الرئاسة السورية حسم دستوري - مقدمة نشرة أخبار توب نيوز - 9-4- 2014- ناصر قنديل

 

أن تحسم القيادة السورية السير في إنجاز الإستحقاق الرئاسي مهما كانت الظروف و مهما كانت الضغوط يعني إدراك سوريا أن محور كل الحرب هو الرئاسة ومصيرها ومستقبلها .

لا يقتصر الأمر على الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية وفقا لنصوص الدستور السوري فقط بل الأهم هو أن الصراع يدور  على موقع ومكانة الرئيس بشار الأسد ، فلو أعلن الأسد أنه غير مرشح لصار السير بالإنتخابات الرئاسية في موعدها خطوة حميدة تلاقي الترحيب من كل الأطراف الدولية والإقليمية المتورطة في الحرب على سوريا وفي  مقدمتهم اللقلاق كعجوز شمطاء الأخضر الإبراهيمي .

لقد صارت وحدة الجيش وتماسكه وقوة معنوياته مستمدة بصورة أو بأخرى من مكانة الرئيس بشار الأسد كما وحدة سوريا وتماسكها الوطني وبالأصل موقع سوريا المقاوم يرمز له الرئيس الأسد ولذلك صار التصويب على الرئاسة لأن المقصود هو الموقع الأكثر تجذرا في وجدان السوريين الذي يجسده الرئيس وليس الرئاسة بذاتها .

في حالة اوكرانيا يقول الروس لو كان هناك رئيس يملك ربع مواصفات شخصية الرئيس الأسد وشجاعته وشعبيته ووضوح رؤيته لما حدث ما حدث ، لذلك تتكاثر الحملات وتزداد الضغوط كلما إقترب موعد الإستحقاق الرئاسي و تزداد الإغراءات والمناورات والهدف هو ألا تجري الإنتخابات و يتاح التعامل مع فراغ دستوري ولو ملأه الرئيس الأسد بقوة الأمر الواقع أو ان يؤدي الضغط تحت عنوان الحوار السياسي إلى قرار تأجيلها كترجمة لطلبات الإبراهيمي ودول الغرب بما يسمونه علامات حسن النية .

طبعا المنطقي هو ان دولا حريصة على السياق الدستوري للدولة السورية تعلم موعد الإنتخابات الرئاسية كانت منطقيا ستجعل موعد الإنتخابات الرئاسية قلب العملية السياسية ومحور روزنامتها فتضع للحوار محاور سقفها الزمني شهر شباط يجري الإنتقال بعدها فورا في حال عدم التوصل لتفاهمات إلى البحث في شروط إجراء الإنتخابات الرئاسية في ظروف تسمح بتظهير حقيقة ما يريده السوريون بصورة ديمقراطية وتصير جولات الحوار مكرسة لكيفيات وآليات وضمانات الترشيح والإنتخاب وفرز النتائج .

لم يفعلوا ذلك لأن الرئيس الأسد هو المستهدف بما يرمز إليه وهو الفائز في اي ظروف يمكن للإنتخابات أن تتم فيها ، فلذلك يصير تعطيل إجرائها بالقتال أو بالضغط لتأجيلها أو بالتهيؤ للطعن بنتائجها إنطلاقا من ان مشروع السيطرة على سوريا يمر بهيئة حكم إنتقالي يقررها مجلس الأمن وتعني تعليق العمل بأحكام الدستور وإصدار إعلان دستوري مؤقت و الخطوة الأولى لتعليق الدستور هي فراغ سدة الرئاسة بتعليق الإنتخابات الرئاسية.

أدركت سوريا ان الأهم منع الفراغ الرئاسي لمنع الفراغ الدستوري

2014-04-09 | عدد القراءات 3935