موسكو3 قبل وبعد اردوغان - روزانا رمال

في الخامس من الشهر الجاري أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن موسكو مستعدة لاستضافة جولة ثالثة من المشاورات بين الحكومة السورية و “المعارضة”.

ونقل موقع “روسيا اليوم” عن بوغدانوف قوله : «نحن لا نفرض إرادتنا على أحد وأن المبادرة تنطلق من السوريين أنفسهم.. الآن تطلب الحكومة السورية منا عقد لقاء موسكو الثالث ونحن مستعدون لذلك ولو تم انعقاده اليوم.. لكننا نحتاج إلى إجراء مزيد من الاتصالات مع ممثلي المجموعات المعارضة المختلفة».

وكان نائب وزير الخارجية الروسب غينادي غاتيلوف أعلن قبل ذلك  أن الأطراف السورية التي شاركت في لقائي موسكو التشاوريين مهتمة بإجراء جولة ثالثة من المشاورات لافتا إلى أن مواقف القيادة السورية متقبلة دائما للحوار».

وتابع بوغدانوف أن: «الأمر لا يتوقف على روسيا وأن موسكو ليست طرفا في النزاع»، مضيفا: «نتمنى للسوريين أن يتوصلوا إلى اتفاق ولاسيما أن العدو عندهم جميعا عدو واحد ومشترك وهو الإرهاب والتطرف».

وشدد على: «ضرورة توحيد جهود جميع السوريين في مكافحة التحديات المشتركة والشر الكوني المشترك الذي يهدد الأمن القومي ليس في سورية فحسب وإنما في العراق أيضا وكذلك يهدد المنطقة بأسرها إضافة إلى روسيا والولايات المتحدة وأوروبا برمتها»

بالمقابل إنطلقت في القاهرة جولة محادثات بين مكونات المعارضة وخصوصا طرفيها الرئيسيين الإئتلاف الذي يدعمه الغرب  وتركيا والخليج وهيئة التنسيق الوطنية التي شاركت في حوارات موسكو وتبدو مقربة تقليديا من مصر .

دائما كانت محاولات التقارب والتقريب بين هذين  المكونين تفشل رغم معرفة الساعين للتقارب ان وحدتهما تشكل قطب جذب لضم كل المجموعات الصغيرة المبعثرة للمعارضة وفي تقديم جبهة سياسية موحدة تحمل اسم حبهة المعارضة السورية .

العقبة كانت دائما بكون الحرب  على سوريا تملك  آمالا باخداث اختراق عسكري وبالتالي سياسي ضد الدولة السورية والرغبة من قبل الحلف العربي الغربي التركي  الواقف  وراء الحرب باحتكار رأس  جسر سياسي يمثله يكون هو حصانه  داخل التشكيل الجديد للدولة السورية تحت عنوان الحل السياسي وكانت هذه هي مهمة الإئتلاف وكان الإئتلاف فرح بهذا الإحتكار .

الحرب  على سوريا رغم كل  مظاهر تقدم النصرة وداعش محكومة في النهاية بخيار سياسي ، فإذا كان تسويق جبهة النصرة ممكنا فلا مبرر لكل الإئتلاف  وهيئة التنسيق لأنها تتميز عنهم بإمتلاك حيثية قتالية حقيقية بينما كل المعارضة السياسية هي  معارضة فنادق  خمسة نجوم وشاشات الفضائيات .

واضح أن التعقيدات كبيرة أمام تسويق النصرة خصوصا للمشاركة في حوار تشكل الدولة السورية فريقه الثاني  وترعاه الأمم المتحدة وتشارك  بالرعاية موسكو وواشنطن والكل يصنف النصرة منظمة إرهابية كتشكيل سوري لتنظيم القاعدة .

الاستعداد لمنصات الحل السياسي في المنطقة لا تكتمل بدون سوريا ، وفي سوريا لا تكتمل بدون الدولة التي رغم سنوات الحرب لا تزال  هي الرقم الصعب ، ومن هي المعارضة المشاركة نقطة البداية في المسار السياسي ، وتحديد السقف السياسي للحوار والمشاركين مسبقا يشكل البوابة الرئيسية إلى جنيف 3 .

نجحت حوارات موسكو 1و2 بمنح هيئة التنسيق موقعا قياديا للمعارضة غير المنضوية في الإئتلاف  كما نجحت برسم إطار للحوار السياسي يصعب تخطيه إلا بكسر المعادلة ضد الدولة السورية  عسكريا ، والعنوان الذي صار في عهدة ديميستورا ، حوار غير مشروط حول مسألة السلطة هدفه حشد الجهود لمواجهة الإرهاب بجناحيه النصرة وداعش ودعم الجيش السوري كتعبير عن إجماع السوريين على مكافحة الإرهاب .

الخطوة التي فرضت نفسها على لقاءات القاهرة للمعارضة هذه الأيام هي مشاركة الإئتلاف في موسكو3 كمقدمة تحضيرية لجنيف 3 .

بدأت حوارات القاهرة تحت تأثير نشوة الإئتلاف بامساك  النصرة بادلب  وجسر الشغور والظهير التركي للتقدم ودخلت يومها الثاني  على خيبات هزيمة أردوغان الإنتخابية والتهيؤ لزمن تغير موقع تركيا في الأزمة السورية .

هل تنته  حوارات القاهرة بقرار الإئتلاف المشاركة في موسكو3 ؟

2015-06-09 | عدد القراءات 2433