صباح الخير لثلاث سنوات مضت
في مثل هذا اليوم كتبت مصر ومضت
كانت القاهرة شعلة نار ومضت
وكان النص ممهورا بتوقيع جمال عبد الناصر
وكانت القاهرة تقاهر
تقهر أعداءها و تنصر الأمة و تنتصر لفلسطين
وترفع رايات الحق للمقهورين
حتى جاءها المكر الأصفر
كما جاء لتونس وليبيا ريح تصفر
و الشعب الواثق من نظافة فكره وعزمه والمراد
يهتف اذا الشعب يوما اراد
واذا جاءه شعار جديد وافد دخيل غريب الكلام
الشعب يريد إسقاط النظام
بدلا من الشعب يريد الحريات العامة
والشعب يريد السيادة وعنفوان الكرامة
والشعب يريد حكما يكافح الفقر والجوع
والشعب يريد أن يبقى صوته المسموع
جاء المكر الأول بان الشعب يريد إسقاط النظام
وعندما يسقط ليس مهما ما سيأتي ولا قيمة لباقي الكلام
سيقال للشعب أنهيت المهمة بنجاح والسلام
و سيقال الشعب يريد الإنتخابات
كذلك ليس مهما وكيف ووفقا لأي نظام و حسابات
من يشتري الأصوات بالرز والسمن والزيت و السكر
ومن يستخدم المساجد ويحشد الناس تحت شعار الله أكبر
ومن يصنف المنافسين كفارا و ويشعوذ بإسم الدين ويرحل
ويلغي كل نقاش عن المستقبل
بشعار براق الإسلام وحده هو الحل
وهكذا يسرق الثورة الأخوان
بحساب دقيق لكفة الميزان
بتفاهم بين قطروالعثماني وإسرائيل والأمريكان
كانت الخطة سرقة نبض الشعوب
و تضييعيها في الزواريب والدروب
وتحت شعار الإسلام
منح إسرائيل السلام
فيصير باسم الثورة وباسم الشعب وباسم الدين
التوقيع على صك بيع فلسطين
وتكون ليبيا وتونس حاميات الميسرة
و اليمن ميمنة الحماية والسعودية المدبرة
وقطر خلفية القاعدة والثورة المظفرة
و الديقراطية من مشيخات الخليج مسخرة
لكن في مصر شعب وجيش وقضاء
وفي مصر يمكن للخديعة ان تمر يوما لكنها ليس قدرا وقضاء
و يمكن لكافور أن يحكم لكن لا يمكنه البقاء
و نواطير مصر ما نامت عن ثعالبها بالإذن مما قال المتنبي
ففي مصر صار جيل تربى على عبد الناصر وخطابه العربي
و في مصر جيش جسور وقضاء ذي حضور
و دولة عميقة تعرف ما خفي من الأمور
و في الوقت المناسب
تعرف مصر أن تحاسب
فهي كالنيل قد ينام عقودا بلا الطوفان
وقد يأتي طوفانه في العام مرتين بلا إستئذان
لا تنبئ مصر بمواعيدها
وها هو عبد الحكيم عبد الناصر في عيدها
يحتفل بخطاب مخصص للأسد
يشد على يدي جيشه ويستذكر جمال والعلم بلسان ابن البلد
حييت يا من يحفظ الذكر والذكرى
ويعرف الإسلام ومن بعبده أسرى
فيعرف المسجد الأقصى والمسجد الحرام
وأنهما تحت إحتلال لا يعرف الإسلام
ولا يقام معه السلام
هذا معنى تاريخ عبد الناصر
ومعنى إلتزام من يرتبط به إنتماء أو يناصر
لابد في الحرب على الإرهاب
من إستذكار ما قاله جمال و لنقرأ في الكتاب
جزمة الجندي المصري في اليمن وتاج الملك سعود
وروح عبد الناصر حياة مصر يوم تعود
و الأخوان ومرشدهم جزمة الإنكليز
كما كان عبد العزيز
وسوريا ومصر توأم العروبة
حكمة التاريخ وعقدة الجغرافيا لم تكن العوبة
من دون إحداهما لن تقوم لنا قائمة
فلنحذف الخليج والنفط من القائمة
و لتكن وحدة الأحرار والقوميين هي القاعدة
لقطع الطريق على الأخوان والقاعدة
فلا طريق للإستعمار على بلادنا
والتحكم بمستقبل أولادنا
إلا بجعلنا إسرائيليات متناحرة
تحكمها قيادات بالدين متاجرة
تتبع كلها سرا لإسرائيل الكبرى
وتديرها في الظل أمريكا بحبل صرة
وبروح عبد الناصر يصافح عبد الحكيم يد الأسد
فإما تحكم بلادنا بالحق العربي أو لن يحكمها أحد
صباح الخير للغد المشرق
صباح الخير لشمسنا تشرق
صباح الخير للقاهرة تدمشق
والياسمين فيها يعمشق
ناصر قنديل
2014-01-25 | عدد القراءات 7717