عندما كلف الرئيس تمام سلام تشكيل الحكومة اللبنانية كان الإجماع على تكليفه تنازلا جوهريا قدمته قوى الثامن من آذار إنطلاقا من كون سلام منتميا رسميا وسياسيا لفريق الرابع عشر من آذار وليس مشروعا حياديا كما هو حال الرئيس نجيب ميقاتي وكان دافع الثامن من آذار هو الحفاظ على الإستقرار الداخلي و التفكير بعقلانية قوامها ان إطمئنان قوى الرابع عشر من آذار لإنتماء رئيس الحكومة لفريقها سيسهل التفاهم على شكل الحكومة كحكومة وحدة وطنية يمتلك فيها الجميع ضمانات عدم التفرد بالقرار و يالتالي على بيان وزراي لا ينكأ الجراحات والخلافات ويشكل إستمرارا لحكومة الوحدة الوطنية التي تراسها الرئيس سعد الحريري كتشكيل وبيان حكومة .
كان سعي الرابع عشر من آذار معاكسا فنيل رئاسة الحكومة صار بالجيب وجاء دور الضغط على تشكيل الحكومة وتركيبتها وبيانها الوزراي وربط تشكيل الحكومة بعناوين وتطورات وإيقاع المواجهة الدائرة في سوريا لينكشف لاحقا أن الرهان على مشروع الحرب الأميركية الذي كانت قيد الإعداد كان يقف وراء كل ما عبرت عنه الرابع عشر من آذار بصدد تشكيل الحكومة لتكون حكومتها في لحظة الحرب بصيغة حكومة امر واقع ينضبط النائب وليد جنبلاط في قرار تشكيلها في لحظة ذروة الحرب على قاعدة أنه من رجالات السياسة التي تجاري التحولات .
فشلت رهانات الرابع عشر من آذار وطارت خطة الحرب وصارت شيئا من الماضي وبدأ التغير في المناخ الدولي والإقليمي يقول أن حلفاء الثامن من آذار يكسبون بالنقاط وصولا للتفاهم الأميركي الإيراني الذي بدأ يلوح في الأفق ومن خلفه التفاهم الورسي الأميركي وبدا ان سوريا صارت خارج دائرة الخطر لا بل بدا ان جيشها يحقق التقدم تلو التقدم والإنجاز تلو الإنجاز وصار المنطقي ان تنزل الرابع عشر من آذار عن شجرتها وتعود للواقعية وقد عاد جنبلاط لتذكيرها بالمتغيرات ودعوتها للعقلانية .
إستمر التصعيد وصارعنوانه خروج حزب الله من سوريا كشرط لقبول مشاركته بالحكومة وليس فقط شكل الحكومة وتوازناتها وضماناتها ولا بيانها الوزاري مما أوضح أن الحكومة صارت رهينة المعادلة السعودية الجديدة القائمة على تعطيل كل شيء طالما أنها لا تزال خارج التسويات بصورة ترضي طموحاتها التي بات من المستحيل إرضاؤها
اليوم مع وصول الحكومة المعلقة على مشنقة الإنتظار إلى شهرها السابع من الوقت الضائع بدأ التداول بتنحي الرئيس سلام كمخرج من الأزمة الحكومية خصوصا بعد كلام السفير الأميركي ديفيد هيل في مجالسه عن نصائح وجهها للرئيس سلام لالأخذ بالنصيحة الجنبلاطية و تبين له ان السعودية منعت سلام من القبول بالنصيحة
سلام لن يشكل الحكومة الجديدة وقد وصلت اللقمة للفم بعد إنتظاره سنينا عديدة
2013-11-04 | عدد القراءات 2613