فجأة وقبل أن تكمل الحرب السعودية على اليمن شهرها الأول يعلن نجم عاصفة حزم أل سعود أحمد بن حسن عسيري إنتهاء الغارات الجوية بعد سبعة وعشرين يوماً من المجازر بحق المدنيين ،بتحقيق غايتها في وقف التهديد الحوثي للمملكة والدول المجاورة ،بما يخالف تصريحات عسيري خلال الأيام الأولى والسقوف العالية التي طرحها بأن الحوثيين لن يجدوا ملاذاً أمناً يحميهم وغيرها من الأهداف التي لم يتحقق منها شيء ،باستثناء الدمار والقتل بدم بارد ،وهو ما اعتاد عليه أل سعود خلال حروبهم العبثية في المنطقة والتي لم تثمر سوى انتصارات وهمية في سورية واليمن والبحرين.
فشل عسيري في طلته الإعلامية اليومية الأخيرة في رسم صورة السعودي المنتصر ، رغم زهو رايات الدول المشاركة في حرب بلاده المنتصبة خلفه والتي تعيد للأذهان راية دون كيشوت في حربه العبثية ضد طواحين الهواء.
ربما أوحت الصحارى والرمال وأموال النفط خلال عقود من الزمن لآل سعود أنهم فرسان ،وربما أوهمتم واشنطن بذلك فصدقوا الحكاية ،وساروا في الرواية واقتنعوا بالريادة ،فاختلقوا عداوة وهمية مع إيران لنقل الخيال إلى الواقع ، فلا فارس بلا حرب هكذا تقول الحكاية ،وامتطت الوهابية حصانها الهزيل غير القادر على المشي ،ومضت مع كل سقوط تغير إسمه من القاعدة إلى داعش مروراُ بجبهة النصرة عل الأسماء تغير شيئاً في الحقيقة المرة.
يتشارك آل سعود ودون كيشوت بحياة الخيال ورفض الواقع والرغبة في العيش خارج الزمان وسيطرة الرغبة على العقل وهو ما بدا جلياً بحروبهم في سورية واليمن ،رغم قدرة سلاحهم الصدء على ارتكاب المجازر وسفك الدماء وافتعال الموبقات ،حروب تثبت يوماً بعد يوم استحالة السير فيها حتى النهاية ورغم خسارتها الواحدة تلو الأخرى فإنها تصر على المضي بعبثيتها في سبيل النصر بمعركتها الوهمية مع إيران والتي فشلت بتعطيل نجاحها النووي وتثبيت طهران كقوى نووية بما يؤهلها للعب دور إقليمي وعالمي كبير يسمح لها بتكريس وتثبيت شراكتها في الخليج فيما ترسخ الهزيمة السعودية دور الحوثيين المحوري في اليمن كقوة وازنة في صناعة القرار اليمني ويمنح اليمنين الفرصة لبناء دولة حقيقية بعيداً عن التبعية السعودية وهو ما يفسر حجم الحقد السعودي في إرتكاب المجازر بحق أبناء اليمن.
في القاهرة تمضي الجامعة العربية باجتماعات تشكيل القوة العربية المشتركة لمواجهة التحديات العربية المقبلة وحماية الدول المشاركة فيها من أية أخطار, كما أعلن نبيل العربي "سانشو" العصر الجديد صديق "دون كيسعود" الصدوق ورفيق حربهم والطامح لتنصيبه حاكماً أو أميراً وربما رئيساً بحسب وعد آل سعود الخرافي , العربي رأى بان خصوصية المنطقة العربية تمنحها حق الدفاع عن النفس في وجه عدو لم يعلنه.
أمام فشل حروب الرياض تبدو الفرصة مواتية لركوب قطار التسويات وضمان موضع على ضفافها وربما شكل الامتناع الروسي عن التصويت على القرار اليمني في مجلس الأمن مقدمة تسمح للسعودية بالتراجع والإنضمام للتحالف الحقيقي لمواجهة الإرهاب الذي خلقته في سوريا والعراق أو يترك "دون كيسعود" الفروسية ويشتغل بالرعي ويعلن أسفه عن جنونه مردداً ما قاله دون كيشوت " العقل أغلى كنز يملكه الانسان وأنا أهدرته بجنوني".
2015-04-22 | عدد القراءات 2315