عندما هم الصباح بالمسير لملاقاة الناس سمع صوت الباعة يستعدون مثله للانظلاق ، و الفلاحين والعمال والطلاب ، وحدهم رجال الاعمال ينامون ، فهم والبكوات والباشوات يبدأ صباحهم مع انتصاف الشمس في السماء ، لأن ليلهم المترف يلاقي ساعات الصباح ، تساءل عن الذين يشتغلون حتى يصلون الليل بالنهار ، فرآهم أول مستقبليه يفتحون عيونهم للصباح وضوئه ويلتحفون به قبل ان ينالوا بعضا من راحة جسد اتعبه العمل والسهر و ينهضون ، لأن القلقين لا يعرفون نوم المطمئنين ، لذلك حتى في الحب والعشق النوامون هم المطمئنون ، والصباحيون هم القلقون والحب للحياة والوطن والحبيب ، يظنه الكثيرون فطريا مولودا مع الجينات لكنه نوعان ، نوع مولود بالفطرة وراءه الغريزة المرتبطة بالحاجة والمصلحة و قوة التمسك بالبقاء ، و أهل هذا النوع هم الكثرة و يكثرون إعلان التخلي كلما واجهتهم الصعاب ، فتصير الحياة رحلة عذاب يتأففون منها ، ومن حظهم السيئ وهم في أحسن حال ، ويصير الوطن إذا حلت به المصائب لا يسكن إن توافرت أوطان أخرى فالوطن والخوف لا يجتمعان ، وبعضهم يكره اوطانه و يتندر عليها بالطرائف لمعاكسة الظروف لها أو لسوء أحوالها ، والحبيب المتعب مشقة لا تسهل الحياة معه ، اما النوع الذي فطرته القلق فمتعب لكنه ثابت ، حبه للحياة كقاح لا ترف وحبه للوطن في الملمات وليس في الطيبات ، والحبيب مهما قسا وغرد بعيدا فهو الحبيب ، لا ينتظر الصباح المترفون ، بل القلقون ، والصباح يعد بين زواره اهل القلق لا اهل الترف ، وكل بحالهم فرحون ، من يصف صباحه بالفرح ومن يصفه ، ليسوا عند الصباح سواء ، واهل الفطرة كثرة لكنهم لا يتسطيبون الصباح ، اهل القلق وهم مطمئنون صباحيون وأهل الترف في نومهم تنقصهم موسيقى الفرح حتى يستشعرون تغييرا في الموازين ، وما جاءت موسيقى الفرح لمن غادر القلق وسائد نومه على فكرة أو عشق او وطن ... صباحاتكم قلق و خير وفرح .
2014-11-03 | عدد القراءات 1960