14 شباط البحرين – مقدمة نشرة اخبار توب نيوز – 13-2-2014- ناصر قنديل

غدا تكمل الثورة البحرانية عامها الثالث وهي متسمرة بزخم شعبي لا هوادة فيه  منطلقة من ميراث نضالي عمره أكثر من نصف قرن فقلة يعرفون أن الثورة البحرانية أقدم من عمر إنتصار الثورة في إيران وقلة يعرفون أن حركة التحرر العربية بوجه الإستعمار البريطاني إنطلقت من البحرين وقلة يعرفون أن الشعب العربي المتضامن مع جمال عبد  الناصر بوجه العدوان الثلاثي كانت ساحته الأهم في البحرين .

في الستينات كانت إنتخابات برلمانية في البحرين وكانت الحركة القومية واليسارية  هادرة في الشوارع و في السبعينات كانت ثورة ظفار في عمان تستقوي بظهيرها من ثوار البحرين  وبعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران الذي حدث هو مثل الذي حدث في كل البلاد العربية والإسلامية أن تغيرت عقائد ومناهج عمل الثوار الذين ترسملوا بميراث جيل الآباء ولم يدعوا انهم من بدأ الثورة .

صار التيار الإسلامي هو القوة الأساسية في الثورة لضعف أصاب التيارات القومية واليسارية في كل المنطقة بسبب عجزها عن التقدم في ملف التحرر الوطني الذي كانت تجربة حزب الله هي الرائدة فيه عربيا والمنطقي ان يترك ذلك اثرا مزدوجا بتنمية وتزخيم الفكر الذي يحاكي فكره وأن تضمر التيارات التي عجز نظراؤها عن قيادة تجربة مقاومة شبيهة والطبيعي أيضا بسبب قرب البحرين من إيران ووجود جالية بحرانية  وازنة من أصول إيرانية أن ينمو تأثير إيران على الثورة خصوصا أن هموم التحرر في المنطقة من مواجهة الأساطيل الأميركية التي شكلت مصدر إهتمام مبكر لثوار البحرين إلى الموقف الرائد لإيران الإسلامية من قضية فلسطين وحركات المقاومة .

على الضفة المقابلة كان النظام الذي  عرف بإسم الضابط البريطاني الذي رعى ولادة الإمارة وأعد خططها للتبعية والولاء للمستعمر قبل أن تصير مملكة عظمى فكانت مملكة هندرسون الضابط البريطاني الذي بنى مؤسساتها ومخابراتها ووضع لها قوانينها وها هي ترتبط بحكم آل سعود وصولا لتشكيل درع الجزيرة الذي تقوده السعودية والذي يعرف معاصرو ولادته أنه ولد مرصودا لقمع أي حراك ثوري في البحرين وفقا لنظرية هندرسون أن أمن النفط يبدأ من البحرين حيث يرابط الأسطول الاميركي الخامس منذ عقود.

موجة الربيع العربي  التي  عصفت خماسينها بالمنطقة العربية لم تصل إلى البحرين فثورة البحرين هي الجمر الذي قام من تحت الرماد فقط ولم يحل دون قيامها لا التحريض المذهبي رغم التأثير المؤلم الذي  تركه على جسم الثورة ولا التهديد ولا المال ولا محاولات الرشوة السياسية  والأهم أن إغراء العنف لم يستدرج ثوار البحرين  للدخول في دوامة الحروب الأهلية التي غرقت في مستنقعها ليبيا وتكاد تونس ومصر واليمن .

ثورة شعبية سلمية يتيمة في العالم العربي هي ثورة البحرين تصل مع نهاية الخماسين وهي واقفة على قدميها وشعارها لا يتعدى التطلع لملكية دستورية يحكمها برلمان منتخب وحكومة تشكلها الأغلبية البرلمانية تحاسب وتساءل في الشارع وفي البرلمان وتكون نموذجا لما سيكون عليه وضع مشيخات وإمارات وممالك الخليج ولهذا السب بالتحديد تضع السعودية ثقلها لإعاقة أي حل يتجه بالبحرين نحو الدستورية لأنه سيكون في اليوم الثاني  حديث سكان وشعوب الخليج تحت شعار مثلما قدر البحرانيون نحن أيضا قادرون .

البحرين في العام الرابع تقارب الوصول إلى المرتجى ومع نهايته ستكون قد دخلت زمن التسويات الكبرى التي ستفرض على حكام الخليج التأقلم مع نظام إقليمي جديد تلعب فيه إيران دورا حاسما من جهة وترتكز حكوماته للإنتخابات من جهة مقابلة فيكتب عندها لثوار البحرين فتح التغيير العربي الكبير الذي يبدأ من الخليج او يسقطه الخليج فالديمقراطية وحكام الخليج لا يتعايشان قبل أن يقضي أحدهما على الآخر .

2014-02-13 | عدد القراءات 2844