الأخضر الإبراهيمي صحح اليوم الكلام المنشور في مجلة جون افريك عن الرئاسة السورية / وفيه تكرار لمواقف سابقة صدرت عنه تتلاقى مع الموقف الأميركي والغربي عموما / والمؤيد من أطراف الحرب على سوريا وعلى رأسهم السعودية / والقائم على ربط الحل السياسي بتنحي الرئيس بشار الأسد / أو تعهده بعدم الترشح للرئاسة على الأقل / وهو ذات الموقف الذي تعتبره أطراف الإئتلاف المعارض المدعوم غربيا وسعوديا شرطا لمشاركتها في مؤتمر جنيف .
تصحيح الإبراهيمي بقدر ما يعيد مهمته إلى نصابها / بإعتبار كل شؤون السياسة السورية الداخلية ومنها مستقبل الرئاسة ودور الرئيس الأسد / شأنا سياديا سوريا يخص السوريين وحدهم / يضع مهمة الإبراهيمي تحت التصويب السعودي / بعدما رفضت السعودية تحديد موعد لإستقباله رغم مرور ثلاثة أسابيع على طلبه موعدا لزيارتها واللقاء بمسؤوليها / في سياق جولته على العواصم الإقليمية والدولية المعنية أو المتورطة بالأزمة في سوريا أو القادرة على المساهمة بحلها .
الإبراهيمي سمع في موسكو إصرارا على إنجاح مهمته و سمع في طهران وبغداد كل التشجيع لمهمته / مع إستعداد للمشاركة في جنيف إذا وجهت لهما دعوة رسمية / من دون أن تكون المشاركة بذاتها هدف لهما .
فرسنا تصر على الحضور مهما كان الثمن / وترى المؤتمر فرصة لإطلاق عملية إعادة إعمار تطمح بحجز نصيب لشركاتها فيها / أما تركيا فابلغت نيتها المشاركة لكن لنقل المواقف المعادية لسوريا إلى أروقة المؤتمر / وهي التي تواجه خطر القاعدة التي جلبتها لإلحاق الأذى بسوريا فصارت مصدرا لتهديد أمنها الوطني / بالمقابل فضلت قطر الإكتفاء بالإستعداد للمساهمة بإنجاح المؤتمر دون الدخول بالتفاصيل / بعدما دفعت ثمن تورطها بتغييرات طالت هياكل الحكم فيها / بسبب الفشل في تحقيق الأهداف التي اخذتها على عاتقها بإسقاط سوريا .
وحدها السعودية تنفرد بالموقف المعادي علنا لمساعي الحل السياسي / وتضع الحقد السود على سوريا والسوريين محركا وحيدا لموقفها / رغم اليأس من تغيير الموازين والمعادلات / و قامت بدعوة وزراء الخارجية العرب لإجتماع يوم الأحد / لبحث الوضع في سوريا وخصوصا مهمة الإبراهيمي / بعدما وجهت من تمون عليهم من رموز المعارضة للمطالبة بتنحي الإبراهيمي / وستسعى لإستصدار موقف من إجتماع الأحد يضع إستهداف الرئيس الأسد وما ومن يمثل شرطا للمساهمة في وقف حمام الدم / الذي تنظمه المجموعات المتفرعة من القاعدة بحق السوريين بلا توقف
السعودية تخوض حربها اليائسة وتعيش افول دورها العربي و الإقليمي / فيما المستقبل الغامض لحكمها وتوازناته ونزاعاته ومراكز النفوذ فيه / يشكل مصدر إهتمام الغرب و خططه المستقبلية / كما سبق وقال جيفري فيلتمان ونقلت عنه الصحف / وكما نشرت مجلة الفورن افرز الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأميركية مؤخرا .
واشنطن توظف العدائية السعودية لتحسين شروطها في ملفات جنيف / من دون أن تتحمل تبعات هذه العدائية بتحمل مسؤولية تخريب جنيف .
2013-10-29 | عدد القراءات 4368