البحث المصري عن دور إقليمي ودولي كما قال رئيسها في خطاب القسم يصطدم بجدارين ، الأول هو إحتكار السعودية الدور العربي المناوئ لحلف المقاومة السوري الإيراني اللبناني العراقي من موقع مذهبي ، إستدعى منها لإنجاحه وضع علاقتها بمصر مدخلا له بقطع دابر المنافسة طالما ان هذا الدور يقوم على إزاحة تركيا وقطر من الساحة الإقليمية كلاعب فاعل ، اما الجدار الثاني فهو الضعف المصري أمام الحاجة للسعودية ماليا وسياسيا للدعم السعودي في حرب مستمرة وتتخذ مناح متصاعدة .
بلوغ النزاعات الكبرى في المنطقة النهايات التي تستدعي إطلاق التفاوض يسعف القيادة المصرية الباحثة عن دور ، يعوض المهانة الوطنية التي جلبها حكم الأخوان بالتبعية المذلة لحكام قطر ، وبالرهان الخائب على حرب ميؤوس منها في سوريا ومحكوم عليها بالفشل سلفا ، وكادت مصر تدفع فاتورة هذا الرهان لولا الهزيمة التي أصيب بها الأخوان مصريا وإنتهت بخروجهم من الحكم إلى السجن .
ما يجري تداوله عن دور مصري في لبنان من بوابة ترتيب أوضاع دار الفتوى في لبنان وما قد يفتحه من آفاق لتقدم الدور المصري نحو التوافقات المتصلة بالرئاسة اللبنانية ، يمنح مصر فرصة الجسر القادر على التواصل مع الأطراف المتناقضة والمتصارعة رغم التموضع المصري عمليا داخل احد الحلفين ، ولو بشكل صامت عبر علاقتها الخاصة بالسعودية رغم الصلة الجيدة مع روسيا والعلاقات الأمنية التنسيقية مع سوريا .
كل هذا لن يمنح مصر الدور الذي تتطلع نحوه ولو انه سيخفف من وطأة الشعور بالضمور والتراجع ، فالدور الشكلي والمسرحي غير المستند لعناصر قوة ومعطيات الجغرافيا السياسية للدولة ، يبقى مصطنعا و على القشرة .
مصر تحتاج الدور القيادي الذي يعيد لها وحده المكانة التي تريد ، ولهذا الدور بوابة وحيدة هي فلسطين التي تستغيث طلبا لمساندة عربية تبدو مصر وحدها القادرة عليها والمهيأة للعبها لولا القيود التي يفرضها كامب ديفيد من جهة ، و عدم الوقوف على خط التواصل بالداخل الفلسطيني من جهة أخرى ، بعد تقطع العلاقات بحماس التي أعطت الأفضلية لجذورها الأخوانية على حساب فلسطينيتها ، لكن الموقف المصري ذهب بهذه العلاقة نحو إدارة الظهر لفلسطين وشعبها ومقاومتها كأنه عقاب جماعي بقوة الخطيئة الحمساوية .
مصر تحتاج تخفيف البيع السياسي للسعودية في الكلام عن إيران بلغة العداء ، ولرفع منسوب الشجاعة في الحديث عن سوريا كركيزة للحرب مع الأخوان .
2014-07-05 | عدد القراءات 2820