منذ توقيع التفاهم بين إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد وإقراره بمشاركة وكالة الطاقة الذرية والأمم المتحدة في المفاوضات والنتائج ، وفي واشنطن العاصمة التي قادت الحملة الحربية والعقابية ضد إيران منطق يحاول أن يقول ، ويتبعه بالقول أتباع واشنطن وبصورة خاصة من العرب ، عنوان القول أن العقوبات سلاح يضمن إلتزام إيران والتهديد العسكري ضمانة لعدم التراخي في تطبيق إيران لإلتزاماتها .
هذا المنطق تعبير عن تفسير للتفاهم يقوم على إعتباره ثمرة نجاح العقوبات والتهديد ، بتغيير موقف إيران وقبولها الرضوخ لإملاءات واشنطن ، ومن هذا المنطلق توقع هؤلاء أن يتبع التفاهم تنازلات إيرانية على حسابا تحالفاتها وخصوصا تجاه سوريا وحزب الله .
التفسير المقابل كان يرى ان واشنطن فشلت بعقوباتها في فرض التنازل على إيران عن ثلاثة اشياء أساسية ، أولها أن إيران لا تفاوض على تحالفاتها والتفاوض محصور بالملف النووي وما عداه هو تفاهمات تنتجها المصالح المتبادلة ، والثاني أن الملف النووي الإيراني يقوم على مبادئ سيادية لا تفاوض عليها محورها التسليم بالحق القانوني لإيران بالتخصيب وإمتلاك كل تكنولوجيا تتصل بالبرامج النووية السلمية ، والثالث أن في البرامج النووية ما يتصل بخطوات إجرائية تطمئن الخصوم لا مانع من التفاوض حولها كمصير الكميات المخصبة من اليورانيوم على درجة عالية ومواصلة تخصيبه او التوقف المؤقت عنه ومن نوع القبول بالتفتيش الدوري للوكالة الدولية للطاقة ، وأن واشنطن إرتضت البحث عن مخارج تحفظ ماء الوجه وتخلت عن حسابات حلفائها وخصوصا السعودية وإسرائيل .
حاولت إسرائيل والسعودية شرح مخاطر أن يكون التفاهم إنتصارا إيرانيا والضغط للتراجع الأميركي عن تفاهم بهذا المضمون ، وتشكلت لوبيات ضاغطة ممولة سعوديا ومنظمة إسرائيليا داخل واشنطن والكونغرس خصوصا للدفع بإتجاه ما يحسم التفسيرات بدفع الكونغرس لعقوبات جديدة .
الإمتحان كان في كيف ستتصرف إدارة الرئيس باراك أوباما ؟ هل ستقول لإيران أن التفاهم مع الإدارة لا يلزم الكونغرس ؟ أم أن الإدارة قامت بما عليها برسائل نصح للكونغرس ؟ ام ان التفاهم يلزم الإدارة بمنع اي عقوبات جديدة ؟ وإلا طار التفاهم كما هددت إيران بعد الحديث عن العقوبات الجديدة ؟
هل أن كلام إيران عن نيتها التصرف بحكمة بعد التهديد بإلغاء التفاهم هو نتيجة إلتزام وتعهد أوباما بمنع العقوبات وطلب المعونة الإيرانية بالتكلم بلغة هادئة ؟ أم هو تراجع إيراني يؤكد فوز التفسير والمسعى السعودي الإسرائيلي ؟
إعلان اوباما نيته إستخدام صلاحياته الدستورية بنقض اي قانون يشرع عقوبات جديدة على إيران يحسم النقاش حول التفاهم ، ويؤكد نصر إيران بلا شبهة ولا أي إلتباس يحتمل التأويل والنقاش .
شرق أوسط جديد يلتزم فيه اوباما بمنع العقوبات عن إيران ، يختصر معادلات كثيرة لمن يفهمون أو من يرديون أن يفهموا ، أو من إذا فهموا يريدون أو يجرأون على الإعتراف .
2013-12-20 | عدد القراءات 2469