعمل وفق معادلة دعم الفصائل في معركة إستعادة مخيماتهم.

في إدلب تبدو تباشير العملية العسكرية القادمة للجيش العربي السوري واضحة للعيان ومعركتها فيها مشروعة 100% بعد سيطرة تنظيم جبهة النصرة على المدينة النصرة الموضوعة على لوائح الإرهاب الدولي كداعش فلا غبار على العملية حتى في المنظار الأميركي وربما تقطع العملية العسكرية في إدلب اليد التركية في الدعم الإرهابي بعد أن سال لعاب آردوغان الإخواني من الصفقات والاتفاقيات التجارية مع إيران والتي تأتي في ظل إدراكه حتمية خسارة معركته في سورية والأحمق وحده من يرفض القبول بتعويض يبدو مشرف في نهاية جولة خاسرة عادة ما تكون مكافأتها صفرية.

ما بعد موسكو2 ليس كما قبلها , توافق وإرادة سياسية في الحل السلمي وحزم في الميدان في اليرموك وإدلب ومن شاء السير مع الريح يكسب ويصل بر الأمان بسرعة , ومن يعاندها يبقي في الميدان وحيداً ويعرض أجنحته للتمزق.

                  

                  

 

 

 

2015-04-09 | عدد القراءات 2222