بكيت في حياتي والدي ووالدتي لكني بكيت في طفولتي جمال عبد الناصر عندما رأيت والدي يبكيه و بكيت في شبابي أرنستو تشي غيفارا عندما كان شيخ إمام يغنيه وبكيت في رجولتي الإمام الخميني وكان السيد الخامنئي ينعيه وبكيت في كهولتي حافظ الأسد و السيد نصرالله يسجيه و بكيت السيد فضل الله في الرحيل واليوم دمعة على رحيل قبل الأوان لهوغو شافيز .
رجل لم يترك كتابا او مؤلفات لكنه كان موسوعة معرفية و حس ثوري لا يخطئ و قائد إستثنائي بكل المعايير .
تخطى تشافيز كل قادة العالم في المواقف التي حملتها بلاده معه في نصرة الحق و المعلوم ان للدول ضرورات فروسيا مثلا تتمهل في الموقف مما يجري في سوريا وتوافق على بيان الثمانية الكبار لمنح إسرائيل في حرب تموز ما سمي بحق الدفاع المشروع عن النفس وتلك من مقتضيات الدولة كما يقال .
إيران تقول عن الثورة البحرانية أنها ثورة شعب مظلوم وتستحق الإنصاف وتدعو للحوار بين الحكومة والثوار وفي سوريا تتبنى الحل السياسي وسوريا تتبنى الحل السياسي في البحرين مثلا و في لبنان مرارا كانت تؤكد إنفتاحها على كل الأطراف المتنازعة وهم حلفاؤها وخصومها وفي كل هذه الحالات المواقف منطقية ومفهومة ومبررة ومشروعة وهي من مقتضيات العمل السياسي كما هي ضرورات الأدوار التي تتصدى لها الدول .
هوغو شافيز كان إستثناءا على الحسابات فمعادلاته هي الإنتصار للحق مهما كان الثمن وفي حرب تموز 2006 لا يمكن لأحد أن ينسى أنه فيما أغلب الدول العربية تناشد إسرائيل مواصلة الحرب لسحق المقاومة التي وصفوها بالمغامرة قام هوغو شافيز الذي يعلم جيدا حجم النفوذ الصهيوني في العالم وفي اميركا اللاتينية وفي فنزويلا بصورة خاصة بإغلاق السفارة الإسرائيلية وطرد السفير معلنا وقوفه مع حزب الله وشافيز يساري وحزب الله ينطلق من الإسلام .
في قلب الأزمة السورية قال شافيز كيف يمكن أن يسالني احد مع من تقف فأنا لا يمكن أن أكون إلا مع الرئيس بشار الأسد وجيشه ونظامه لأن الحرب هي بين قوى التحرر والإستعمار بأدواته المحلية والخارجية ولا يهمني ما يتحدثون عنه من تظاهرات مفبركة ومصنعة بقدر ما يهمني ان تنتصر سوريا كمدافع عن حقوق العرب بالإستقلال والتحرر بقيادة الرئيس بشار الأسد .
وهكذا مع إيران وهكذا في كل شيئ يصح أن يقال فيه أنه الرجل الذي لا يخشى في الحق لومة لائم .
كان شافيز غير مألوف وغير تقليدي فكان ينزل إلى الشارع يمشي ويتحدث للناس وفجأة يتحول التجمع إلى تظاهرة وتمر فرقة موسيقية فيتناول شافيز المذياع منها و يخطب ويغني و يبكي الناس ويضحكون ويتحمسون ويحاورهم ويتفقد أحوالهم كواحد من أبناء الشعب .
هوغو شافيز يشبهنا كناس عاديين فيستحق أن نبكيه .
2014-03-06 | عدد القراءات 3251