باعلان هيلاري كلينتون ترشحها الى الانتخابات الرئاسية الاميريكية عن الحزب الديمقراطي كواحدة من مرشحيه الابرز و الاقوى تدخل معركة الانتخابات الرئاسية الاميريكية مرحلة تامين الارضية الناجحة لكلا الحزبين للفوز بالرئاسة و بالتالي بذل ما يمكن من المجهود القادر على بروز المرشح كخيار اقوى عند المواطن الاميريكي.
بدورهم اعضاء الحزب الجمهوري ممن يطمحون لكسب الرئاسة بدأوا بطرح اسمائهم بين اروقة الحزب و منهم من اعلن رسميا.
اسم هيلاري كلينتون يبقى الاقوى اميريكيا حتى الساعة و على الجمهوريين بالتالي طرح اسما موازي و مؤثر عند الراي العام الاميريكي نظرا لما تتمتع به السيدة كلينتون من مكانة سياسية و شخصية حاضرة في المجتمع الاميريكي منذ سنوات طويلة منذ بروزها كسيدة اميريكا الاولى وصولا الى دورها المتقدم بالحزب الديمقراطي الذي خولها الحصول على منصب وزيرة خارجية و هي التي سعت مسبقا للوصول الى الرئاسة و بالتالي قد تتسع حظوظها بالتفوق بين افراد حزبها او مرشحيهم اليوم اكثر من اي وقت مضى و تكون اول سيدة اميريكية تفوز بالرئاسة.
و على ان المرشحين الاميريكيين بدأو بتقديم اعتمادهم لدى الشعب الاميريكي فهم بهذا يعلنون ان العين على الرئاسة بدأت و بالتالي يعلن باراك اوباما معهم ان استحقاقه هو ايضا قد بدأ .
يقع على عاتق الرئيس الاميريكي الحالي باراك اوباما مسؤولية السعي لابقاء حزبه في سدة الرئاسة فالمواطن الاميريكي لا يزال حتى الساعة الاكثر قدرة على ايصال المرشح الاشد تاثيرا و افادة للمجتمعه او وطنه منه الى حسابات حزبية ضيقة و بالتالي يحاسب الشعب الاميريكي الحزبين حسب تجاربهما .
تفرد اوباما في فترة حكمه بالتميز و استطاع حجز هالة او مكانة يذكره فيها تاريخ اميريكا الحديث خصوصا في الدورة الثانية حيث يسعى الرئيس الاميريكي عادة فيها الى العمل جاهدا لترك وراءه بصمة يذكره فيها الشعب الاميريكي دائما و بالتالي فان اوباما الباحث دائما عن كسر التقليد الاميريكي و الرافض التمسك بخطوط حمر نجح في رسم سياسة الانفتاح على طرح الملفات كافة على الطاولة مهما تحسس منها المضطررين و المنتفعين على السواء من السياسة الاميريكية .
استطاع اوباما حجز هذه المكانة للتاريخ و هو على ما يبدو مستمر في تخطي القيود و بالخروج عن المالوف , الا ان نجاحه في الملف النووي الايراني يبقى اكثر الادلة على المرحلة التي استطاع اخذ واشنطن اليها فالحديث مع ايران الذي كان مستحيلا اصبح واقعا اليوم و العلاقات الطبيعية تقترب اكثر من اي وقت مضى لتسلك طريقها بين البلدين .
المصلحة الاسرائيلية التي كانت تتفوق في بعض الاحيان على بعض مصالح الولايات المتحدة حسب ولاء المرشحين الذين يفوزون باصوات يهود اميريكيين كانت ايضا احد اشكال التحول الذي اصر عليه اوباما مع حليفته اسرائيل و حتى مع حلفائه العرب .
المرحلة الجديدة التي فتحها مع "كوبا" ايضا تسجل لرصيد الرئيس و ان كان هذا الملف يتعرض من اعضاء الكونغرس كمجمل القضايا الى انتقادات و مواجهة عراقيل دستورية و قانونية .
استحقاق اوباما الحقيقي بدأ اليوم و مسؤولية احتفاظ حزبه بكرسي الرئاسة تحدي كبير بالنسة له و اذا كان الحديث عن ملفات بهذا الحجم هو تاريخ اوباما فان الوقت الى ان يحين موعد الانتخابات في 8 نوفمبر 2016 لا يكفي نظرا لدقتها و حساسيتها و بالتالي سيسعى اوباما الى كسب الناخب الاميريكي الى جانب حزبه عن طريق استكمال خوضها حتى النهاية.
بعد توقيع الاتفاق النووي مع ايران سيكون امام اوباما فرصة فرض ايران شريكا في المنطقة امام المجتمع الدولي للقضاء على الارهاب حتما و هو ليس امام خيارا اخر لكي يبرر امام شعبه المنفعة السياسية الاقتصادية حيث الاسواق الكبرى التي ستفتح بين البلدين و معهما الاوروبيين وصولا الى الامنية منه و التي يتفرع منها حماية القواعد الاميريكية في الخليج من خلال الاتفاق و العمل الجدي مع شريك قادر على البت في الارهاب .
القضاء على "داعش" سيكون اكثر الاستحقاقات جدية بالنسبة الى الاميريكي لاستخدامها ورقة لفوز الحزب الديمقراطي في الانتخابات خصوصا بعد تسهيل ارضية نجاح الاستحاقاق على نار هادئة مع الايرانيين .
لا يهم الرئيس الاميريكي في سياسته في الشرق الاوسط و من خططته التي تتبدل حسب المصلحة الحزبية في غالب الاحيان و لو كانت على حساب الشعوب المظلومة سوى حجز مقعدا في الانتخابات الاميريكية و عليه لا يمكن استبعاد فجاة الاعلان عن نوايا اوباما الحقيقية بالقضاء على الارهاب جديا بالتعاون مع شركائه القادرين على ذلك في المنطقة و هم طهران و انقرة و ربما دمشق و هو بهذا سيتوج بطلا اميريكيا تماما كما استطاع القضاء على بن لادن في بداية حكمه فيبدأ بذلك تسديد وعوده التي جاءت في برنامج عمل الرئيس الاميريكي .
القضاء على المجموعات الارهابية المسلحة و احتوائها بين القاعدة و ابنائها من داعش و غيرها هدف اميريكي رئاسي مقبل للحزب الديمقراطي و ذلك لاضافته الى باقي الانجازات فيتمظهر امام العالم نجاحا حقيقيا في ملف قضاء فريق اوباما على الارهاب او اقله النجاح في تخفيف تمدده في العالم و لو باسف انتظار الشعوب لما لا يسجل سوى " ورقة انتخابية " بيد مرشح رئاسي اميريكي ..
2015-04-13 | عدد القراءات 2197