كتب نصر قنديل
91 - حرب الشرق الاوسط ؟
- أعلنت القيادة العسكرية الإسرائيلية عن غارة قام بها طيرانها على ما وصفته بقافلة تنقل أسلحة ومعدات حربية من سوريا إلى لبنان و سربت مواقع إسرائيلية أن المقصود صواريخ دفاع جوي مرسلة من الجيش السوري الى حزب الله فيما أعلنت مواقع اكثر إلتصاقا بالمخابرات الإسرائيلية تنتشر في واشنطن ولندن ان الهدف قافلة تنقل جزءا من الترسانة الكيميائية السورية الى حزب الله عطفا على كلام اميركي وإسرائيلي سابق بعدم السماح بحصول هذا الامر ، و بدا واضحا إستنفار الآلة الإعلامية الإسرائيلية لمواكبة أحداث يتوقع تعاقبها بعد العملية كما بدا ان سلاح الجو الإسرائيلي المستنفر في الأجواء الفلسطينية و اللبنانية جزء من هذا التحسب أو التوقع أو الإحتمال بصورة تشبه ما جرى قبيل حرب تموز 2006
- أعلنت القيادة العسكرية السورية عن قيام الطيران الإسرائيلي بغارة إستهدفت موقعا حيويا للبحوث العلمية في ريف دمشق نافية نافيا قاطعا الرواية الإسرائيلية وإعتبرت الغارة تطورا خطيرا في مسار الأزمة السورية يجعل إسرائيل التي إتهمتها سوريا بالوقوف وراء الجناعات المسلحة تظهر مباشرة كطرف في الحرب على سوريا
- الجيش البناني المعني بالاشارة الى ان الغارة وقعت على نقطة حدودية بين لبنان وسوريا نفى نفيا قاطعا حدوث اي غارة غلى الاراضي اللبنانية او نقاط الحدود او ما يقرب منها
- وزارة الدفاع الأميركي اصدرت بلاغا غير معتاد يؤكد حصول الغارة الإسرائيلية ويضيف أنها إستهدفت قافلة تنقل عتادا عسكريا من سوريا إلى لبنان بصورة تؤكد وفقا لخبرات من يتابعون سلوك الجيش الأميركي ان الغارة تمت بتنسيق مسبق بين تل ابيب وواشنطن وبالضرورة ضمن سيناريو يتعدى الغارة كحدث منفرد
- موسكو عاجلت باصدار بيان يدين الغارة الإسرائيلية لكن وبصورة أيضا تدل على خطورة الموقف لم تعتد الخارجية الروسية إعتماده دعت موسكو دمشق وحدها لضبط النفس والأهم عدم المسارعة للرد مما يشير إلى تبلغ موسكو عزم دمشق على الرد ورغبة موسكو إبلاغ من يلزم بذلك
- كل المؤشرات تعني أن الوضع في الشرق الأوسط يدخل أكثر مراحله خطورة منذ بدء الأزمة في سوريا وأن تسارع التطورات يمهد لرسم مشهد جديد
- الثابت أن الأزمة السورية دخلت مرحلة العجز عن كسر الطريق المسدود لمشروع اسقاط النظام وان التنامي المتصاعد لدور تنظيم القاعدة في الجسم المسلح للمعارضة صار قضية توازي وربما تتقدم على تصفية الحساب مع نظام الرئيس بشار الأسد والسعي لإسقاطه كما الواضح أن لعبة التقسيم والنفخ بها صارت مصدرا لخطر أكبر يتهدد وحدة كيانات مثل السعودية وتركيا ويضع بيد إيران عبر إمتدادات سياسية و إجتماعية ودينية مصير نفط الخليج وساحل المتوسط
- الواضح أن الأزمة الإيرانية مع الغرب تصل أيضا إلى نقطة حاسمة حيث لا العقوبات ولا الحصار ولا التهديد بالحرب القدرة على تعديل التوازن ولا بد من التفاهمات التي تنشئ مساحة للمصالح المشتركة
- الواضح ايضا و ايضا ان روسيا القوة الصاعدة مدركة لحجم الدور الذي منحها إياه الوقوف مع سوريا والإفادة من الدعم الإيراني لموقع سوريا
- العالم الجديد والشرق الأوسط الجديد يولدان من رحم مخاض الأزمة في سوريا وعناصر التحول نحو حل سياسي يقوم على التفاوض مع الرئيس بشار الأسد والإعتراف ببقائه وشرعيته و نصره على الحرب التي شنت ضده بات امرا لا مناص منه وأن تداعيات هذا الإعتراف هي التي تؤخر حدوثه وصعوبة تموضع الأطراف المتورطة في الحرب إقليميا و دوليا يصل في بعض الحالات حد الإستحالة
- حلف الخاسرين يجب أن يتحرك وأن يجد بدائل ومن قوى هذا الحلف من يجب ان يستعد لمرحلة ما بعد التفاوض كي لا يكون من حلف الخاسرين فيكون له نصيب ويكون قد شارك في تجهيز مائدة التفاوض بملفات لا يمكن تجاهلها
- إسرائيل هنا لاعب هام واساسي اشد اهمية من تركيا والسعودية وقطر في التموضع والقدرة على الحراك و خشيتها من نتائج كل التغييرات التي تستعد لها السياسة الخارجية الأميركية خصوصا بعد سقوط دور إسرائيل الشريك في الملف الإيراني بسقوط اهليتها للتهديد بالحرب بعد فضيحة حرب غزة وعجز القوة الإسرائيلية عن تحمل خمسة صواريخ على تل ابيب وبصورة أخص بعد تسليم ملف الحرب والسلم اميركيا لثنائي كيري – هاغل الذي يرى أن العجرفة والتعنت الإسرائيليين باتت عبئا على واشنطن
- إسرائيل تعرف أن الإعتراف بعودة سوريا للتعافي بوجود إيران قوية وحزب الله المدجج بالسلاح تعني عودة خطر حرب شبيهة بحرب تشرين 73 وبخطر مضاعف ولو بعد سنوات وان ردع هذا الإحتمال سيكون مستحيلا لو مر التفاوض الأميركي الروسي حول سوريا وفقا لما تعده موسكو وأن الدخول على خط التفاوض يجب أن يتم الان وان تقدم إسرائيل أوراق إعتمادها لواشنطن كطرف قادر على تعزيز موقع واشنطن بلا أكلاف وتقديم ملفات من نوع مستقبل السلاح الكيميائي والخبرة النووية وسلاح الصواريخ البعيدة المدى وتسليح حزب الله كسلة تفاوضية عبر التلويح بخطر حرب إسرائيلية تهدد بها واشنطن لفرض هذه البنود التفاوضية
- الأزمة السورية في طريق الإياب تستعيد ما كان واضحا في طريق الذهاب وهو أمن إسرائيل ما بعد الإنسحاب الأميركي من افغانستان والواضح ان ما قدمه حكم الأخوان في مصر ومعه تحالف تركيا وقطر بجلب حركة حماس إلى بيت الطاعة لم يوفر الثقة الكافية لإسرائيل بمستقبلها
- سوريا وحلفاؤها من إيران إلى حزب الله في اعلى درجات الإستنفار والإتصالات الروسية الأميركية على اعلى المستويات و الحرب قد تقع بأي خطوة غير محسوبة وسوريا لن تفرط بمصادر قوتها كما تحلم إسرائيل التي قد تنجح بضربات محددة لأسباب تقنية لكنها لا تستطيع التكرار ولا التراكم النوعي لإنجازات عسكرية مما يعني أن أي رد متوقع أو محتمل سوريا يقترب في الواقع من فرضية حرب.
- الحرب فرضية تتقدم كمؤشر على تعافي سوريا وقرب خروجها من الأزمة لكن الحرب ستغير الداخل السوري بقوة ويصبح قبول رئيس إئتلاف الدوحة بالحوار مع النظام شانا بسيطا بما سيقوله الآخرون أمام حرب إسرائيلية.
- الإحتمال الكبير ان تتمكن موسكو وواشنطن من كبح جماح الإنزلاق نحو الحرب لكن بالبحث عن ربط التفاوض حول سوريا والتفاوض حول السلام في الشرق الأوسط وثمة من يقول أن إسرائيل بعد فضيحتها في حرب غزة صارت ناضجة لشروط واشنطن للسلام وثمة من يقول إن الحرب أفضل سبل النضوج للسلام.
2013-01-31 | عدد القراءات 2374