طرابلس والقلمون – مقدمة نشرة اخبار توب نيوز – 24-10-2013 – ناصر قنديل

 

المعارك الطاحنة في طرابلس والإستهداف المنهجي لجبل محسن جاء هذه المرة بلا مقدمات فلا التوترات التي نسبت لتفجيري طرابلس في وقت حدوثهما تفسر ما يجري خصوصا بعد توقف هذه التحرشات منذ أكثر من اسبوعين وسيطرة الجيش اللبناني على الموقف ولا الإتهامات التي وجهها فرع المعلومات المعروف بولائه لتيار المستقبل بناء على ما وصفه تحقيقات وإعترافات لموقوفين في قضية التفجير وما طال الحزب العربي الديمقراطي منها وهو القوة المسيطرة في جبل محسن تفسر أيضا ما يجري إلا بصورة عكسية أي لجهة أن الإعلان عن الإتهامات كان بهدف تقديم صاعق تفجير الإشتباكات وتصعيدها خصوصا ان ما قاله الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي رفعت علي عيد في مؤتمره الصحفي اجهض إمكانيات التفجير بوضع كل ما لدى الحزب من قدرات بتصرف الجيش والقضاء لكشف ملابسات الإتهامات التي تحدى اصحابها بإثباتها وصولا للقول أنه يطلب من وزير الداخلية إذا ثبت تورط حزبه بالتفجيرات حل الحزب وملاحقة قياداته لكن بالمقابل إذا ثبتت براءته حل فرع المعلومات و مقاضاة المسؤولين عنه بتهمة جر البلاد للفتنة .

في جهة ليست ببعيدة تعيش مناطق السلسلة الشرقية لجبال لبنان من الجهتين السورية واللبنانية حالة حرب حقيقية بعد الهجوم المركز الذي تعرضت له بلدة صدد الإستراتيجية التي تعوض سقوط القصير إذا تحققت لجماعات النصرة والقاعدة السيطرة عليها بربط القلمون بحمص والغوطة الشرقية عبر تدمر والوصول إلى دير الزور و الواضح ان هذه المعركة هي بداية ما روجت له وسائل الإعلام المنخرطة في الحرب على سوريا عن إقتراب موعد حرب القلمون وما روجه بعضها الآخر عما أسماه تهديدا سعوديا لحزب الله وعبره لسوريا من أن سقوط القلمون بيد الجيش السوري وتدخل حزب الله في هذه الحرب و هو أمر طبيعي الحصول بسبب التداخل الجغرافي فإن السعودية جهزت وأعدت وحضرت ليكون الرد بإسقاط جبل محسن بيد الجماعات المسلحة التي تحيط به في مناطق طرابلس وأحيائها والمنتميه في أغلبها للتيارات الوهابية القريبة من القاعدة

الواضح حسب الخبراء العسكريين ان ما يجري هو تحضير للمسرح للمعركتين معا حيث يراد الإبتزاز بتصعيد جبهة طرابلس جبل محسن بالضغط والتهويل لضمان حصر معركة صدد بالبلدة المهاجمة وعدم توسيع رقعة المواجهة لتطال جبال القلمون الممتدة من الزبداني إلى النبك  في سوريا ومن عنجر و معربون إلى عرسال في لبنان .

الواضح بالمقابل ان هذا الإبتزاز يلقى إدارة الظهر من ثلاثة أطراف واثقة من مصادر قوتها هي أولا الحزب العربي الديمقراطي الذي فقد أحد قادته العسكريين اليوم وهو يؤكد أن لا خوف على جبل محسن وحزب الله الذي لا يبدو معنيا بكل الكلام المنسوب للسعودية والجيش العربي السوري الذي تتعزز جهوزيته نحو حسم حرب القلمون مع حسم سيطرته في تحيتة التركمان بريف دمشق التي قطعت إمداد الغوطتين الشرقية والغربية  و إقترابه من إنهاء معركة السفيرة في ريف حلب الجنوبي الشرقي وفتح الطريق لإمداد المدينة والتواصل مع الوجود العسكري فيها

طرابلس والقلمون على نار حامية و الصفيح الساخن سيحرق أيدي لاعبين لم يتعلموا درس القصير جيدا .

2013-10-24 | عدد القراءات 4396