المطرانين والراهبات – مقدمة نشرة أخبار توب نيوز – 7-12-2013- ناصر قنديل

 

كلما حط رحال اللواء عباس إبراهيم مدير العام الأمن العام اللبناني في الدوحة أو في أنقرة علينا ان نتوقع تحركا حثيثا على ملف من الملفات الأمنية المتراكمة على ضفاف الأزمة السورية وخصوصا ملفات المخطوفين والمفقودين .

قضية خطف الراهبات من دير ما تقلا على يد جبهة النصرة تعدت  الصدى الذي خلفته القضايا المشابهة وأعادت إلقاء الضوء على قضية المطرانين المخطوفين بقوة وهذه المرة يتغير الرأي العام الغربي المسيحي بقوة أيضا لصالح الضغط على الحكومات المتورطة مع المجموعات المسلحة وسؤالها ماذا فعلتم لحماية الوجود المسيحي في سوريا الذي بات مهددا ببقائه وأمن ناسه ومقدساته وكتائسه و أرزاق و ممتلكات المسيحيين .

الفاتيكان والبابا فرنسيس الأول ينتقلان من التعامل مع القضية ببعدها التقني كقضية مخطوفين أو بعدها الإنساني كدفاع عن حق الحياة وحق الحرية والكرامة لكل الناس و بالضرورة الجسم الكنسي إلى كون قضية الخطف جزءا من إستهداف منهجي للوجود المسيحي لا يمكن التعامل معه بالمفرق .

أجواء الفاتيكان تتحدث عن تحرك رسمي وديبلوماسي على الحكومات الغربية للتحذير من مواصلة أي دعم لجبهة المعارضة ما لم تثبت هذه المعارضة إستقلاليتها وتبرؤها من الجماعات التي لم تعد مخفية الإسم والهوية ولا مكتومة المشروع وهي تصرح بإسمها علنا وتعبر عن تطلعاتها لضرب الوجود المسيحي علنا .

الهجوم على معلولا وقبله الهجوم على صدد والإستهداف اليومي بقذائف الهاون لأحياء القصاع وباب توما الدمشقيين وسقوط الشهداء والجرحى أمر لا يتصل بضرورات عسكرية بل بسعي مبرمج لتهجير المسيحيين وتدمير نسيج علاقتهم ببلادهم  تصب في خانته قضية الراهبات  والمطرانين .

البث الحصري لشريط مسجل للراهبات المختطفات سلمه الخاطفون لقناة الجزيرة يعيد  التذكير بألفلام مشابهة لمخطوفي أعزاز وبثها على قناة الجزيرة وما يحمله ذلك من رسالة مباشرة بالعنوان الذي يجب أن يفهمه كل المعنيين وهو أن التفاوض يجري عبر قطر أو أنه لن يتم و بالتالي يأتي سفر اللواء إبراهيم في توقيت يفضي لليقين بأن البحث يدور في تفاصيل صفقة جديدة قد يكون عنوانها في البدء قصية المطرانين و لما نتثبت من صدق النوايا يبقى التحقق من حسن الأداء وصولا لفتح الطريق لقضية الراهبات بهدوء.

كم في هذه المعارضة من القادة لا يعلم علم اليقين أن زمانها في جنيف قد إنتهى بتمرد آخر الكتائب المسلحة على تشيكلاتها وإلتحاقها بالقاعدة  و أن الضربة القاضية كانت قضية خطف الراهبات .

2013-12-07 | عدد القراءات 3206